سلسلة روائع الأدب اليمني.."2" الشاعر معاذ الجنيد
حسن المرتضى
حسن المرتضى

 

سلسلة روائع الأدب اليمني.."2" الشاعر معاذ الجنيد .. إعداد حسن المرتضى

روائع شعرية للشاعر معاذ الجنيد

(صَبْرُ الأنْبِيَاء)

 

الدِّينُ (غزَّةُ) والإيمانُ (قسَّامُ)

                          وشعبُ (غزَّةَ) للإسلامِ إسلامُ

وصبرُ غزَّةَ صبرُ الأنبياءِ على

                          أذى المُسيئين لا تُثنيهِ آلامُ

وأهلُ غزَّةَ أهلُ الله هُمْ فعلى

                            وجوههم منهُ إجلالٌ وإعظامُ

وغزَّةٌ بأسُها من بأسِ خالقها

                           فهل تُغالِبُ بأسَ الله أقوامُ؟

أنفاقُ غزَّةَ آفاقٌ بداخلها

                      من السماوات أفلاكٌ وأجرامُ

إن كانت (القُدسُ) قلبَ المسلمين فقُل

                     (قسَّامُنا) و(سرايا القُدس) صمَّامُ

تلثَّموا.. وأناروا وجهَ أمَّتِهم

                      تكلّموا.. ففَمُ الإسلام بسَّامُ

كأنَّ كلّ سيوف الناس من خشبٍ

                  وسيفُهم وحدهُ في الحرب صِمصامُ

من قُوَّةِ الواحد القهّار قٌوَّتُهم

                       وقُوَّةُ الخصمِ من (هوليود) أفلامُ

هُم فِتيةُ الله و(الطُوفانُ) آيتُهم

                         قامت قيامةُ إسرائيل مُذ قاموا

الله في ذلك (الطُوفان) أرشدهم

                       إن لم يكُن منهُ وحياً؛ فهو إلهامُ

لقد أعدّوهُ في أرضٍ مُحاصرةٍ

                           يُعينهم عالمُ الأسرارِ علَّامُ

حتى إذا فارَ تنُّورُ الجهادِ غشوا

                      جيشَ الأعادي بَياتاً، نكَّلوا، سامُوا

هُنالِكُم قيلَ: يا أرضُ ابلعي دمهُم

                             ويا سما أقلعي فالأمرُ إلزامُ

فكان يومٌ إلهيٌّ وزلزلةٌ

                           كُبرى ولله بين الخلق أيامُ

هزيمةٌ زلزلت (صهيون) كاشفةً

                        بأنَّ قوَّة إسرائيل إعلامُ

جنودُها لم يزالوا يرجفون لها

                     كأنّما الأرض تحت الجُندِ ألغامُ

لو نفَّذت بعدها مليون مجزرةٍ

                    عارُ الهزيمةِ لا يمحوهُ إجرامُ

بالله هل يقتُلُ الأطفالَ مُنتصرٌ؟

                   هل يصنعُ النصرَ في الأحياءِ هدَّامُ؟

إنّ الجبانَ إذا ساءت هزيمتُهُ

                   أهدافُهُ من حصاد القصف أرقامُ

غاراتُها سَكَراتُ الموتِ تلفضُها

                       من عُمرها المُتبَقِّيْ وهو أيامُ

وسوف ترحلُ إسرائيلُ صاغرةً

                      فالعيشُ في حضرةِ (الطوفانِ) أوهامُ

             * * *

أنَّى تُخوِّفُ قوماً بالدمارِ إلى

                          نَيلِ الشهادةِ توَّاقين ما داموا

قومٌ إذا فقدوا أحبابهم سجدوا

           شكراً.. وغير رضا الرحمن ما راموا

لأنّهم أصدقاءُ الموت تربطهُم

                          علاقةٌ عُمرها في الله أعوامُ

حامَت عليهم صواريخُ العِدا حِمماً

                      وهُم بأشلائهم من فوقها حاموا

الرافِعون بَنيهِم ك(الحسين): ألا

                إن كان يُرضيك هذا فهو إكرامُ

في غزَّةَ الشعبُ كُلُّ الشعبِ مُعجزةٌ

                         فكُلُّهم.. كُلُّهُم للمجدِ أعلامُ

أقدامُ أطفالها هاماتُ أُمّتنا

                 وجُلُّ هاماتِ من في الأرض أقدامُ

وكُلُّ أُمِّ شهيدٍ اُمّةٌ ولها

               في كُلِّ ما يصنع الأبطالُ إسهامُ

لا عار إلا على من ينظرون لهم

                  وما استثاروا ولم يُرفع لهُم هامُ

             * * *

تلهو وترقُصُ (نجدٌ) حول كعبتنا

                     وليلُ غزَّةَ تكبيرٌ وإحرامُ

وطفلُ غزَّةَ في الإيمان مدرسةٌ

                    ومُفتيَ الحرَمِ المكّيِّ حاخامُ

سماءُ غزّة بالفسفور مُمطرةٌ

                وأرضُ غزَّةَ إحراقٌ وإضرامُ

في كل ثانيةٍ قصفٌ ومجزرةٌ

                   في كل مجزرةٍ صبرٌ وإقدامُ

أبناءُ غزَّةَ في أنقاضهم دُفنوا

               ظلماً فنصفُ رُكام القصفِ أجسامُ

أطفالُ غزَّةَ كانوا يلعبون هنا

                  وها هُمُ الآن في الأكوامِ أكوامُ

تجثو البيوتُ عليهم وهي قائلةٌ:

              إنّ السكوتَ على الإجرامِ إجرامُ

مجازرٌ شاخَ منها الدهرُ واختنقت

                   مساحةُ الكون: هل كل الورى ناموا؟!

أين (التحالُفُ) يا حُكّامَ أُمّتنا؟

                    وأين (عاصفةُ الحزمِ) التي قاموا...؟

أين الجيوشُ التي جاءت تُحرِّرُنا

               مِنَّا؟ وسِربُ سلاحِ ال(إفّ) حَوَّامُ؟

أين الأسودُ التي كانت مُزمجرةً؟

                  أُسدٌ علينا.. لإسرائيل أنعامُ!!

راموا بأن ينصروا الإسلامَ في (يَمَنِ

                  الإيمانِ) ما بالهُم في (القُدس) ما راموا؟!

بل هُم دفاعاتُ إسرائيل قد كُشِفت

                        أدوارُهم لم يعُد في الأمر إبهامُ

تُدمى (فلسطينُ) ذوداً عن كرامتنا

                                     وهُم لمُحتلِّها عَونٌ وخُدَّامُ

لو أنَّ حُكَّامنا ليسوا صهاينةً

                      ما دُمِّرت (يَمَنٌ) منهم ولا (شامُ)

             * * *

يا غزَّةَ الروحِ.. يا عنوانَ عزَّتنا

                             لولا بُطولاتكم ما اعتزَّ إسلامُ

يا قلعةَ (القُدسِ) والأحرارُ أجمعُهُم

                       بغزَّةٍ دون كل الأرض قد هاموا

ليت الذي فيك فينا يا مدينتنا

                       وتسلمين.. فما للجرحِ إيلامُ

ليت الحُدودُ أُزيحت من مناطقنا

                           لما تأخّرَ مِنَّا عنك مِقدامُ

ما غابَ شعبُ اليمانيين عنك وإن

                       غابت جيوشٌ وخان القدسَ حُكّامُ

يا (بابَ خيبرَ) إن جاء (ابنُ حيدرةٍ)

                            فلن يُفيدَكَ إغلاقٌ وإحكامُ

قد شرَّفَ الله ب(ابنِ البدرِ) موقِفَنا

                           وذاك من ربِّنا فضلٌ وإنعامُ

 

 

 

.(سيفُ القُدس.)

هذي فلسطينُ.. والأقصى الفلسطيني

والشعبُ هذا اسمُهُ: الشعبُ الفلسطيني

 

من أين جئتُم لفيفاً تدّعون بها

حقاً.. وأنتُم بلا أرضٍ ولا دِينِ

 

شُذّاذَ آفاق عشتُم ضدّ فِطرتكُم

وضدّ خالِقكُم، ضدّ القوانينِ

 

ما عندنا صبرُ (موسى) كي نُحاورَكم

ولا بِنا لأذاكُم حلمُ (هارونِ)

 

ما نحنُ إلا سعيراً سوف تُرسلَكم

إلى الجحيم؛ ادخلوا في (آلِ فرعونِ)

 

لا نكبَةَ اليوم تعلو فوق نكبتكُم

فالفاتِحون سُيولٌ في الميادينِ

 

نصرٌ من الله عَمَّ المسلمين، بِهِ

دخولُنا (القدس) أضحى قاب قوسينِ

 

فأين (مجنونُ أمريكا) ليُنقِذَكم

وأين أعرابُ مَبغَى (أُمِّ هارونِ)

 

أنتُم نهايةُ هذي الحرب.. لا هُدَناً

فالاتفاقات تُبقيكُم إلى حِينِ

 

ستلهثون كثيرًا خلف تهدئةٍ

وسوف نقبلُ عن عِزٍّ وتمكينِ

 

وسوف تفشلُ رغم الإلتزام بها

فمحوكُم قد جرى بالكافِ والنونِ

 

أفنيتُمُ الدهرَ في ترسيخِ هيبتكُم

و(غزّةٌ) مرّغَتها اليوم في الطِينِ

 

ظننتُمُ الجِيلَ هذا لا يُهدِّدكُم

فجاءكم جِيلُ تغيير الموازينِ

 

إرادةً، ثورةً، عزماً، مُقاومةً

حماسةً فاقت الجيلَ الثمانيني

 

قومٌ سوى الله لم يستنصروا أحداً

ولم يصِح صائحٌ منهم: أغيثوني

 

منهم إذا واجهَ المحتلُّ أربعةً

كانوا بعينيهِ حشداً نَصفَ مليوني

 

لم تُجدِ في (الداخِلِ المُحتلِّ) (أسرَلَةٌ)

فـ(القُدسُ) تركيبةٌ في حِمضِهِ الجِيني

 

(الشيخُ جرّاح) داوَى جُرحَ أُمّتنا

والمقدسيون أشفوا كلَّ محزونِ

 

وهَبَّةُ (الداخل المُحتلِّ) بوصلةٌ

أحيَتْ (فلسطينَ) نبضاً في الملايينِ

 

فهل يُنجِّي (بني صهيون) أنَّهُمُ

فازوا بتطبيعِ (شَخبوطٍ) و(طَحنونِ)

      *  *  *

من غِمدهِ سُلَّ (سيفُ القدس) مُشتعلاً

ولن يعودَ وفوق الأرض صهيوني

 

و(غزّةٌ) أخرجت أثقالها حِمَماً

وطيَّرتها رُجوماً للشياطينِ

 

حربُ الصواريخ دوَّت وهي قائلةٌ:

(القدسُ أقربُ) من نبضِ الشرايينِ

 

دوَّت.. فوَدَّ مطارُ (اللِّدّ) لحظتها

لو أنَّهُ كان قبوَاً غيرَ مسكونِ

 

وقال لـِ (اللِّدّ) (بنغريون) _مُختبِئاً:

خُذها طَهوراً من الغُرِّ الميامينِ

 

هُم أهلُنا.. إن أتتنا اليوم ضربتُهم

غداً يجيئون حقلاً من رياحينِ

 

ولن أُنادَى بـِ(بنغريون) إن وصلوا

غداً أُسَمَّى: مطارُ (الشيخ ياسينِ)

      *  *  *

هذي صواريخُ قرنٍ من تغَيُّظنا

من (الحواميم) جاءت و(الطواسينِ)

 

رأتْ جهنمُ منها رشقةً.. ذُهِلَت

قالت لـ(مالِكَ): هل أخرجتَ مخزوني؟

 

أجابَ: هذي صواريخٌ مُصنَّعةٌ

يا نارُ من غضَبِ الشعبِ الفلسطيني

 

تُنهي حسابات ثاراتٍ مُؤجَّلةٍ

ولم تزل تتقاضى (دِيرَ ياسينِ)

 

يا قُدرةَ الله لا تُبقي على أحدٍ

من الملاعينِ أبناءِ الملاعينِ

 

عن قتلهم أنبياء الله ما ارتدعوا

فهل يكُفّون عن قتل المساكينِ!؟

 

كم رَشقةٍ أفقَدَتهُم رُشدَهُم فزَعَاً

و(هاوِنٍ) جرَّعتهُم زفرَةَ الهُوْنِ

 

فاستكبروا ثم ذلُّوا، هدَّدوا، خمَدوا

عَمُواْ وصَمُّوا وتاهوا كالمجانينِ

 

سلاحُهم كان من عاجٍ ومن خشبٍ

و(قُبّةُ الردعِ) كانت من كراتينِ

 

أظنُّهم صنَّعوها كي تصُدَّ لهُم

رشقَ الحجارةِ لا رشقَ (البراكينِ)

      *  *  *

هذي الملاجِئُ قد صارت مقابِرَكُم

فواصلوا العيشَ زحفاً كالثعابينِ

 

وإن تبقّى فراغٌ في ملاجئكُم؛

فـ(قُبّةُ الردعِ) تدعو: من يُوارِيني؟

 

جئتُم بسُلطانِ (أمريكا) وسطوتها

جئنا بمَن هو مِن فوق السلاطينِ

 

من وعدهِ الحقِ جئنا من هدايتهِ

من قولهِ: (لا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي)

 

(وإنْ تَعُودوا نَعُدْ) والله قائدُنا

من عُمقِ (حيفا) إلى أطرافِ (رامونِ)

 

بالله تغدو.. بـ(حزب الله) عودتُنا

بـ(فيلق القدس) (بالقومِ اليمانِيْنِ)

 

بـ(سوريا) بـ(عراق الحشد) فارتقِبوا

فالعصرُ عصرُ: (لِيُظهِرَهُ على الدِّينِ)

 

بالمسلمين سنأتي فاتحين غداً

وينتهي كلُّ طاغوتٍ وماسُوني

 

وتنتهي دولة اسرائيل مُكرهةً

فالقُدسُ لله والشعب الفلسطيني

 

 

 

(توقيت نصرالله)

 

حضوري صاخب يا دهر أنى

رأيت الثورة اندلعت تراني

 

فمن رايات حزب الله أبدو

ويبدأ زحف ‎#غزة من عناني

 

على توقيت ‎#نصر_الله آتي

ومكة والمدينة ترقباني

 

أحلق فوق ‎#بئر_السبع نارا

وأصرخ فجأة من ‎#عسقلان

 

وفي ‎#الجولان تلتحم السرايا

وتعتنق الزوامل والأغاني

 

 

 (طوفان الأقصى)

 

للعالمِ العربيِّ والإسلامي

أن ينحني لِكتائبِ القسَّامِ

 

من أفقدت جيشَ العدوِّ غُرورَهُ

وأذاقت اسرائيلَ يوماً دامي

 

ما كان يومُ قيامةٍ؛ لكنَّهُ

يومٌ من الهول العظيم قِيامي

 

سيُلازمُ اسرائيل عاماً آخراً

إن لم تزُلْ بزوالِ هذا العامِ

 

لا فرقَ في طوفانِ أقصانا وفي

طوفان نُوح سوى اختلاف أسامي

 

أمّا النتائجُ والدمارُ فواحدٌ

وكلاهما يقضي على الإجرامِ

 

إنَّا إلى أحرار غزَّةَ ننتمي

وشموخها المتعاظمِ المُتنامي

 

وإلى (سرايا القدس) قدس قلوبنا

وإلى (الجهاد) جهادنا (الإسلامي)

 

وثباتُ غزّةَ في الحصار ثباتُنا

ولنحنُ مُتّحدون في الآلامِ

 

للقدس سارعتِ الشعوبُ وللعِدا

قد سارعَ المرضى من الحُكامِ

 

للقدس دشَّنَ شعبُنا طوفانه

بالقصفِ قبل الزحفِ بالأقدامِ

 

فلقد قطعنا العهدَ نسبقُ قولَنا

بالفعلِ دون بقية الأقوامِ

 

ولغزَّةٍ بدأ النفيرُ بيومنا

هذا وليس بقادمِ الأيامِ

 

ولكُم من اليمن العظيم نقولها:

سنُساندُ (الطوفان) ب(تسونامي)

 

ستجوسُ في المستوطنات (طُقومنا)

ونسوءُ وجهَ كيانها الإجرامي

 

وسندخلُ الأقصى كما دخلَ الأُلى

هذا كلامُ الله ليس كلامي

 

سنُزيلُ إسرائيلَ من وجه الثرى

ونسوقُ أمريكا إلى الإعدامِ

 

حتى يقول لنا (الخليلُ): تقدّست

أقدامُكم ولنلتقي ب(مقامي)

 

من لم يزل في الأرض يجهل قدرنا

فلسوف يعرفنا بيومٍ حامي

 

الله مولانا ونحنُ عبيدُهُ

وجنودُهُ في خوضِ كل صِدامِ

 

ما دام و(ابنُ البدر) قائد شعبنا

سنُبلِّغُ الإسلامَ كل مرامِ

 

من لم يُناصر شعب غزَّةَ؛ مالذي

أبقى لمُرتدٍّ عن الاسلامِ

 

 

(سُلَّم القُدس)

 

لِقِتالِكَ احتاجوا السلاحَ الأعظَمَا

                       واحتَجتَ في أعتى حُروبِكَ.. سُلَّمَا

حملوا عليكَ بوارِجًا ومدافِعًا

                         وحملتَ نفسكَ عاصِفًا ومُدَمْدِمَا

من قوةِ اللهِ انْفردتَ بقوةٍ

                       عظمى.. فلو دُستَ الحديدَ تثلَّمَا

من ينظُر الجبلَ الذي ناطَحتَهُ

                         ويراكَ.. ظَنَّكُمَا لَعَمْرُكَ توأما

يتساءلُ البُرجُ الكسيرُ وقد هوى

                       أأتيتَ وحدكَ؟ أم نزلتَ مُسَوَّمَا!

بسلاحكَ الشخصيِّ تنسِفُ كُلَّ ما

                         جمعوا.. فُدِيتَ وأنتَ تنسِفُ كُلَّ مَا

كم صفقةٍ عَقدوا.. وذلكَ دأبهُمْ

                       أنْ يعقِدوا.. وتجيءُ كي تتسلَّمَا

تغزو.. و(صرختُكَ) اجتِياحٌ مُسبَقٌ

                         تأتي؛ لتُنذِرَ بالعذابِ مُقدَّما

وتعُدُّ قتلاهُم.. فتُذهَلُ إذْ ترى

                       عَدَدًا يفوقُ عِيَارَكَ المُستَخدَما

من لم يمُتْ بالنار.. ماتَ (فجيعةً)

                       لما رآكَ.. رأى القِيامةَ وارتمى

أعطاكَ ربُّكَ هيبةً (علويةً)

                       حاشاكَ لو جمعوا الورى أنْ تُهزَمَا

لم يشهد التاريخُ قبلكَ فارِسًا

                       بهجومِهِ يرمي.. ويسبقُ ما رَمَى

أوَكُلَّمَا رَصَدَتْ طويلاتُ المَدَى

                         هدفًا.. رأتكَ بعُمقِهِ مُتقَدِّمَا

أوْ كُلَّمَا اشتاقَتْ لقصفِ مُعسكرٍ

                         وجَدَتكَ فيهِ قد اقتحمتَ مُتَمِّمَا

لا لَومَ.. إنْ (زِلزالُ) صاحَ مُعاتِبًا

                       وإليكَ جاءَ بـِ(قاهِرين) مُحَكِّمَا

 ماذا تركَتَ لهُ؟ تُسابِقهُ إلى

                         أهدافِهِ.. لمْ يلقَ بعدكَ مَغْنَمَا

وإذا بدوتَ لهُ، تبسَّمَ وانتخى

                         لما رآكَ لبطشهِ مُستَلهِما

كالماءِ أنتَ أمامَ كلِّ مُهِمَّةٍ

                       فإذا حضرتَ غدى السلاحُ تَيَمُّمَا

يا مُؤمنًا يطوي المواقِعَ مثلما

                         تطوي الرياحُ العاصِفاتُ مُخيَّمَا

مُستهدِيًا بهُدى النبيِّ وآلِهِ

                         و(عليُّ) مِلءَ عُروقِهِ يجري دَمَا

مُستحضِرًا بأسَ (الحُسين) وحامِلًا

                         سيفَ (الفِقار) مُوالِيًا ومُعظِّما

ستظلُّ في كلِّ المعاركِ صاعِدًا

                         تسمو.. فسُلَّمُكَ ارتِباطُكَ بالسَمَا

زلزَلتَ.. واستغفرتَ ربَّكَ خاشِعًا

                       وغرقتَ في تسبيحهِ مُتَرَنِّمَا

من أينَ يأتي الانهزامُ لفِتيةٍ

                       الله ألهمَهُمْ هُداهُ وعَلَّمَا

الله جنَّدَهمْ ورصَّ صفوفهم

                       وأعدَّهُمْ جيشًا لأمرٍ أُبرِمَا

يا سُلَّمَ (القُدسِ) الشريفِ.. برغم من

                         قطعوا الطريقَ إليه كي يتيتَّما

بخُطاكَ (إسرائيلُ) تنظُرُ موتَهَا

                       يدنو.. فيُهلِكُها التخبُّطُ والعَمَى

جبروتُ (أمريكا) يخافُكَ صيحَةً

                       ونِفاقُ (لندنَ) يقتفيكَ مُخَصِّمَا

كلُّ الحِساباتِ التي يخشونها

                         لاحَتْ.. وأخفقَ من بمَحوَكَ نَجَّمَا

لو أدركوا اليمنيَّ في إيمانِهِ

                       لرأوهُ فوق الطائراتِ مُحَوِّمَا

 

الدهرُ أودعَ في يديكَ شئونَهُ

                       والمستحيلُ معَ خُطاكَ تأقلَمَا

لَغَّمتَ حتى الجوَّ _ حيثُ غُرورهُمْ

                       وجعلتهُ للطائرات جهنَّما

نَفَدَتْ ذخائرهُمْ على أطفالنا

                         وسلاحُنا (قصرَ اليمامةِ) يَمَّمَا

الآنَ.. ودُّوا أنْ تعود حُدودهُم

                       وقطعتَ عهدًا.. أنْ تُعِيدَ (يَلَمْلَمَا)

فابعَث لـِ (مكَّةَ) أنَّ فتحكَ قادِمٌ

                       وبأنَّ وعدَ اللهِ جاءَ ليُحسَما

وبأنَّ مثلكَ إن أرادَ مُهِمَّةً

                       أنهَى.. وغيرُكَ إن أرادَ توهَّمَا

فقبائلُ الأنصار حنَّ حنينُها

                       كُلُّ بـِ(مُلصِيِّ) الحروبِ توسَّمَا

من (فرعِنا) اليمنيِّ أقبلَ زحفُنا

                       و(الشُرفةُ) ابتسَمت لهُ وتبسَّما

جاءتكِ يا قِمَمَ (السُديس) جبالُنا

                       طوبى لمن جئنا.. فتابَ وأسلَما

معنا يَرَى (الفوَّازُ) ما معنى اسمهُ

                       و (القَمعُ) يفتَتِحُ الطريقَ المُبهَما

نبدُو على (المخروق) يغدو وادِيًا

                       ومُعسكرُ (الرجلاءِ) يُصبحُ مطعما

(السَدُّ) مشتاقٌ لضمِّ سيولنا

                       وقبائلُ (الوادي) تتوقُ تكرُّما

فهُناكَ (وائِلةٌ) و (يامُ) حِزامُنا

                         ما خابَ من بالفرقدينِ تحزَّما

(همدانُ) فزعتُنا.. ومخزنُ بأسنا

                         حاشا لذاكَ البأس أنْ يتهشَّما

وإذا (المدينةُ) فتَّحتْ أبوابها

                       فالحجُّ من (نجران) باتَ مُحتَّما

يا من يُصلِّي زاحِفًا بسلاحهِ

                       حتى إذا أمسى بـِ(مكَّةَ).. سَلَّمَا

ناشدتُكَ احمِلني بصدركَ جُعبةً

                       إنْ شِئتَ.. أو خُذني فديتُكَ سُلَّمَا

 

 

 

 

(هيَ القُدْسُ)

لأنَّ ظهورَ الحقِّ غايتُنا الأسمى

                       وحُريَّةَ الإنسانِ جبهتُنا العُظمى

إذا دارت الأفلاكُ جاء انتخابُنا

                       فنحنُ خلاصُ الأرض.. إن مُلئت ظُلما

إلى (القُدس) عينُ الله فتحًا تقودنا

                       ولكنْ مِنَ (البيتِ الحرام) وما ضمَّا

فلنْ يُنصَرَ (الأقصى) ولن يُفلِحَ الورى

                       و(أُمُّ القُرى) مُحتلّةٌ.. لم تعُدْ أُمَّا!

يضجُّ بـ(إنَّا قادمونَ) نِفاقُهُمْ

                       وما قَدِموا شبرًا، ولا أطلقوا سهما!

ونحنُ إذا قُلنا.. قطعنا مدائنًا

                       إليها، وزلْزلْنا بأنظمةٍ جمَّا

فنحنُ انتصارُ (القُدس).. حتمًا، وإننا

                       زوالٌ لـِ(إسرائيل).. مهما طغتْ.. مهما..

ونحنُ سيوفُ اللهِ.. مسلولةٌ على

                       رؤوس الأعادي.. لا تجوعُ ولا تظمَا

إذا شاءَ صوتُ الله أن يبلُغَ الورى

                       رآنا الفضاءَ المُستجيبَ لهُ دَوْما

وكُنَّا لهُ في الأرض جُندًا.. فهل تُرى

                       جُنودُ السما أيضًا (يمانِيَّةً) شَمَّا؟!

حملنا سلاحَ الوعي؛ أرقى ثقافةً

                       أضأنا بِها.. في هذهِ الحِقبةِ الظَلمَا

خُلِقنا من القرآنِ وعيًا وحِكمةً

                       كأنَّ أبَانَا جُزءُ (يس) أو (عَمَّا)

فيا كلَّ حُرٍّ في الوجودِ: استجِبْ لنا

                       تبارَكَ إنسانٌ إلى صَفِّنا انضَمَّا

ويا كلَّ من يشتاقُ ليلةَ قدرهِ:

                       سيُظهِرُ (يومُ القدس) مقدارَكُمْ وَسْمَا

هويَّةُ أحرارِ الوجودِ جميعهم

                       تسَمَّتْ بـ(يومِ القُدس).. بُورِكَ من سَمَّى

بِنَا يهزأُ الأعرابُ؛ منهمْ جهالةً!

                       ولكنَّ (أمريكا) رأتنا لها همَّا!

وكم قيل: (إسرائيلُ) عنكمْ بعيدةً

                       وظلَّ (شِعارُ الحقِّ) في رأسها حُمَّى

فلستَ بهادي العُمي مهما دعوتهم

                       و((لا تُسمِعُ الْمَوْتَى ولا تُسْمِعُ الصُمَّا))

أرادوا خِداع الله! باللهِ آمَنوا

                       سنينًا! وبالطاغوتِ لم يكفروا يوما

إذا صوتُهُم ما كان رفضًا و(صرخةً)؛

                       سيبقى أنينًا، يرتضي الظُلمَ مُغتمَّا

لـ(مكَّةَ) كم حَجُّوا وطافوا بلا هُدىً

                       فلا أحسنوا حجَّا ولا جَسَّدُوا الرَجْما!

ونحنُ نؤدّي الحجَّ في جبهاتنا

                       ولمَّا يحينُ الفتحُ؛ طُفنا بها.. لمَّا

حجارةُ (بيت الله).. من فلذاتنا

                       فإن غُيِّبَ (الأنصارُ) عنها؛ اشتكت يُتما!

ولسْنا الحياديّينَ عند احتلالها؛

                       لنقبلَ باستهداف (كعبتنا) العَصما!

نعمْ.. يا طغاة الأرض: نحنُ زوالكم

                       تخوُّفكُم من شعبنا.. لم يكُن وهَما

كما دخلوا (للبيت) أولَ مرَّةٍ

                       سيدخلهُ (الأنصارُ) عن أنفكم رَغما

فقُل للعِدا: عصرُ المقاومة انقضى

                       وقد جاءكُم.. عصرُ المواجهة الأدمَى

نصبتُم أمامَ (البيتِ) (ساعةَ) حتفكم!

                       وها قد أتينا حسبَ ميقاتها.. ختما

أتينا على الوعدِ الذي تعلمونهُ؛

                       وتَسعونَ في تأجيلهِ.. كُلَّما أومَى!

لأنَّ زمانَ الحقّ.. إنْ دارَ دورةً؛

                       أتى مُهلِكًا قومًا.. ومُستَخلِفَا قوما

يظُنُّون أنَ (القُدسَ) أرضًا ومسجدًا

           وهذا هوَ البعضُ الذي يحملُ الإثما

هيَ القِبلةُ الأولى اختبارٌ لديننا

                       بهِ تقبلُ الأُخرى صلاةَ مَن ائتما

وما كان إسراءُ الرّسولِ تنَزُّهًا

                     إليها؛ ولكنْ كي نُحيطَ بِها علما!

هيَ (القُدسُ) دينٌ، وانتِماءٌ، وغايةٌ

                       بها يُخرِجُ الله المعاني مِنَ الأسما

إليها التقى (أنصارُ) ربي و(حِزبُهُ)

                       يدُكَّانِ (إسرائيل)؛ حتى يغيض المَا

ومِنْ (غزة) الأبطال قامت زلازلٌ

                       تُطيحُ بمن ظنوا ترقُّبَها نوما!

سنُشعِلُ من (لبنانَ) جبهةَ حسمها

                       ونفتحُ في (الجولان) ضِدَّ العِدا (نِهمَا)

فيا (جيشنا السوري): عانِق زحوفنا

                       ويا (حشدنا الشعبيَّ): زِدْ عزْمَنا عزما

إليكِ (عراقَ) المجد: مُدَّت عُروقُنا

                       دمًا عربيًا ثائرًا يرفضُ السِلما

ويا ثورةَ (البحرين): قُدِّستِ ثورةً

                       نَحَتِّ طريقَ العزِّ في صخرةٍ صَمَّا

ستُسقطُ (عوَّاميةُ) الله مَنْ بغى

                       سيقطفهم صدرُ (القطيف) الذي يُرمَى

ومِنْ (مغرب) الأحرار يبزغُ فجرُنا

                       ومِنْ (تونسَ) الخضراء نستقبل الحُلما

جزائرنا) العُظمى تنادت.. وإننا)

                       نرى الزحفَ آتٍ من (جزائرنا) العُظمى

لقد صار فيكِ الذُلُّ يا (مصرُ) حاكمًا

                       وأرضكِ بالأحرار لم تقتَرِفْ عُقمَا

سينعتُكِ التاريخُ يا (مصر) _مُرغمًا_

إذا لم تثوري ضدَّ (كافوركِ) الأعمى

فلسطينُ) يا قلبَ العروبة: إننا)

                       نعودُ شرايينًا إليكِ لننضمَّا

فحُريةُ (الأقصى) مُهمّتُنا التي

                       بها الله أ وصانا.. وقلنا لهُ: تَمَّا

 

*نقلا عن : المسيرة نت


في السبت 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:50:58 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=11181