|
د. زكريا حمودان*
انطلقت معركة طوفان الأقصى الاستثنائية في السابع من أكتوبر، لكن طوفان محور المقاومة زادها زخمًا مع جرأته على محاربة الاستكبار العالمي بكل أشكاله وأحجامه.
محور المقاومة واستراتيجيات انتصاره
خاض محور المقاومة معاركه في مواجهة معظم أقوى الجيوش سواء عبر الأدوات التقنية أو البشرية، وهنا لا نتحدث عن شعارات بل عن وقائع ملموسة لا يمكن إلا التوقف عندها في مختلف الساحات وصولًا إلى يومنا هذًا.
بتوفيق من الله يسير محور المقاومة في درب الانتصارات، ففي العام ٢٠٠٦م كان صمود حزب الله وبقاؤه في الميدان ليصل إلى ما وصل إليه اليوم، وهو أحد أهم انتصارات محور المقاومة نظرًا لما قدمه لاحقًا على مستوى المنطقة برمتها، وتحديدًا في قضية فلسطين التي تسجل صمودًا بطوليًا يُدهش الصديق والعدو في آنٍ معًا.
استكمالًا لثباته وتثبيت انتصارات، كانت المعركة في العراق وسوريا إحدى أهم مراحل مواجهة الأدوات البشرية التي صنعتها معتقلات الغرب ومعسكراتهم بالإضافة إلى من معهم من دول الخليج العربي أو بعض الدول الإقليمية، ثبت محور المقاومة في مواجهة الأدوات الغربية وقدم انتصارات غير مسبوقة أدت إلى بداية استعادة سوريا لموقعها الطبيعي، بالإضافة إلى الحفاظ على العراق وقدراته والعمل على استعادة دوره.
اليمن المنتصر وأهميته الاستراتيجية اليوم
ليس اليمن من قام بعملية اختطاف السفينة التي تعود ملكيتها الكلية أو الجزئية لرجل الأعمال الصهيوني، بل “اليمن المنتصر” هو من نفذ العملية ذات البُعد الاستراتيجي والتي لا تقتصر أهميتها عند مستوى قيمة الحدث المادية، بل الاستراتيجية الكبيرة على الشكل التالي:
١- تحولت معركة طوفان الأقصى من معيار مباشر للصراع بين محور المقاومة والعدو الإسرائيلي إلى صراع دولي يُهدد العالم برمته على مستوى التجارة، الغاز والنفط، الأمن الغذائي وكل ما يتعلق لوجستيًا بمضيق باب المندب أو قناة السويس.
٢- عملية توقيف السفينة عبارة عن رسالة لكل دولة تدعم إجرام العدو الإسرائيلي بأنَّ سفنه عرضة للبأس اليمني المنتصر والذي لا يخشى في الله لومة لائم.
٣- العملية اليمنية أكدت أنَّ القضية الفلسطينية في صلب استراتيجيات ساحات محور المقاومة بغض النظر عن الجغرافيا التي سبق واختصرتها صواريخ ومسيّرات القوات اليمنية.
٤- الرسالة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد على البترول كمعيار أساسي في ماليتها المتخبطة، خاصة أن الإدارة الأمريكية تؤمن غطاء أمنيًا وسياسيًا دوليًا لجرائم العدو داخل قطاع غزة.
٥- الرسالة للدول المتخاذلة من تلك العربية أو الإسلامية والتي كان ينبغي عليها اتخاذ قرار مُشرف أقله على المستوى الإنساني.
العملية التي حصلت من قبل القوات اليمنية وأهميتها قد تكون في تحريك ورقة متقدمة من ساحات المساندة لطوفان الأقصى، لتؤكد مرة جديدة أنَّ قضية فلسطين في عمق استراتيجيات ساحات محور المقاومة، وأن وحدة الساحات لم تكن يومًا شعارًا بل خيار استراتيجي، وغرف عمليات، وتكتيكات وأدوار يُحدد طبيعتها من هو مؤهل للصراع مع العدو وليس من هو متخاذل.
عن العهد الاخباري
في السبت 02 ديسمبر-كانون الأول 2023 01:38:24 ص