|
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (1) الشاعر صلاح الدكاك .. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعر الكبير صلاح الدكاك
(مخاض آخر على طريق القدس)
...
شِحِّي ذَرَارِي الذُّلِّ أو فازْدَادِي
لا فرق بين الجمع والإِفرادِ
إني أرى زُمَرَ الرماح تكسَّرَتْ
جَمْعاً وعزَّ شوامخُ الآحادِ!
وأرى العديد اليعربيَّ برَسْنِه
مثل القطيع يُساقُ بالأعدادِ!
إن القنا بيد الخنى سَلَبُ العِدى
والضَّاربين بها سِنانُ العَادي
وجحافل الإسلام في صلواتها
تحت الهوان مَطيّةُ استعبادِ
قُرعت طبول الحرب والعربيُّ في
أحضان غانيةٍ على استعدادِ
للحرب يصقل بالفياجرا سيفه
ويسلُّه بمشيئة القوادِ
وشعاره"لا يسلم الشرف الرفيـ
ــع من الأذى بسوى افْتِراعِ نهادِ"
"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.."
إلا بخوض نواعمٍ ونوادي!
"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.."
ولقد أُرِيقَ زنىً بكل مزادِ!
عربٌ تُؤَثِّثُ كالبَغيِّ حِياضَها
للغرب بالثَّروات والأجسادِ
عشنا لكي يتوحَّدُوا فتوحَّدوا
لكنْ على حربي وغزو بلادي
ضَعَةٌ ضَلالٌ ضَيْعَةٌ ضَعفٌ ضَنَى
ألِذاك سُمّينا شعوب الضادِ؟!
وإذا دُعينا أمّةً وَسَطاً فمِنْ
"وسَطٍ" بأمّة طَبلةٍ ميّادِ
فالخير معقودٌ بـ"شَالِ قُدُودِها"
وعلى الخُصُور طَرِيَّةِ الأعوادِ
طَفَحَتْ مَجَاري النَّفطِ في أوطاننا
بَرَصَاً طَوَى أَلَقَ الأَدِيم النَّادِي
وتَغَوَّلَ البُترُولِ يَنهَشُ في الثَّرَى
مِثلَ الجُذَامِ مَلامِحَ الأمجادِ
ظَمِئَ العراقُ وما ارتَوَى بفُرَاتِه
والنِّيْلُ فَاضَ وشَعبُ مِصْرٍ صَادِي
يا أمَّة المِليار إنْ شِئتِ العُلى
كُونِي "سُليمانيَّةَ" المِيْلادِ
إنَّ المُهُودَ مع الهَوانِ لُحُودُ مَن
وُلِدُوا وكَم مِنْ عَاقرٍ ولّادِ
يا أمَّ أخْدَاج الوَلائِدِ كَفّرِي
عن زَلَّةِ الأَبناءِ والأَولادِ
جُبِّي بـ"رعد الوعدِ" طينةَ"مازنٍ"
وتطهّري بـ"طوامرٍ" عن "هادي"
عن كل "مُرسي" كفّري بفوارسٍ
عن كل "سيسيْ" كفّري بجيادِ
وتمخضي عن كل "جحشٍ" ضيغماً
واستبدلي "السَّادات" بالأسيادِ
نَسَلَتْ خُيُولُ القَومِ أَجيَاداً وما
في القوم للصَّهَواتِ مِنْ أَجوَادِ
يا عِيْدَ فِطْرِ الجَحفَلِ المَوْتَى..وهَل
صَامُوا سِوَى عن عَادِيَاتِ جهادِ؟!
"شالُومُ" مِنْ دَمِهِم يُعِدُّ فُطُورَه
والصَّائمون فَطِيرَةُ الجَلَّادِ
للقِبلة الأُولى الأَعَاربُ أقْبَلَتْ
بالقُبلةِ المِليونِ لـ"المُوْسَادِ"
والقدس تَهْدِلُ بالأَسى أجرَاسُها
ومآذنُ الأقصى صَلاةُ حِدادِ
ما أعقَمَ الأَصلابَ إنْ هِي لم تَلِدْ
جِيلاً من القَسَّام والصَّمَّادِ
(فوق حدود الحسابات)
..
لولا الهوانُ لما علا استكبارا
هذا الكيانُ يُرَكِّعُ المِليارا
قَتلَ النُّسورَ الداجناتِ بريشها
فرخٌ ومدَّ بذُلِّها المِنقارا
ما بالُ مَن نحروا الملوكَ بناقةٍ
باتُوا على الحرماتِ غيرَ غَيَارى؟!!
عربٌ على أرض العروبةِ وطَّنُوا
شذَرَ الغزاةِ وشرَّدوا الأحرارا
رفعوا بأعراض الخيامِ ممالكاً
وتقلدوا التيجانَ والأدوارا
عربيةٌ وملوكها عبريةٌ
بعباءةٍ نجديّةٍ تتوارى
وبلا هدى الإسلام إسلاميَّةٌ
تُعفي اللِّحى وتواربُ الزنَّارا
تبكي فلسطينَ الشعوبُ وترتضي
في حكمها القوادَ والجرّارا
أدهى مِنْ التطبيع وهو جنايةٌ
خذلانُ مَنْ رفعوا الوفاءَ شعارا
ياقدس إن خذلتك كلُّ دويلةٍ
فالله ساق لنصرك الأنصارا
(نجمة المتوسط)
..
أبكي لغزَّةَ أم أزهو بمثخنةٍ؟!
تتلمذت تحت نعليها الأساطيرُ
بلحمها المرّ ضمّدنا كرامتنا
وأثخنت لحمَها البيدُ السواطيرُ
خلف الحصار يهوذا الغرب يصلبها
والعُربُ في خشب الصَّلْب المساميرُ
تواجه الزمن العبريَّ كافرةً
به ويطعنها في الظهر "كافورُ"
ياندبة الخال في جفن العروبة..هل
أهداب عينيك هذي أم مسابيرُ؟!
قد اهتدى البحرُ لمّا كنتِ نجمتَه..
يا موجةً نسلت منها الأعاصيرُ
(جينوم الشموس)
فِلِسطِينُ جَيْنُومُ الشُّموسِ ومَهدُهَا
فإنْ يَخْبُ نَجْمٌ، أَلْفُ نَجمٍ توَقَّدَا
تُسَجِّي شَهِيداً وهي حُبْلَى بِوَعدِهِ
وَعِيداً، وتَسْتَغشِي التُّرابَ لتُوْلَدَا
تَغِيْمُ لِكَي تَهْمِي، وتَذْوِي لتَلتَظِي
وتَكْبُو لِكَي تَرقَى، وتَفنَى لِتَخْلُدَا
(الدمعة والقمح)
ندفن القتلى ومن كل شهيدٍ يصعدُ
ألفَ فجرٍ يولدُ
يولد الطفل ولا ينسى الذين استشهدوا
تكبرُ الدمعة والقمح بنيسان الأسى ينعقدُ
نعبر الجرح وفيض الدم فينا يخلدُ
نحمل الذكرى وفي أحداقنا يزهو الغدُ
نشعل العرس ولا تنسى البواريد تعازيها مغازيها إذا ما زغردوا
(الضاد عبريّ)
..
ما أضْيَقَ"الوطنَ الكبيرَ"،
فَخَلِّ عنك"بِمَ التَّعلُّلُ؟!!"
أيُّها المُتَعَلِّلُ!
هذا المجازُ الوارفُ المُتَخَيَّلُ
ما كان شيئاً كي يكونَ..!
قصيدةٌ نُظِمتْ للاستشهاد،
ضَرَّسَها النُّحاةُ،
وفاعلٌ مُستَفعلُ
لغةٌ بأشلاءِ المُخَيَّمِ للخطابةِ،تُغْزَلُ
خشبٌ على خشبِ البلاغةِ يُصقَلُ
"حيفا" زمانٌ..
لا محلَّ له مِنْ الإعرابِ،
في خَلَدِ الزَّمانِ المنبريِّ،
عفَا عليه المَحفلُ
"صبرا وشاتيلا"..
بقارعة العروبةِ،
دمعتان يتيمتانِ،
يُكَرِّرُ الأعرابُ نفطاً
مِنْ جراحهما،
ليَلْظَى الشَّمْعَدانُ
ويستضيءَ"الهيكلُ"
***
"ياصاحِبَي رَحْلي..."
بأيِّ صَواحبٍ تتوسَّلُ
والجوهريُّون القدامى
أوْلَمُوا للرِّيح لحمَك،
والرفاقُ تَمَرحَلُوا
و"الضَّادُ"عِبرِيٌّ
على وهْمِ دراميٍّ
كسيحٍ عاطفيٍّ، يُحْمَلُ
لا قِبلةٌ أخرى لقلبك
إنْ هوى شَجَناً
سوى الأُولى وما
مِنْ آخَرٍ إلَّاك، أنت الأوَّلُ
أنت الفلسطينيُّ،
لا أنت اليسارُ ولا اليمينُ،
تُهاوَتِ الأُطُرُ المشانقُ،
في مسارك والذين تكَبَّلوا
وعصَبْتَ جبهتَك الجريحةَ بالشموسِ،وسِرتَ صَوبَك،
صِرتَ شعبَك،
بذرةُ الزيتونِ قلبُك
والضلوعُ المَجْدلُ
مَسراكَ مَرساكَ الوحيدُ
وأنت وعدُ الله قد أسْرى
وفي دمك النبيُّ المُرسلُ
والثابتُ القوميُّ أنتَ ودربُك المتحوِّلُ
(سل يثربًا واستفت نجدا)
..
سل يثربًا واستفت نجدا
هل أخلف الأنصار وعدا
وهل ارتضوا غير الردى
إن عزَّ ماءُ العز وِردا
قومٌ إذا استسقى الحمى
نحروا له الأكباد رِفدا
وإذا اشتكت حرماته
بردًا أهالوا الشمس بُردا
أهدى بني الدنيا هدىً
وأعزُّ جند الله جندا
وأرقُّ أفئدةً وأصلبُ
ساعدًا وأجلُّ قصدا
إن سُولِموا لانوا وإن
ضِيمُوا فأمضى الناس حدّا
من مبلغٍ شيطان نجدٍ
قد طغى وقد استبدا
أنَّا وحقِّ الله حتفُك
لا مفرَّ ولا مردّا
شهبٌ رمتك بها يدُ
الجبار ذُدها أو تصدَّى
أنَّى التجأت تجد شواظ
عقابها رَصَدًا فتردى
فينا أبو جبريل إن
ترمِ الردى يُمناه أردى
أندى يدًا أسمى نهى
أنأى مدىً وأبرُّ عهدا
لا نصحُه أجلى عماك
ولا حذارِ حذارِ أجدى
حُمَّ القضاءُ فلا مناص
وقيل يا سلمانُ بُعدا
جاءتك نازعةُ الشوى
تجتث حلفك حيث مَدّا
جاءتك همدانُ الحِجى
شيبًا وفتيانًا ومُردا
جاءتك خولان بن عامر
والطِّيالُ أبًا وجدّا
ولقد سللنا ذا الفقار
ولن يؤوب السيف غمدا
...
(لك أنتمي ياسيدي وأوالي)
..
لك أنتمي ياسيدي وأوالي
ولنهج أعلام الهدى والآلِ
ضلّت سبيل خلاصها بك أمةٌ
قنعت من الإسلام بالأسمالِ
ضلت سبيل خلاصها بك أمةٌ
تزنُ الهدى بالضمّ والإسبالِ
خفضت لأمريكا جناح مذلّةٍ
واسترهبت درب الجبين العالي
أسماؤها عربيةٌ و شجونها
عبريةُ الأنواء والأحوالِ
صفحًا تولي شطر مكة وجهها
وقلوبها لزنيم (نجد) توالي
ونبيُّها في القدس بنيامينُها
وكتابها المكنون إمبريالي
لولا اليمانيون أنصار الهدى
لطوى العماء بصيرة الأجيال
لولا ابن بدرالدين ما أبقى الهوى
من نهجك السامي على مثقالِ
لولا براءة صرخةٍ وولاؤها
صدعت لدان الدين للدجالِ
يا سيدي جئناك طوعًا مثلما
جئناك في فجر الزمان الخالي
نزجي النفوس فداك لا منًّا ولا
وثبًا إلى فيء ولا أنفالِ
بالأمس بايعناك تحت شجيرةٍ
واليوم تحت قنابل الرافالِ
صلى عليك الله ما (صمادنا)
قصفت وما قطعت من الأميالِ
صلى عليك الله يا مولاي ما
نسفت كمائننا عيال رغالُ
صلى عليك الله يا مولاي ما
حصدت بنادقنا عبيد المالِ
صلى عليك الله يا مولاي ما
دكت مدافعنا حصون ضلالِ
صلى عليك الله يا مولاي ما
أبلت سواعدنا بساح قتالِ
*نقلا عن : المسيرة نت
في السبت 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:35:22 م