|
أيا عيبانُ يا مطرًا ربيعيًا
ويا قممًا
تُغافل بصمةَ النسيان
يا ذكرى لمن رحلوا
ومن يأتون من رحم
المسافاتِ
إلى الوجدانِ
يا عيبانُ
يا قمرا رباعي المناراتِ
ثنائي النجيماتِ
أيا عيبانُ يا نقشًا على رئتي
وأحجيةً
بها ضاعت مداراتي
.....
أيا عيبانُ
هل مرت على جرفٍ
حوافرُ خيلهمْ
في ليلك العاتي
وهل صُمَّتْ لهم أذنٌ
وتاهوا عن نداءتي
وهل سقطتْ لفارسهم
خرائطنا
فضل القوم وجهتهم
وتاهوا
عن حصيفاتِ المساراتِ
.......
أيا عيبان
يا صخرا.. كأمتنا
جفاها العشبُ
إذْ صارتْ
كجلمودٍ
تدحرجه
بغاة العجم والعربِ
أيا وكر النسور
ومنبع الغضبِ
أما زالت
دفاترنا لديك
تدون الاسماءَ
تحفظ في الذرا نسبي
أيا عيبان يا أقصوصة
شمخت
على النوبِ
....
أيا عيبانُ
يا إرثي وتاريخيْ
وذاكرتي التي شبعت
من التعبِ
تلفّتْ
هل جبال الشيخ
والخضراءُ
أو سنجارُ
ما زالت
على اﻷوراق في الكتبِ
وما زلنا نعلمها
لأطفال لنا حقًا
سيغدو جيلهم أيقونة
اللهبِ
بان الراسياتِ لنا
وأن الصخرَ
مهما اشتدتِ اﻷنواءُ
لا تحني خواصره
ويبقى
شامخًا
يروي
ملاحمنا كوحي نبي
...
حينَ حامَ الذئبُ ليلًا
حولَ خصرِ البيلسانْ
خزّقَ الفُستانَ…. عن ساقِ الزمانْ
شالُ بلقيسَ الذي أهدى
حقوقَ العطرِ للكونِ الفسيحْ
صار مِنديلَ الثكالى
فوق عَيبانَ الجريحْ
غيرَ أنّ النبعَ في صدر تِهامَهْ
لم يزلْ يجري…وجدّي
ينقشُ الأسماءَ …
فوق الصخر ريحْ
يحفظُ الأنسابَ والألقابَ …
في لوحِ الضريحْ
نازعاً برقعَ شكٍ …
عن محارات القيانْ
….
كان في آزالَ آلافُ
العصافيرِ الصغيرهْ
توقظُ الفجرَ ..تغني ..
ألفَ زقزقة وأحلاما كبيرهْ
حلّقتْ في الجوِّ غربانٌ كثيرهْ
راعَها صوتُ النشيد الثرِّ
أنوارُ الدفاترْ
تزرعُ الشرَّ على
كلِّ البيادرْ
والعصافيرُ احتمتْ من مِخلبِ الغربانِ
في صمتِ المقابرْ
صارتِ الألحانُ آهاتٍ
وحرفُ الحاءِ دمعا
فوق ياءِ الفلّة الحمراء ..
في جمرِ الضفائرْ
في أتونٍ جاء من رمل
الجزيرهْ
…..
آه ياآزالْ أين اليومَ أروى
أين تلك الروحُ في حصن مسارْ
أين ثلاّ
أين ابراهيمَ ربّانُ المدارْ
أين من كانوا خيوط َ العقدِ
أزرارَ الإزارْ
يا بني قحطانَ في تلك
الرواسي الشامخاتْ
كيف أصبحتمْ سُكارى
ثم أمسيتمْ مواتْ
لا يموتُ الجذرُ في قاعٍ
سقاهُ اللهُ من ماءٍ زلالْ
ثم يحيا العلقمُ المعجونُ
في ماءِ الوبالْ
…
يبقى ذاك النبعُ في ثلاّ
وفي حصنِ مسارْ
يغسلُ المسرى ويلقي
بالأناشيدِ على
ثغرِ العصافيرِ الصغارْ
.......
- عيبان هو من رواسي اليمن
- جبل الشيخ في سوريا
- جبل سنجار في العراق
- الجبل الاخضر في ليبيا
في الأربعاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2018 09:16:06 م