|
استهداف الجبهة الداخلية واثارة فوضى في أوساط الشعب اليمني وحرف الأنظار عن الجبهات ورفدها بالمال والرجال وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وصناعة حالة من الخلافات والمشاكل بين أبناء اليمن الصامد، كل هذا هو في إطار العمل العدواني الإجرامي الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا من قبل العدوان السعودي الأمريكي.
الرياح الباردة أو ما يسمى رياح السلام هذه المصطلحات الذي ظهرت مؤخراً هي لعبة وخطة بمعنى أصح من خطط العدوان وقضية خطيرة رمى بها في أوساط الشعب اليمني ليعرف كيف سيتعامل معها الناس ويقيس مدى حجم الصمود في أوساط المجتمع اليمني وتفاوت المواقف خصوصاً بعد ان فشل عسكرياً واقتصادياً وإعلاميا وفي مختلف المجالات ان يقهر حالة الصمود التي يعيشها الشعب اليمني في مواجهة العدوان منذ ما يقارب اربع سنوات.
هذه العناوين وهذه المصطلحات هي خطيرة جداً وتعتبر نوعاً من أنواع الحرب النفسية والإعلامية التي تمارسها دول العدوان ضد الشعب اليمني بهدف التشكيك والتضليل وزرع الفتنة والشقاق وتفكيك المجتمع وتحطيم النفسيات وخلق حالة من الضعف في أوساط الشعب اليمني تحت مبرر الحرص على الوطن والشعب وضرورة وقف الحرب وضرورة ان نرحم اليمن ونرحم الشعب اليمني، يكفي ما قد حصل ومن هذا القبيل وتصوير العدوان وكأنه صراع داخلي وليس عدواناً خارجياً على اليمن.
يريدون بطريقة غير مباشرة ان يصوروا على أن الشعب اليمني الصامد والجيش واللجان الشعبية السبب فيما يحصل في اليمن وان العدوان الأمريكي السعودي ليس إلا وهما يتنافى مع الحقيقة وان من يقتل الشعب اليمني ويقتل الأطفال والنساء هم اليمنيون وان من يدمر البنية التحتية لليمن هي الطائرات التابعة للجيش واللجان الشعبية وليست الطائرات الأمريكية السعودية هكذا يريدون ان يقلبوا المشهد وان يزيفوا الحقائق وان يحولوا الضحية الى جلاد.
طبعاً الهدف واضح والأسباب مفضوحة ومن يقف وراء هذا الموضوع هو العدوان وعملاؤه في الداخل فالعدوان هو الذي يرتكب الجرائم ويدمر اليمن ويحاصر الشعب وهو السبب في تدهور الاقتصاد وانهيار العملة ونقل البنك الى عدن ولا ينكر ذلك إلا مريض وحاقد أو غبي لا يعرف حقيقة ما يجري.
بالنسبة لنا كشعب يمني ومن خلال مواقف القيادة السياسية وسعيها المتواصل للسلام المشرف والعادل الذي يضمن الحرية والاستقلال لليمن لا يخفى على احد سعي القيادة والوفد الوطني للحصول على السلام حرصاً على الوطن والشعب ولكن نلاحظ دائماً ان السبب في عرقلة السلام هي دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا والسعودية والإمارات وهم من يستغلون ملف السلام للوصول الى أهدافهم الاستعمارية وليس من اجل وقف العدوان لأنهم غير جادين وغير صادقين في وقف العدوان.
لمواجهة مثل هذه المواضيع الخطيرة علينا كشعب يمني ان نتمتع بوعي عال سياسياً واجتماعياً وثقافياً وإيمانياً ومعرفة الحقيقة من الزيف ومراقبة ما يحصل بدقة ومواكبة الأحداث والتسليم المطلق للقيادة وعلى العلماء والمثقفين والخطباء والمرشدين ان يقوموا بدورهم على أكمل وجه في كشف الحقائق وتوضيحها للناس والتحذير من الغباء والسذاجة والسطحية التي يستغلها العدوان.
وفي نفس الوقت يقع الدور الكبير في مواجهة رياح السلام المزعومة على وسائل الإعلام المناهضة للعدوان القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية والناشطين الإعلاميين في وسائل التواصل الاجتماعي، يذكرون الناس بالماضي ويتحدثون عن الجولات التفاوضية السابقة مع العدوان وعن المبادرات التي قدمها السيد القائد والشهيد الصماد والرئيس المشاط ويتحدثون عن العدوان وكيف بدأ وما هي المبررات التي استخدمها وسوق لها للعدوان على اليمن حتى ندحض ونفشل كل خطط وأهداف العدوان.
على الشعب اليمني ان لا يلتفت لهذه الخزعبلات التي تهدف الى زرع حالة من الوهن والضعف في نفوس الناس وان يستمروا في الصمود في مواجهة العدوان لأن القوة والصلابة والاستمرار في المواجهة هو الموقف والخيار الصائب والأنجع لكي نحصل على السلام الحقيقي والمشرف.
في الجمعة 12 أكتوبر-تشرين الأول 2018 09:15:57 م