ما زالت غزة تتلقى كل أشكال الموت، وما زال البعض منقسمين بين صوابية ما قامت به حركة حماس من عدمها، وبين ردة فعل الكيان الصهيوني المبالغ فيه.

هؤلاء البعض هم العميقون، الذين ينظرون إلى الأمور من زاوية تخصهم فقط، والبعض منهم لاجئون في دول الغرب، وقد تأثروا بالثقافة الغربية والتسامح الذي لا وجود له في قاموس الأنظمة الغربية. وبينما هم يلومون حركة حماس، يتحدثون عن جرائم الكيان الصهيوني باستحياء، ويدينون هذه الجرائم بكلام ناعم، كأنهم لا يريدون أن يجرحوا الصهاينة، لأنهم يدافعون عن أنفسهم من وحشية الفلسطينيين، ونسوا أن المحتل لا يحق له الدفاع عن نفسه، فالذي يدافع عن نفسه هو صاحب الحق، وليس الكيان المحتل المغتصب.

بينما العالم العربي الغربي يدعو إلى مقاطعة البضائع “الإسرائيلية” والأمريكية، يقوم تركي آل الشيخ بالترويج لماكدونالدز ويعلن عنه شريكاً استراتيجياً لموسم الرياض، ونعلم جميعاً أن ماكدونالدز يدعم قتل أطفال غزة، وحتى مواطنو دول الغرب قاموا بالمقاطعة نصرة لأطفال غزة المذبوحين، إلا أن تركي الشيخ كتب تغريدة إعلانية لهذا المنتج، قال فيها: “يا أهل الرياض، عرض #BigTime من ماكدونالدز.. اطلبوا وجبة #BigMac والثاني هدية من موسم الرياض.. العرض ساري من 23 نوفمبر 12 ظهراً إلى 25 نوفمبر 2 صباحاً”.

هل هناك وقاحة أكثر من هذه؟! فما داموا صامتين عن نصرة غزة، ومشغولين بالاحتفالات الطارئة على ثقافتهم، فأحرى بهم أن يصمتوا. وكأنهم لا يخجلون حين يرون اليهود والنصارى في كل دول الغرب يرفعون أعلام فلسطين، ويتحدثون عنها، ويستلقون في الشوارع ومحطات المترو وهم متدثرون بالأكفان الملطخة بالدماء، كتجسيد لما يعانيه أهل غزة، ويكتبون أسماء شهداء غزة في لافتة طويلة تصل إلى 30 متراً، ويخرجون في المظاهرات، بينما الدولة الأحرى بنصرتهم مشغولة بموسم الرياض!

أين ذهبت كل أسلحة السعودية وعنجهيتها التي مارستها في عدوانها على الشعب اليمني؟!

بالأمس أعجبتني تغريدة للنائب الكويتي د. عبدالحميد دشتي، يقول فيها مخاطباً اليمنيين:

“أخجلتونا يا أهل اليمن.. قاتلناكم واليوم تقاتلون نيابة عنا.. سلام الله على اليمن وأهلها”.