|
من المتعارف عليه أننا نحتاج في المناسبات العظيمة أن نكتب بلغة خاصة منمقة وأن نسعى لانتقاء أجمل الكلمات وأبدع البيان، وأن نرصها في تناغم كحبات اللؤلؤ في عقدٍ فريد وألا ننسى أن نضيف إليها لمسات بهية نثرا أو شعرا لنصنع بذلك لوحة فنية باهية الجمال، خاصة إن كان الأمر يتعلق بمولد النور ومبعث أعظم من ارتقى في درجات الكمال.
قد نجد الأمر صعبا وأنّى لنا مهما اجتهدنا وغُصنا في بحار العلوم أو بحثنا في أمهات الكتب ونقبنا في معاجم اللغة أن نجد ما يسعفنا فيها لتفي ولو شيئاً يسيراً في حقّ من لم يبلغ أحدٌ مكانته بين الخلق، فكان الأسمى مكانةً بين المرسلين والأقرب منزلة من ربِّ العالمين ومن بلغ أقصى درجات الرفعة والكمال في الأولين والآخرين، ولأجله وبنوره خلق الله السماوات والأرضين، وهل لنا مهما وصفنا أن نبلغ شيئا في مدحة طه الأمين.
لذلك لن نفتش عن عشقه بين أسطر الشعراء والكتاب والباحثين، ولكننا سنتلّمسه في قلوب العارفين ، وسنتصفحهُ في شعارات ومواقف الأباة المخلصين، وسنقرأ عنه في وجوه المحبين، وسنسافر مع أرواح اللهفى المتعطشين، وسنبتهج به ونتنفس عبق عبير ذكرى مولده الأغرّ مع الصادقين في محبته والسبّاقين لنصرته في شتى الميادين، وفي كل وقت وآن وحين، منذ غابر الزمن وإلى أن يرث الله السماوات والأرضين.
هؤلاء هم من قطعوا العهد من أيام أبائهم الأولين ألّا يضاهيهم في حبه أحد وعلى أعتاب عشقه الأزلي السرمدي وهبّوا النفس والمال والولد، وعمّدوا حبهم بالدماء، وقدموا بين يدي عشقهم جماجمهم قربانا إلى ربِّ السماء، فما كان إلا أن بادلهم عشقا بعشق وشوقا بشوق، فكانوا هم النصر والأنصار وإن عاد الناس محملين بالغنائم والأموال فقد كان قسمتهم النبي المختار، فخلّد الله عنهم أنهم من تبوؤوا الدار والإيمان وأوكل إليهم الإيمان والنصرة مهما عادى وتخلّى أهل الشرك والخذلان، وأيّدهم بالغلَبة وشهد لهم بالمحبة وأنهم غير الله لا يخشون أحدا مهما كان ، فهم أولو البأس والقوة على المعتدين، الألين أفئدة بالمؤمنين ومن جهتهم يأتي نفس الرحمن، وهم أهل المدد وأهل الحكمة بشهادة سيد الأنبياء والمرسلين .
فإن عجبت الدنيا فحقّ لها أن تعجب حين يباهي ويحتفي أحفاد عمار بنبي الله محمد، فلا يسطع ولا يقدر أن ينافسهم على حبه أحد.
وإن كان التعبير عن عشقهم له وارتباطهم بهديه ليوم واحد تهتز له السماوات ويعلم عنه كل من في الأرض من قاصٍ ودان، فإن ذكرهم إياه يسكن مهجهم وأفئدتهم ولا يغيب عن ألسنتهم ليلا ولا نهارا، وهم من ينافسون العالم بحبه سرا وجهارا، ومن انتهلوا من معين عشقه أسرارا وأنوارا، فنهجوا مسيرة عزته وساروا على ذات دربه فتقهقرت بين يدي بأسهم جحافل المعتدين حتى اندحر تحالف حزب شيطانهم وتوارى، ولهم في كل عام يحتفون به ومعه موعد مع النصر من الله لا يخلفه سبحانه وتعالى، وهم في كل مرة على يقين أن ما بعد المولد لن يكون كما قبله والله خير ناصرٍ ومعين، وكما لأرواحنا مع النور مولد جديد فإن لنا مع النصر موعدٌ أكيد، وهذا ما تشهد به كل الأحداث وإنَّا عنه لن نحيد.
وغداً ستلتقي هتافاتنا في الساحات مع أصوات بنادق مجاهدينا العظماء في كل الجبهات، لتتعانق في سماء المجد والمكرمات، ويهتف معنا الكون والزمن، من أرض الأنصار والانتصارات
#لبيك_يا_رسول_الله
وعلى الله فليتوكل اليمنيون.
في الثلاثاء 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 03:45:07 ص