هذه فلسطيننا
عبدالملك سام
عبدالملك سام
بالطبع الأمر يستحق أن ينال اهتمامنا، بل وكل انتباهنا؛ كيف لا ونحن نرى الصهاينة يعودون وكلهم نشاط لقتل أهلنا في فلسطين، بعد أن استراحت عصابات القتل لأيام؟! لقد قتلوا، الشهر الماضي، حتى كلت أيديهم، لذا وافقوا على الهدنة لأيام حتى يستريحوا، وتستريح أعصابنا المتوترة أيضا، وهاهم يعودون لذبح أبناء فلسطين من جديد!
هناك من سيقول: وماذا بأيدينا أن نفعل؟! والجواب هو: ماذا فعلنا حتى نقول ماذا سنفعل؟! اليهود الصهاينة يذبحون أهلك، فما الذي ستفعله؟! هل هذا سؤال لتعرف؟! أم سؤال لتخلي مسؤوليتك؟! هل خرجت في مظاهرات الدعم؟! هل قاطعت منتجات الأعداء؟! هل تبرعت بما تستطيع لأهل غزة؟! هل حرضت الآخرين على التحرك لوقف هذا الجنون؟! هل حدثت نفسك بقتال الأعداء؟! هل جهزت نفسك للثأر؟! هل...؟! وهل...؟! وهل...؟! هناك ألف شيء يمكنك أن تفعله لو شعرت حقاً بأن القضية قضيتك!
اليهود الصهاينة يعولون دائما على أننا لا نتعلم أبدا، وأننا نمل سريعا، وننسى سريعا! نثور ثم نهدأ، ونتفاعل ثم ننسى، ونقاطع ثم نعود... هم يعرفوننا جيدا، ولذلك هم يتعاملون معنا بثقة معرفتهم أن نفَسَنا قصير، وهمّتنا واهية، وتأثيرنا ضعيف! نحن لا نحسب أو نجري إحصائيات لمعرفة مدى تأثير ما نفعل، ونسأم لمجرد التفكير بأنه يجب علينا أن نفعل؛ وإلا فأخبروني هل كانوا سيجرؤون على فعل كل ما يفعلون لو كنا سنشكل خطرا عليهم؟!
نعم، أنا غاضب؛ ولكنه غضب سلبي سرعان ما يخبو، غضب سلبي يضر بي ولا يؤثر على عدوي؛ لكن متى غضب الواحد منا لله فعلاً فسيشعر بأهمية تحركه؛ يقاطع، يتفاعل، يطور من أساليبه... لأنه متى ما جعل هدفه هو أن يرد على عدوه فستتحول كل حركته نحو تحقيق هذا الهدف. اقرأ منشورات مواقع التواصل الاجتماعي اليوم لتعرف أن معظمنا عاد لسخفه القديم، ينشر النكات والحديث عن الطقس والموضة وأنواع الطعام!! وبهذه المنشورات التي يجمعها عدونا فهو يعرف جيدا ماذا سيفعل بنا، فيذبح ويقتل ويقصف وهو متأكد ألا خطر عليه من جانبنا!
نحن مشغولون بأنفسنا أو ببعضنا، بينما أهلنا يُقتلون في كل دقيقة، من يعول على موقف الأنظمة مغفل أو متواطئ، ومن يعوّل على أن يقوم الآخرون بواجبه ضال مضل. أسألكم بالله تحركوا، فأهلنا هناك يترقبون تحركنا بعد أن تقطعت بهم السبل، ومن واجبنا نصرتهم، وغدا يسألنا الله عنهم، فبماذا سنجيب؟! تعالوا نتعاهد على أننا لن نتحدث إلا عن فلسطين، وأن ندعم فلسطين، وأن نتحرك لأجل فلسطين، وأن نعادي أعداء فلسطين، وألا نستريح حتى نرفع الظلم عن فلسطين؛ فهذه فلسطيننا!

 * نقلا عن : لا ميديا


في الثلاثاء 05 ديسمبر-كانون الأول 2023 02:31:23 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=11604