|
لم تعد من أهمية للانشغال بما إذا كانت أمريكا إسرائيلية أو أن إسرائيل أمريكية، فبينهما ارتباط عضوي مصالحي كامتداد لبريطانيا ووعد “بلفور”..
أن تكون “إسرائيل” هي ولاية أمريكية أو يكون اللوبي الصهيوني هو الذي يحكم أمريكا، فالأمر سيان والنتيجة واحدة ولا تستحق جهداً للانشغال بها..
ربما هناك أسئلة أو تساؤلات لا تريد أطرافاً مؤثرة ومختلفة ومتأثرة أن تطرح مثل ما علاقة ما جرى في أفريقيا ومنها السودان وصولاً إلى فلسطين وغزة كمحورية بالصراع الدولي ربطاً بقطبية أحادية وبنظام تعدد الأقطاب؟..
فأمريكا والغرب كأنظمة موقفها محسوم مسبقاً مع “إسرائيل”، وهم في عداء دائم ومستمر مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي فتهمة أو ” كوفية” الإرهاب هي حاجته لهذا الموقف للسير في إكمال إبادة وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني..
فالإرهاب هو صناعة أمريكية – كما “كورونا” – وإن أُعطيت أدواراً في ظاهر الصناعة والتصنيع لأسلمة ومسلمين – كما قال ولي عهد الشقيقة السعودية “محمد بن سلمان”: (نحن صنعنا الإرهاب لتنفيذ طلب أمريكي)، وبالتالي فالوجهين المتضادين “الإرهاب والحرب ضد الإرهاب” هما وجها اللعبة الأمريكية التي انفضحت عالمياً وبات استعمالها مستهجناً وممجوجاً عالمياً..
هذه الألعاب الأمريكية بالإمكان أن تمر أو تمرر في أي مكان في العالم، لكن بات يستحيل تمريرها في فلسطين بتلبيسها لياسر عرفات أو لحماس أو لغيرهما، لأن فلسطين الحق والحقيقة والقضية والمظلومية فوق مثل هذه الألعاب والخداع الأمريكي الذي استهلك الذكاء بكثرة ” التذاكي”، وبات الإصرار على أي تمرير له أو تبرير به إنما يمثل أعلى سقف للغباء..
إن مسلسل الخداع الأمريكي الغربي سار في التغول والتحول إلى خداع الشعوب الأمريكية والغربية في تضليل استدام ودام لأكثر من سبعة عقود، وانفضاح هذا التضليل والخداع هو بين أهم العوامل التي حركت العامة في أمريكا والغرب لمناصرة فلسطين القضية والمظلومية، فهذه الشعوب ضُللت وصدقت التضليل وسارت في تفعيله ومفاعيله، كما ضُللت مجاميع كبيرة من شعوبنا لأكثر من عقد بأن الجهاد ـ كما سمي ـ في أفغانستان والشيشان هو إسلام وجهاد إسلامي وهو جهاد مع أمريكا ومن أجلها لا علاقة للإسلام به سوى علاقة الاستعمال ” البديل للاستعمار”..
ما سمي بالجهاد في سوريا بعد 2011م، وما تسميه أمريكا “الإسرائيلية” أو “إسرائيل” الأمريكية الإرهاب في غزة ربطاً بـ “حماس” ، هو المتضاد لوجهي اللعبة الأمريكية، لأن هذه اللعبة الإرهاب والحرب ضد الإرهاب ولديها القدرات والأدوات المساعدة لأداء أدوار فيما بات يعرف بالمسرح الحي كسياسة دولية بعد الاستفراد والهيمنة الأمريكية منذ اندثار الاتحاد السوفيتي وتدشين هذا المسرح العالمي بما عُرفت أحداث سبتمبر 2011م..
ولهذا فإننا في حالة غزة و”حماس” نقول لأمريكا، إن الزمن والمتغيرات تجاوزا هذه الُلعب والتلاعب الأرعن والأعور وإن وقع المتغيرات الدولية والعالم متعدد الأقطاب هو الذي بات يضبط إيقاع التطورات الدولية، وإذا أمريكا باتت عاجزة – والحالة واضحة – في استمرار تفعيل هذه اللعبة واستمرارها، فذلك لم يعد يقدم سوى هذا العجز الأمريكي المتراكم القائم، وهي بهذا تسير بوعي أو بدونه إلى تآكل وانهزام..
فضائح وانفضاح أمريكا هو ما بات يهزمها ويقدم تخبطها واهتراءاتها، والمتغيرات الدولية لم تعد غير مكمّلة لهزيمة وانهزام أمريكا من داخلها ومن فكرها وتفكيرها الشيطاني التشطيني..
هذه الإبادة الجماعية لأطفال ونساء غزة ستضاف إلى إجرام وجرائم أمريكا ربطاً بإسرائيل، ويعني أنه على أمريكا أن تنتظر المحاكمة بدلاً من غثاء التخبط والغوغاء..
منذ تفتح وعيي ومعرفة أمريكا، لم أرها في حياتي لا بهذا الضعف ولا بهذا الغباء، والأسوأ هو أن تظل تتصور هي ـ أو أن تصوّر للآخرين ـ أنها لازالت الأقوى والأذكى، وما هكذا يا سعد تورد الإبل..!!
*نقلا عن :الثورة نت
في الخميس 21 ديسمبر-كانون الأول 2023 09:19:57 م