|
أعلن وزير الحرب الأمريكي (USA) لويد أوستن من عاصمة الكيان الصهيوني اليهودي “تل أبيب” يوم الإثنين الموافق 18 ديسمبر 2023م، عن تشكل حلف عسكري بحري جديد مكون من أساطيل دول إستعمارية إحتلالية قديمة جديدة وبقية من دويلات هي من صنيعة المستعمر الإحتلالي الأوروبي، وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وكندا، وجزيرة سيشل ومنتجع جزيرة البحرين، أعلن عن ذلك الحلف العسكري الموجه ضد الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء كي تمنعها عن مواصلة التضامن الأخوي العروبي الإنساني مع أهلنا في غزة فلسطين التي تتعرض لأزيد من سبعين يوم لعدوان وحشي بربري همجي صهيوني يهودي ومنع عنها جميع سبل الحياة الإنسانية، هذا العدوان يشارك فيه وبشكل مباشر دولة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من دول حلف شمال الأطلسي العدواني.
هذا الحلف البحري العدواني الأوروبي الغربي الأمريكي الموجه ضد اليمنيين تعد محطة من محطات العِداء السافر للشعوب التي تتوق للحرية والإنعتاق من قيود ما تبقى من مرحلة زمن الإستعمار القديم الذي ساد على الشعوب لقرون طويله خَلَتْ، ولمنعها من التضامن والتآزر الأخوي الإنساني العروبي بين بعضها البعض، وهي خطوة قبيحة لإعادة عجلة الزمن إلى الخلف.
الغريب إن كل دول الحلف البحري الجديد الذي سيتموضع في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، كلها دول أجنبية بَحته، وإستعمارية قديمة جديدة، ومتضامنة بالمطلق مع كيان العدو الصهيوني اليهودي، وهي دول لا علاقة لهم بالبحر الأحمر وليست متشاطئة عليه، وهي تكرر بغباء مفرط دورها الإستعماري الإحتلالي القديم، وتريد أن تجدد دورها الإستعماري التي قامت عليه شعوبنا العربية والنامية بثورات عظيمه وطردته شر طرده منذُ القرن الماضي.
إنها إزدواجية المعايير الأخلاقية والقانونية والثقافية والإنسانية التي تمارسها كل تلك الدول المجتمعة بهذا الحلف البحري المشؤوم على شعوبها، التي تتظاهر بعدالة وسلامة وحرية الملاحة البحرية، وهي في ذات الوقت تقدم الحماية الكلية للكيان الصهيوني اليهودي في قتل وتدمير وسفك دماء أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية بفلسطين المحتلة، أي منطق هؤلاء الذين يروجون للفضيلة وهم يقترفون أبشع الأعمال غير الإنسانية.
وللتذكير للتاريخ فحسب فإن دول أمريكا USA، وبريطانيا، وفرنسا وإسبانيا، وإيطاليا وهولندا والنرويج هي دول إحتلالية ضالعة في سفك دماء الإنسانية من شرق الكرة الأرضية إلى غربها، لم تنسى الإنسانية ولن تنسى وسيأتي يوم قادم في التاريخ بالثأر لدماء شعوب اليابان، وكوريا، والصين وفيتنام، وإندونيسيا والهند، وأفغانستان، وباكستان، وإيران، وتركيا، والعراق، سوريا، واليمن، ولبنان، ومصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، وموزمبيق، والكونغو والصومال وتنزانيا وكينيا، وشعوب الأمريكيتين من سكانها الأصليين كما يسمونهم (الهنود الحمر) الذين أُبيدوا إبادة شبه كلية من قبل الإنسان الأوروبي العنصري الأبيض اللعين وكنيسته العنصرية الكاذبة على الشعوب.
إن هذا الحلف الإستعماري الإحتلالي العنصري الأوروبي الأبيض الجديد جاء إلى بلادنا اليوم لنصرة العدو الصهيوني اليهودي في فلسطين المحتلة، جاء لنصرتها لأن أركان كيانها قد إهتز وتداعى معنوياً وعسكرياً وإقتصادياً وإعلاميا ً بعد إطلالة يوم 7 أكتوبر من هذا العام الذي هو بداية نصر أكيد على المشروع الصهيوني العالمي في منطقتنا.
وحينما أعلنت القيادة الثورية والسياسية في الجمهورية اليمنية بقيادة الحبيب / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه من صنعاء بأن اليمانيون لن يتركوا أهلنا في غزة ولا المقاومة الفلسطينية في عموم فلسطين وفي محور المقاومة، أعلنها بملئ الفم وبالنبرة العالية بأننا لن نترك الفلسطينيين الأحرار وحيدين يواجهون بمفردهم آلة القتل اليهودي الصهيوني، وأن المجاهد اليمني وكل مؤسسات الدولة اليمنية ستكون داعماً صلباً وفياً للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، ولذلك فقد نفذت وحداتنا العسكرية البطلة في القوات المسلحة اليمنية هجومها الجوي بالصواريخ والطائرات المسيرة عدد من الرشقات والطلعات على ميناء أم الرشراش المسمى “إيلات” في جنوب فلسطين المحتلة، ومنعت السفن والبواخر الصهيونية اليهودية من أن تعبر وتمر من مضيق باب المندب، وكذلك منع كل السفن والبواخر المتجهة نحو الموانئ والمرافئ الإسرائيلية الصهيونية اليهودية، وبذلك قام اليمانيون الأحرار بواجبهم التضامني العروبي والإنساني المقدس في دعم الأشقاء الفلسطينيين الذي يكتوون بأسلحة الدمار الصهيوني اليهودي الأمريكي الأوروبي الغربي.
وللتذكير للتاريخ ولمن ينسى الأحداث بعيدة وقريبة، أو يتناساها، فإننا نذكره بأنه قد نشاء وتكون حلف عربي إسلامي بقيادة المملكة السعودية مكون من 17 دولة ومشيخة وإمارة، ومع عملائهم ومرتزقتهم من الخونة اليمنيين، وشنّوا على اليمن وعاصمتها صنعاء عدوانهم الوحشي في صبيحة يوم الخميس بتاريخ 26 مارس 2015م واستمر هذا العدوان والحصار والتجويع تسع سنوات ونحن مقبلين على الدخول في العام العاشر بعد أشهر معدودة.
بعد كل هذه السنوات العجاف والحصار الخانق والزمن المر، انتصرت صنعاء التاريخ الأبيّة بشموخ لا يضاهيه كبرياء ورأس مرفوع إلى عنان السماء، وحضر إلى ربوعها سفير الدولة التي قادت العدوان ليتفهم موقف صنعاء ويبرم معها إتفاق السلام القادم بإذن الله، هذه هي حقائق الواقع والممهورة بختم التاريخ اليماني العظيم.
أما الحلف الجديد من المستعمرين المحتلين القدامى فهم أعرف بتضاريس الجغرافيا والتاريخ معاً، فجميعهم قد دُحروا وطُردوا من البلدان التي استعمروها ذات يوم وخرجوا منها منهزمين منكسرين.
جوهر الصراع العربي الإسلامي المقاوم مع العدو الصهيوني اليهودي، وديمومة فكرة المقاومة التي لم ولن تنطفئ مهما طالت أيام الإحتلال الغاشم لأرض أهلنا في فلسطين:
أولاً: بعد مرور 75 يوم من ملحمة طوفان الأقصى المبارك، استشعرت دولة الصهيونية الأمريكية USA، بأن فكرة دعم وإسناد حلف المقاومة العربية الإسلامية للأشقاء المقاومين الفلسطينيين سيستمر دون كلل أو ملل، لأنها عقيدة فكر المقاومة هي المرجعية الأخلاقية والدينية التي تجمع هؤلاء المجاهدين، ولذلك سارعت بتكوين هذا الحلف الأجنبي المعادي لأمتنا العربية والإسلامية، بهدف تخويف أطراف محور المقاومة.
ثانياً: بعد أن أعلنت القيادة الثورية والسياسية في الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء بأنها ستدخل بشكل مباشر في العمل العسكري البحري في منع السفن الصهيونية الإسرائيلية للمرور عبر باب المندب اليمنية، ومنع السفن والبواخر الأجنبية أيّاً كان مالكها، والتي تحمل البضائع والعتاد والوقود المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية الصهيونية، حينها أدركت أمريكا الصهيونية وحلفائها الأوروبيين بأن قرار الجمهورية اليمنية هو قرار جاد وصادق ولا رجعة عنه وبالتالي سيتم تنفيذ ذلك على البحر مباشره، فباب المندب سيكون مغلق على الإسرائيليين الصهاينة وبضائعهم حتى إشعار آخر، وهو التوقف عن حصار وتجويع وتقتيل أهلنا في قطاع غزة، ولذلك جمعت أمريكا حلفائها الأوروبيين في ذلك التحالف البحري المقيت.
ثالثاً: حينما تشكلت القوة العسكرية والأمنية والإستخباراتية لمحور المقاومة لنصرة أهلنا في فلسطين، جاءت من إنطلاقة فكرة أن قضية فلسطين قضية مركزية عالية القيمة الروحية الدينية والمكانة الوطنية العروبية، وأن أي محاولة لطمسها بمشاريع صهيونية غربية، ما هو إلا وهم وسراب، وستبقى قضية حية طالما وهناك قوى إنسانية وفكرية حية في عالمنا العربي والإسلامي ومن حول العالم كله.
رابعاً : أظهر التضامن الشعبي العربي والدولي العارم في كل قارات العالم، وتحديداً في أرض الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية، أظهر تضامناً إنسانياً واسعاً، وتمت إدانة جرائم العدو الإسرائيلي الصهيوني بقتل الأبرياء من أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها، وكما أُدينت الدول الراعية والداعمة للقتل الصهيوني في جميع بلدان العالم، وأظهرت عجز وفشل وهزالة النظام العربي الرسمي والنظام الإسلامي الرسمي، واظهرتهم بأنها نُظم هزيلة ومكبّلة بسلاسل فُولاذية صَلبه من الإتفاقيات والمعاهدات والمحاضر مع الغرب الصهيوني ومنظماته الدولية المتصهينة، وبعضها اتفاقات أمنية مُخزية كبلت قادة هؤلاء الدول والحكومات سراً وعلانية.
خامساً: روّضت الإدارات الأمريكية المتصهينة معظم الحكام العرب الحاليين، وبالذات بعد موجة الربيع العبري الذي أسقط معظم النظم السياسية العربية غير المطبعة، ونصبت المشانق لرؤسائها ولقادة تلك الدول العربية الوطنية، واخضعت من تبقى من القادة العرب للتخويف والترهيب والتهديد بالعزل وذلك من أجل السير في قطيع المطبعين مع الكيان الصهيوني اليهودي، وقد كان كل الحكام العرب للأسف مطبّع وخانع وذليل، ومتجاوزين القضية الفلسطينية واعتبروها منتهية.
سادساً: 7 أكتوبر 2023م أيقضت الضمير العربي والفلسطيني والإسلامي والإنساني، بأن الإستعمار الإستيطاني الصهيوني هو آخر إستعمار في العالم يجثم على أرض فلسطين، وأن هذا النظام العالمي الدولي الحالي هو نظام متصهين حقير، أراد ان يدفن قضية شعب عربي فلسطيني مسلم ومسيحي في صحارى التَيَه الدُولي، اعتقاداً منهم بأن لا كرامة ولا أخلاق ولا تاريخ لأمتنا من المحيط إلى الخليج، وكيف تمت العملية كلها بسريتها، وكيف سقطت الأسطورة الخرافية للموساد والجيش الذي لا يقهر الإختراق المعلوماتي والعسكري الذي تعرضت له الكيان الصهيوني الأمة كلها من المحيط إلى الخليج تلعن وتحتقر وتذم هؤلاء الرؤساء والملوك والأمراء المتخاذلين الذين يشاهدون على مدار الساعة والأيام والليالي صواريخ وقنابل العدو تنهال على رؤوس أهلنا في غزة، هؤلاء الرؤساء والملوك المفروضين على شعوبنا العربية قد فقدوا إنسانيتهم وعروبتهم وإسلاميتهم بشكل كلّي، بمن فيهم حكام السلطة الفلسطينية القابعين والمنبطحين في الضفة الغربية لفلسطين .
سابعاً: يقول المثل العربي الشامي بأن العدد هو في الليمون أو الكِباش وليس في البشر، وللمقارنة فحسب بأن عدد قوات المقاومة كلها لا تتجاوز ستين ألف مجاهد فحسب، بينما قوات الإحتياط الإسرائيلي الصهيوني يعادل 360 ألف مقاتل، وتعداد الجيش الصهيوني 190 ألف جندي صهيوني، أي أن القوة التي تشكلت في الساعات الأولى من بدء العدوان تساوي 550 جندي وضابط وجنرال.
أما إذا حسبنا الجيوش العربية وعتادها، وكميات النياشين الموضوعة على صدور قادة الجيوش والألوية والفيالق فإنها تزن بالأطنان، لكنها لا تساوي على الإطلاق بندقية وجعبة رصاص مجاهد فلسطيني أو يمني أو لبناني أو سوري أو عراقي الذين اذاقوا العدو الصهيوني / الأمريكي طعم مرارة الهزيمة المرّة.
الخلاصة:
يظل الهدف الرئيسي لنشاط وعمل محور المقاومة العربية الإسلامية هو لإفشال خطط مشاريع العدو الصهيوني اليهودي / الأمريكي / الأوروبي في منطقتنا، وتضل فلسطين هي الهدف الأسمى والأعز والأغلى للتحرير والتطهير من رجس ودنس وأوساخ العدو الإسرائيلي الصهيوني اليهودي الذي جثم على أرض فلسطين لمدة تصل الـ 75 عاماً، وأن الغد لناضره قريب بعون الله تعالى.
[وَفَوَقَ كُلْ ذِيْ عِلْمٍ عَلَيَمْ]
* نقلا عن :السياسية
في السبت 23 ديسمبر-كانون الأول 2023 08:01:34 م