|
بدت مواقف عصابة (المرتزقة) وأبواقهم وكأنهم في حالة سعار غير مسبوق، سعار أفقدهم بقايا آدمية كنا نتوقعها ونراهن على أنها ستعمل ذات يوم على عودتهم إلى رشدهم ومراجعة مواقفهم والاعتراف بأخطائهم الكارثية التي أفقدت البلاد الكثير من الدماء والقدرات والإمكانيات على خلفية صلف تآمري وحسابات ضيقة، ولكن للأسف جاءت معركة ( طوفان الأقصى)، وكما فضحت هذه الملحمة البطولية التي سطرت معالمها المقاومة الفلسطينية وكشفت عورات المجتمع الدولي وأسقطت آخر أوراق التوت التي كانت تستر عورته، تمكنت هذه الملحمة من فضح عصابات المرتزقة والمرجفين وأبواقهم في بلادنا وكشفت عوراتهم المكشوفة أصلا منذ قررت هذه العصابة الارتهان والمراهنة على أعداء اليمن، فالتفوا حول دول العدوان كمرشدين وحملة مباخر، بهدف الاستقواء بدول العدوان ورهن البلاد وسيادته وحريته وكرامة وحرية مواطنيه في اسطبل دول العدوان والثمن بقاء منظومة الفساد والإفساد وعصابات الارتزاق على هرم السلطة ومواصلة تسلطهم على الوطن والشعب..
رد الفعل على مواقف صنعاء وقيادتها مع أشقائنا في فلسطين في موقف تضامني طبعاً غير مسبوق، وغير ممكن أن يأتي من غير القيادة الإيمانية التي يمثلها سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي _حفظه الله ونصره وأيده وأعلى شأنه _ لهذا انبرت أبواق الارتزاق بسعارها مشحونة بالغضب والحقد لدرجة أن هؤلاء الأبواق فقدوا الحصافة في ردود أفعالهم على استهداف الكيان واستهداف سفنه المارة عبر مياه البحر الأحمر، وهم لم يفعلوا هذا حسب مزاعمهم المعلنة بأنه تماشيا مع مواقف أسيادهم ومشغليهم في دول تحالف العدوان، بل اندفعوا في ردود أفعالهم بدافع من حقد وغيرة، إدراكا منهم أن ما أقدمت عليه صنعاء سحب بقايا بساط من تحت أقدامهم وجردهم من بقايا احترام ربما كان لهم لدى البعض من العامة الذين كانوا يصدقون طروحات هذه العصابة عن الدولة والشرعية والوطن والوطنية، وكلها مزاعم تسوق ولم يجن منها لا الوطن ولا المواطن فائدة تذكر، بل جعلوا الوطن مجرد ( بقرة حلوب) تستنزف من قبل مافيا الفساد والإفساد الذين أثروا وأثرت أسرهم على حساب إفقار الوطن والمواطن.
موقف صنعاء المبدئي والتضامني مع أشقائنا في فلسطين وبهذه القوة التي عبرت عنها صنعاء بطريقة أذهلت الصديق قبل العدو، موقف نزل على رؤوس عصابة العمالة والارتزاق كالصاعقة لدرجة أفقدهم القدرة على التعامل مع الموقف فجأة بردود أفعال منحطة وتعكس حالة التيه والهمجية التي تستوطن هذه الزمرة المرتهنة، التي راحت في مواقفها تتباكى على العدو أكثر من العدو نفسه وكأنها في مواقفها هذه تقدم أوراق اعتمادها للعدو الصهيوني وتؤكد له من خلال هذه المواقف أنها معه وإلى جانبه وأنها أفضل من يحرسه ويراعي مصالحه، لدرجة أن خطاب زمرة العمالة والارتزاق فاق بمفرداته وتطرفه وانحيازه للعدو، خطاب الدول التي تحتضنهم ويرتهنون لها وتتخذهم ذرائع لاستهداف وطنهم وشعبهم..؟!
نعم.. فاق خطاب رد فعل المرتزقة خطاب رد الفعل السعودي والإماراتي والأمريكي حتى، وهذا يؤكد المدى الذي بلغته عصابة العمالة والارتزاق حتى أن أحد ما يسمى بوزرائهم تحدث عن موقف صنعاء وضربها الأرض المحتلة بالصواريخ والمسيرات وحجز ومنع السفن الصهيونية من المرور بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب كعمل تضامني مشروع في مواجهة العدو، أقول بدأ هذا المستوزر عن طريق الغفلة وكأنه أحد أعضاء (حزب الليكود)..؟!
والحقيقة الساطعة أن هذه الزمرة العميلة وجدت في الأمر فرصة لتسويق نفسها صهيونيا بعد أن وجدت فتوراً بعلاقتها مع رعاتها وحاضنيها الحاليين الذين فتحوا جسور التواصل مع صنعاء بعد أن أدركوا أن صنعاء هي مركز صناعة القرار الوطني اليمني وأنهم بعد كل هذه السنوات من العدوان والحصار وبعد أن قدموا لمرتزقتهم كل أشكال الدعم المادي والعسكري والاستخباري والسياسي والإعلامي، اكتشفوا أنه لا جدوى من هؤلاء المرتزقة العاجزين عن التعبير ولو الصوري عن انتمائهم لليمن وإن بالمكوث لبضعة أشهر متواصلة داخل مناطقهم وضبط إيقاعات الحياة فيها.. لذا اتجهت الأنظار نحو صنعاء التي أثبتت أنها عاصمة الجمهورية ومصدر قراراتها، لهذا ذهبت عصابة الارتزاق والعمالة تبحث لها عن حاضنة وسند وراع يتكفل بها في قادم الأحداث والأيام ولن يجدوا أفضل من العدو الصهيوني البوابة التي منها يلج الباحث عن رضا واشنطن ودعمها، ومع ذلك سيفشلون لأن إرادة القيادة والقائد وإرادة الوطن والشعب تفوق كل التخرصات مهما كانت وكانت مصادرها.. والرخيص يبقى رخيصاً حتى في العمالة والارتهان، ومن يخذل وطنه وشعبه ويتنكر لتاريخه لا يمكنه أن يفيد الآخرين قطعا، ومن يساهم بقتل أبناء شعبه وحصارهم وتجويعهم، وتدمير كل مقوماته وبنيته التحتية لا يستثني مدرسة ولا مسجداً ولا مستشفى، ويمزق نسيجه الاجتماعي، مثل هذا لا يمكنه أن يكون منتميا لهذا الوطن.
*نقلا عن :الثورة نت
في الإثنين 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:42:02 م