|
يتغير المعنى الدلالي للمفهوم والمصطلح بتغير السياق الذي يرد فيه ، وبتغيرالزمان والمكان .
وعلى سبيل المثال ؛ تغيّر مفهوم الفلسفة منذ ظهوره عند اليونان مرورا بالعصور الوسطى والحديثة ووصولا الى العصر الحاضر ، واختلف باختلاف الزمان والمكان والمشكلات المثارة والفلاسفة الذين تناوبوا عليه وأدلى كل منهم فيه برأيه .
فإذا كان تعريف الفلسفة عند أرسطو في العصر اليوناني تعني : العلم بالوجود بما هو كذلك ، فأنها أصبحت تعني عند الفيلسوف الفرنسي المعاصر جيل دولوز : فن ابداع المفاهيم . وهذا ما ينطبق ايضا على مفهومي النصب والرفض ، فالأول اطلق سابقاً على من يناصبون آل بيت النبي - عليهم الصلاة والسلام - البُغض والعداء ويجاهرون بذلك قولاً وفعلا ، تصريحا أو تلميحاً سلوكاً وموقفاً ، ولا أدري كيف يستقيم ذلك العداء - الذي وصل حد القتل - مع قول الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه الكريم في القرآن ( قل لا أسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى ) . أما مفهوم الرفض فيعني : رفض خلافة ابو بكر وعمر وعثمان وعدم الاعتراف بها .
وفي ظل العدوان السعودي الامريكي على اليمن ، الذي روج له مشائخ أمريكا واسرائيل بأنه موجه اصلاً ضد الرافضة ، وصدرت الفتاوى المؤيدة له من قِبل قليلي الفقه المنتسبون لدين محمد بن عبدالوهاب - وليس لدين محمد بن عبدالله الرحمة المهداة الذي قال الله فيهم ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) - مروجين بذلك لحرب طائفية ما أنزل الله بها من سلطان ، محقيقاً لأهداف ربيعهم العبري الذي يُقسم الوطن العربي على أُسس طائفية بحته ، ناشرا الدمار والحروب في كل أرجائه ، فتتساوى دوله الطائفية مع اسرائيل باعتبارها دولة قامت على أساس عرقي وديني ، بعدها لا يوجد اي عائق لقيام الشرق الأوسط الجديد - أو الكبير والذي تحدث عنه شيمون بيرز في كتابه الذي يحمل نفس الاسم عام 2005م - هذا هو المخطط الذي لا يعرفه الا الراسخون في العلم وفي السياسة ايضا .
وبناءً على ما سبق : يمكن القول أن هناك تحولاً دلالياً في معنى النصب والرفض ، فالرافضي هو من يرفض العدوان السعودي الامريكي - الذي ينتهك الارض ويطال العرض يوميا - ويقف ضده قولاً وفعلاً وسلوكاً ويعتبر أن كل من يرضاه ويؤيده ويقف معه ويطبل ويهلل فهو خائن لأرضه وعرضه وينطبق عليه مفهوم الخيانة الوطنية بكل تبعاته .
والناصبي اليوم في ظل هذا العدوان البربري الهمجي هو الذي يناصب وطنه وجيشه ولجانه الشعبية العداء ويقف مع العدوان قولا وفعلا وسلوكا ، أو يؤيد من يقف مع العدوان .
هذا هو المعنى الحقيقي للرفض والنصب وما عداه فهو عادات وتقاليد باليه حذرنا القرآن منها بقوله ( وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أبآءنآ أولو كان آبآؤُهُم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) لانها تحمل في رحمها المفهومي وعمقها الدلالي فتنة طائفية متى تم استخدامها في معناها السابق على العدوان الامريكي الذي يقتل أبناء اليمن بأيدٍ سعودية .
والمفارقة العجيبة هنا أن كل من ناصب العداء لآل بيت الرسول الكريم سابقا - وأيدهم اليهود على ذلك - هم من يناصبون اليمن - أرضا وإنسانا جيشاً ولجاناً - العداء أيضاً ويحاربونها أو يقفون مع العدوان - ويؤيدهم اليهود ويقفون معهم - هم هكذا في كل زمان ومكان ( تشابهت قلوبهم ) وسلوكهم ومواقفهم كذلك .
أما روافض هذه الأيام ، فليس شرطاً أن يرفضوا خلافة أبو بكر وعمر وعثمان ، لكنهم يرفضون العدوان بكل ما في داخلهم من إنسانية وأخلاق ووطنية .
أقولها بالفم المليان : أنا رافضُي من تعز - أقر بخلافة الخلفاء الثلاثة وأرضي عنهم - أرفض العدوان الامريكي السعودي لان ديني واخلاقي وإنسانيتي وتربيتي وثقافتي ترفض أن أسمح لعدوِ وغازٍ ومحتل أن ينجس أرضي أو يهتك عرضي ، وسوف أقدم من أجل منع حدوث ذلك نفسي واولادي ومالي ، فكل شى يبدو رخيصا ولا قيمة له أمام الدفاع عن الارض والعرض والله على ما اقول شهيد .
في الجمعة 17 يونيو-حزيران 2016 02:54:20 ص