صنعاء توسّع دائرة النار: ممنوع كسر الحصار على العدوّ
رشيد الحداد
رشيد الحداد

في غضون 72 ساعة، منعت قوات صنعاء البحرية، بالقوة، عدداً من السفن التي كانت متّجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي من مواصلة طريقها، واستهدفت إحداها بصاروخ أدّى إلى اشتعال النار فيها، مشدّدة الحصار على العدو الإسرائيلي. كما اشتبكت القوات البحرية اليمنية مع عدة بوارج أجنبية حاولت كسر الحصار اليمني على إسرائيل. وجاءت العمليات الجديدة في أعقاب استنفار صنعاء قواتها البحرية والجوية لمواجهة الاحتمالات كافة، بعد تلقّيها معلومات عن محاولات أميركية وبريطانية لكسر الحصار المفروض على دولة الاحتلال، والتلويح بتسيير سفن حربية لمرافقة السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ الكيان. وأكّد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان أمس، أن «قوات بلاده تمكّنت من منع مرور عدد من السفن الأجنبية التي كانت تحمل مؤناً وبضائع ونفطاً للعدو الإسرائيلي، ولكنها لم تلجأ إلى استهداف السفن التي استجابت لتحذيراتها، باستثناء سفينة نرويجية محمّلة بشحنة نفط للعدو رفض طاقمها الرد على كلّ النداءات التحذيرية، فتمّ استهدافها بصاروخ مناسب». وفي المقابل، اعترف الجيش الأميركي، في بيان، بأن صاروخ «كروز» مضاداً للسفن أصاب الناقلة النرويجية «ستريندا»، ما تسبّب بحريق وأضرار فيها، من دون وقوع خسائر بشرية. وذكرت شركة «موينكل كيميكال تانكرز» النرويجية المالكة للناقلة، بدورها، أنه على رغم عدم وجود صلة إسرائيلية بملكية الناقلة أو إدارتها، فإن الأخيرة «رُشحت بصورة مبدئية» من قبل مؤجّريها لنقل بضائع من ميناء أسدود في كانون الثاني.
من جهتها، قالت مصادر ملاحية يمنية، لـ«الأخبار»، إن صنعاء نجحت، خلال الساعات الماضية، في إجبار سفينتين على العودة من حيث أتتا بالقوة، موضحةً أن إحداهما تجاهلت تحذيرات القوات البحرية - علماً أن مقصدها كان أحد موانئ الاحتلال -، وتمّ إيقافها بواسطة طائرة مُسيّرة، في ما يمثل تحذيراً نارياً تستخدمه صنعاء لوقف السفن، التي يتم استهدافها بواسطة صواريخ مناسبة في حال رفضها الاستجابة. أما السفينة الأخرى، فقد استجابت للتحذيرات بشكل طوعي. في هذه الأثناء، استمرت حركة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي بشكل طبيعي، وفقاً لمواقع تتبّع السفن، حيث مرت أكثر من 70 سفينة وناقلة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب بسلاسة ومن دون أي مخاطر.

صنعاء رصدت تحرّكات أميركية وبريطانية وإماراتية بالقرب من سواحل عدن


وكانت صنعاء عملت على نشر قواتها البحرية على مقربة من الخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأعادت الانتشار في مناطق حسّاسة بالقرب من باب المندب وصولاً إلى أعالى البحار، وذلك بعدما رصدت تحرّكات أميركية وبريطانية وإماراتية على الساحل الغربي لليمن، بالقرب من سواحل عدن. وفي إطار الرد أيضاً على التهديدات الدولية، وجّه رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، كلّ التشكيلات العسكرية في القوات اليمنية البرية والبحرية والجوية، برفع مستوى الجهوزية والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات، مشيراً، في رسالة إلى القوات المسلحة، إلى أن «الأخطار المحدقة وتصعيد العدو الإسرائيلي ضد المدنيين العُزّل، يدفعان الجميع إلى بذل أقصى الجهود لضرب الأعداء». وأكّد أن «دفاع اليمن عن فلسطين والقدس ومساندة غزة في هذه المعركة الكبيرة والظروف القاهرة، هما دفاع عن اليمن وعن الأمة والبشرية جمعاء».
وبالفعل، ذكرت مصادر محلية في محافظة الحديدة، لـ«الأخبار»، أن القوات البحرية تعيش في حالة استنفار قصوى، وأن التوجيهات صدرت إلى الدفاع الساحلي وكلّ تشكيلات القوات البحرية والجوية بالبقاء في حالة استعداد كامل، تحسّباً لأي تدخّل من أي جهة كانت. وأكّدت المصادر أن صنعاء مستعدّة لأي مواجهة محتملة مع أي سفن عسكرية أجنبية تحاول المساس بقرار منع مرور السفن المحظورة. وكشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، بدوره، عن تمكّن القوات البحرية اليمنية من منع سفينة حربية فرنسية من الوصول إلى قاعدتها في جيبوتي على الضفة الأخرى من باب المندب، لافتاً، في تصريح، إلى أن قوات صنعاء اشتبكت مع عدة بوارج أجنبية حاولت كسر الحصار اليمني على إسرائيل.
ورغم قيام فرنسا بسحب الفرقاطة «لانغدوك» المتعدّدة المهام من البحر الأحمر، أول من أمس، إلى سواحل رأس بناس المصرية بعد تعرّضها لهجوم بعدة طائرات مُسيّرة، الأحد الماضي، إلا أن التحرّكات الأميركية والبريطانية والفرنسية مستمرّة، وتشكّل تهديداً للملاحة في مضيق باب المندب، وفق تأكيد الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان. ويعتبر شمسان، في حديث إلى «الأخبار»، أن أي «محاولة لكسر حصار اليمن على إسرائيل في البحر الأحمر ستقود الوضع إلى الانفجار»، ما يؤثر بشكل كبير على إمدادات الطاقة في البحر الأحمر وخاصة المتّجهة إلى الأسواق الأوروبية والأميركية، مشيراً إلى أن كل الخيارات التي يملكها الكيان وواشنطن بالغة الكلفة عليهما، والأقل كلفة هو إدخال المساعدات الإغاثية ووقف جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

* نقلا عن :الأخبار اللبنانية

 
في الأربعاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2023 01:36:16 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=11784