|
جواد قاسم / لا ميديا -
بتراتيل الندى رحلوا، تهدهد لهم تهويداتٍ رقيقة تخفف وطأة النار عن أرواحهم. هم أطفال غزة، ناموا قريري الأعين، فنخوة اليمن جبرت كسر قلوبهم، وفيض الأمل أن النصر قادم على أيدي الله وأنصاره.
يسّاقطون وأحلام الطفولة تسبقهم، هناك في الفردوس جنّةٌ مخصّصة نُحِتت لهم، ولمن ناصرهم بالقوة والصوت والكلمة، فهلمّوا يا دعاة الخير لنصرتهم.
وفي ظل صمت عربي مؤلم، يصدح صوت اليمن الناصر، يرتقُ جروح الأمّة، على طراوة نزفِه يجود بنفسه طوعاً، ويطوّع الجهات بمدار شجاعته. يتحدى التخاذل، ويترك بصمة عميقة في سماء العروبة.
إنها ليست مجرد مواقف، بل هي معركة تاريخية يخوضها شعب يمني، يشكل حاضنة التحدي ضد صهيوني غاشم، حيث أصبحت جبهة تحرير فلسطين ورعاية أطفال غزة تحدياً لتخاذل العرب يقودها اليمني العربي الأصيل.
وبالتاريخ الذي يتراكم ببساطة، يعكس اليمن بسخاء تفانيه في نصرة القضية الفلسطينية، فاليمني كرّارٌ، لا يساوم ولا يهادن، يردع الظلم، رغم مظلوميته العتيقة عمر السنين، وإن هدّد فعل، قوياً يقف صامداً أمام التحديات.
رغم أن طعنات الأعراب أثخنته كحال فلسطين وما زال يهابُه الموت، يخوض رحلة نضال حقيقية، متجاوزةً الحدود الجغرافية، ليقف إلى جانب أطفال غزة، لتبرز فيه الروح الثائرة للمقاومة قولاً وفعلاً، إضافة لنيرانه التي هزت الكيان المغتصب. بات البحر الأحمر في مرمى نيرانهم، ولا راية تعلو فوق راية الله وأنصاره، وكلّ داعمٍ للصهيونية تحت أقدامهم. قالوها بالنار: «نكّس علمك يا صهيونيّ فمكانه حاويات القمامة ومعه المتخاذلون الداعمون لحماقاتك، قد حان وقت الثأر».
في الختام: لكم أيها الحافرون في جدران ضمائر الحكّام الميتة خنادقَ نخوةٍ علّ إنسانيّتهم تحيا، للمرسلين العزم مع الغيم عبر البلاد، للصواريخ التي تستهدف المحتلّ وترعبه، لليمن العزيز المحاصر، من مزّق أنين جروحه ليناصر إخوته في فلسطين، فيض التحيّة والشكر، وكل الدعاء.
كاتب ومخرج لبناني
في السبت 02 ديسمبر-كانون الأول 2023 12:27:51 ص