خطابُ السيد القائد وضع النقاط على الحروف وأعاد وضع قواعد اللعبة في المنطقة
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

في موقف الإباء والتضحية اليمني وتحت لواء المقاومة الإسلامية أعلن السيد القائد مرحلة مفصلية حاسمة، وأعاد وضع قواعد اللعبة في الحرب العدوانية الأمريكية الصهيونية على أهلنا في فلسطين، في خطوة وضعت العدوّ أمام تحديات لا يقوى على مجابهتها، فضلاً عن مصير مجهول يفرض عليه إعادة قراءة المشهد برمته من جديد.

في خطابه الأخير وضع السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” النقاط على الحروف وأجبر العدوّ على إعادة النظر في خططه الحربية التي وضعها في بداية عدوانه الظالم على قطاع غزة، فاليمن التي ظنوا أنها بمعزل عن محيطها العربي، وبعيدة كُـلّ البعد من ناحية الجغرافيا عن مجريات المعركة باتت اليوم شريكاً فعالاً في مقاومة قوى الاستكبار والإجرام في مشهد أسقط كُـلّ رهانات العدوّ وقلبت موازين القوى على بعضها.

وفي ظل الموقف العربي والإسلامي والعالمي المخزي تجاه ما يرتكبه جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة من جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية، وفي الوقت الذي أجمع صهاينة العرب على مواصلة الخضوع والارتهان والعمالة للصهيونية الفاشية وطمأنتها في ديمومة الموقف العربي المرتهن لتوجّـهات الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية، وبعد أن وصل الإحباط واليأس بين أوساط الشعوب العربية ذروته، انفردت اليمن قيادة وشعباً في خضم كُـلّ هذه التحديات في المشهد المرير بزمام المشاركة وخوض المعركة بفاعلية وبسالة تلبية لنداء الأخوة والجهاد للدفاع عن الأبرياء والأطفال والنساء في غزة ونصرة للمقدسات الإسلامية التي تنتهك وتستباح على أيادي اليهود الغاصبين.

إنها اليمن لمن لا يعرف التاريخ ولا يفقهه، ولعل الأعداء يدركون حقيقة هذا الشعب وأمجاده أكثر من المتصهينين العرب، الذين ولوا مدبرين خانعين وراء مصالحهم، تاركين شعباً مسلماً ومقاوماً يموت ويشرد ويعذب بشتى أصناف العذاب والتنكيل، مكتفين بعبارات الشجب والتنديد التي لم تقابل إلا بإهانة صهيونية على لسان زعيم الفاشية نتنياهو، الذي قابل بيانهم الهزيل بالسخرية والتعجرف والتهديد بمصير لا يقل عن مصير ما يجري لأهل غزة، وهذا يعكس مدى الهوان والارتهان التي تعيشه تلك الأنظمة الطامعة بأكذوبة التحضر ومزاعم السلام.

إن الموقف البطولي والشجاع لقائد الثورة في تولى زمام المواجهة مع الكيان الصهيوني الأمريكي ومن خلفه الحلف الغربي، وما جسدته تلك التوجيهات من تطبيق فعلي وقوي نفذه سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية، والتي كسبت مواقفَ مؤيدة ومباركة على المستوى المحلي والخارجي، وكانت ملبية لطموحات الشعوب العربية المتعطشة لمواقف تعزز دور المقاومة الفلسطينية وتساند تحَرّكاتها، الأمر الذي أخذته القيادة اليمنية على عاتقها وقامت بدورها الإسلامي والإنساني والأخلاقي.


في السبت 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 01:31:52 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=11174