إسناد يمني
محمد الصفي الشامي
محمد الصفي الشامي
 
«وين الملايين؟»، سؤال ظل عالقاً في ذاكرة الأجيال العربية والإسلامية طيلة عقود، سبقه ضِعف ذلك على مدى عشرات السنين، بيد أنه اقتصر مؤخراً على عمل فني لكلمات لُحِّنت، أنشدها كوكبة من الفنانين العرب.
سؤال مهم طرح على الملايين، ولم يلق إجابة رغم أهميته، إذ إنه ارتبط بالقضية المركزية لدى الشعوب العربية والإسلامية (فلسطين).
كان وما زال أحرار الوطن العربي والإسلامي والقوى التحررية في العالم، يدركون أن الكيان الصهيوني والأَمريكي هم الأَعداء الحقيقيون للأمة والبشرية، وأن لا بد من تقرير مصير الشعوب المستضعفة الذين يعانون من هيمنة الجبابرة المستكبرين، وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال وعُنصريته.
تحرك الشعب اليمني في ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر، وكانت القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتهم، ولم تكن القُدسُ غائبةً عن اهتماماتهم، فهي القلب لجسدِ الأمة، وهي بيت القصيد، وصميم القضية، إن تعلقت القلوب بها زالت القساوةُ عنها، وإن شُغفت بها العيون انقشعت الغشاوة منها، مؤمنين بأن الحل مرتبط كخطوة أولية بحرية الشعوب في بلدانها، وتحركهم لدعمها بالنضال ضد العولمة المتوحشة وحروبها التدميرية.
وها قد أثمرت اليوم تلك الثورة المباركة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتصدر اليمن المشهد العالمي كلاعب إقليمي في أهم المراحل وأشد الأحداث خطورة، دعما وإسنادا للمجاهدين في غزة فلسطين عسكريا وشعبيا.
تأمل أيها العربي، وأيها المسلم، وأيها الإنسان الحُر أينما كنت، من يسيطر على العالم ومن يضع المعايير التي على أساسها يدور النظام العالمي، ويعلن تأييده ودعمه للمجرم القاتل، وإدانته للمظلوم الجائع المقهور!
ثم ارجع البصر كرتين، إن كنت تبحث عن أولئك الأحرار الملايين في ذلك السؤال الذي ظل كثيراً ينتظر جوابه، وستجدهم في اليمن.

* نقلا عن : لا ميديا


في الإثنين 25 ديسمبر-كانون الأول 2023 09:00:40 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12080