|
هناك أناس اختصاصهم القول، وآخرون اختصاصهم الفعل.. هناك أناس لا يجيدون سوى البقبقة، وآخرون يحرقون هذا العالم بصمت ورباطة جأش.
في الماضي كان مثلث الموت بالنسبة لأمريكا يتمثل في روسيا والصين وكوريا الشمالية، واليوم أصبح اليمن لا غير هو الموت والرعب بالنسبة للأمريكيين وحلفائهم.
في الماضي كانت التهديدات المتبادلة بين أمريكا وتلك الدول الثلاث هي الشغل الشاغل للصحافة الدولية، واليوم أصبحت العمليات العسكرية (الحقيقية) التي ينفذها اليمن هي الشغل الشاغل للعالم بأسره...
من كان يتوقع أن هذا البلد الصغير والمحاصر سيكون لاعباً إقليمياً يتفوق على دول عظمى بحضوره العسكري، وسيقلب الاقتصاد العالمي رأساً على عقب؟
ليس لدى اليمن سلاح نووي، ولا طائرات حربية حديثة، ولا ترسانة عسكرية ضخمة، ولا شيء مما تعتمد عليه بقية الدول وتتباهى به، لكن لديه التأييد الإلهي، والقوة الإيمانية، والصدق في الدفاع عن فلسطين والوقوف إلى جانبها.
ها هي أكثر من 20 دولة عربية صامتة وساكتة، واليمن يتصدر الموقف في مساندة الشعب الفلسطيني وحمل قضايا الأمة.
ها هي شركات الشحن العالمية توقف مرور سفنها عبر البحر الأحمر، والكيان الصهيوني يعاني حصاراً خانقاً لم يكن في حسبانه، والعالم يقف مذهولاً أمام ما يفعله رجال اليمن.
الموضوع ليس تفاخراً أو فرد عضلات، وليس تهوراً أو تسرعاً من صنعاء، لكننا لا نخشى غير الله سبحانه وتعالى.
وبالتأكيد نحن لسنا أغلى من إخوتنا في فلسطين، ودماؤنا ليست أغلى من دماء الفلسطينيين.
سنضيق الخناق على كيان العدو الصهيوني، وسنجعل العالم يقف على قدم واحدة، وبإمكانياتنا البسيطة والمتواضعة.
حتى وإن حشدتم العالم لا سبيل لكم إلى وقف التصعيد إلا بوقف العدوان على غزة.
هذا ما يقوله اليمن، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يحفظه الجميع: إذا لم يكن لديك قلب صادق وشجاع، فلن تكون شيئاً يُذكر مهما امتلكت من إمكانيات مادية.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 19 ديسمبر-كانون الأول 2023 07:52:46 م