«واشنطن بوست»: الحرب على غزة فاقت كل حروب القرن «الحادي والعشرين»
الثورة نت
الثورة نت

 
تقارير صحفية تكشف عن أكبر حرب في التاريخ

الثورة/ناصر جراده


كشفت تقارير صحفية أن الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قد أطلقت النار على قائمة الحملات الدموية والتدميرية الكبيرة في تاريخ النزاعات العسكرية.
وأكدت مصادر عسكرية في تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية فاق كل الصراعات والحروب التي اندلعت في القرن الحادي والعشرين.
وبيّن التحقيق أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة وبشكل سريع يتجاوز أي حرب وقعت في المنطقة، إذ يتجاوز ما جرى تدميره خلال الحملة التي قادتها الولايات المتحدة التي استمرت ثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدى القصف الإسرائيلي الانتقامي بآلاف القنابل براً وبحراً وجواً، إلى استشهاد نحو 20258 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة للقطاع.
واعتمدت “واشنطن بوست” في تحقيقها على مقارنات بتحليل صور الأقمار الصناعية، وبيانات الغارات الجوية وتقييمات الأمم المتحدة، وكذلك إجراء مقابلات مع أكثر من 20 شخصاً يعملون في الإغاثة والرعاية الصحية وخبراء في الذخائر والحرب.
وكشف التحقيق أن جيش الإحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة واسعة النطاق قرب مستشفيات يفترض أنها محمية بموجب قوانين الحرب.
وتظهر صور الدمار ومكان الضربات الجوية أنها كانت قريبة من 17 مستشفى على الأقل من بين 28 مستشفى في شمال غزة، وفي بعض الحالات استخدمت إسرائيل قنابل وزنها يزيد على ألفي رطل، أي نحو طن.
«لا توجد منطقة آمنة”، هكذا وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرينا سبولجياريك إيغر، الوضع في غزة بعد زيارتها مطلع الشهر الجاري.
وقالت: “لا تمر بشارع واحد إلا وترى فيه تدميراً للبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات”.
ومنذ بداية الحرب وحتى الآن أجبر ما يقارب 1.9 مليون شخص- أي أكثر من 85 ٪ من سكان غزة- على ترك منازلهم، وهو أكبر نزوح منذ عام 1948.
أكبر معدل ضحايا مدنيين في القرن الحالي
من جهته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الأسبق، مايكل لينك، إن “حجم القتلى المدنيين الفلسطينيين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، هو أعلى معدل للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين».
وعلى صعيد المباني خلال الفترة الممتدة ما بين 7 أكتوبر وحتى 26 نوفمبر الماضي، تضرر أكثر من قرابة 38 ألف مبنى في غزة، نحو 30 ألفاً منها في شمال القطاع لوحده.
وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 70 % من المباني المدرسية في غزة تعرضت لأضرار، كما أنه تم تحويل نحو 56 مدرسة إلى ملاجئ للنازحين، ودمر القصف 110 مساجد وثلاث كنائس.
وفيما يزيد على شهرين، أطلقت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 29 ألف ذخيرة جو-أرض، نحو 45 في المئة منها لم تكن موجهة، حسب تقييم صادر من مكتب مدير الاستخبارات الأمريكي، ما يكشف عن معدل قصف أعلى بنحو ضعفين ونصف عن ذروة الضربات التي شنها التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش، حسب بيانات “أير وارز”.
ووفق تحاليل بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل-1 ، الذي أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، فإن القصف ألحق أضرارا هائلة في البنية التحتية للمنطقة، حيث دمرت العديد من المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
فيما يظهر تحليل البيانات أن القصف الإسرائيلي ألحق الأضرار بالمباني على مسافة 180 مترا من جميع مستشفيات شمال غزة البالغ عددها 28 مستشفى، إذ أظهرت دلائل مرئية أن قوات الإحتلال الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفيات وقصفتها وحاصرتها وداهمتها، حسب الصحيفة.
قصف هو الأكثر عشوائية
وكانت دراسة إسرائيلية نشرتها صحيفة هآرتس العبرية، كشفت أن “حملة القصف الجوي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هي الأكثر عشوائية من حيث سقوط ضحايا مدنيين في السنوات الأخيرة”.
وأشارت الدراسة إلى أن “نسبة الوفيات بين المدنيين في غزة أعلى مما كانت عليه في جميع الصراعات التي حدثت في القرن العشرين”، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأجرى الدراسة أستاذ علم الاجتماع، ياجيل ليفي، الذي وجد أن نسبة الوفيات بين المدنيين في الغارات السابقة التي كانت تشنها إسرائيل خلال الفترة 2012 وحتى 2022 لم تتجاوز 40 في المئة، وانخفضت إلى ما نسبته 33 في المئة حملات القصف التي جرت سابقاً خلال العام الحالي.
في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن “الطلب الأكثر إلحاحاً هو وقف فوري لإطلاق النار».
وأشار إلى أن القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة، تهدده إلى حد كبير “الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض».
بدوره، قال مدير وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، عبر منصة إكس: “لا يوجد مكان آمن، لا يوجد مكان نذهب إليه”، مضيفاً: “الناس في غزة بشر وليسوا أحجاراً على رقعة شطرنج».
وقال روبرت بيب، المؤرخ العسكري الأمريكي، في تقرير لصحيفة “الإندبندنت”، إن “غزة هي واحدة من أشد حملات العقاب المدني في التاريخ”، مضيفا أنها من أشد حملات القصف الأكثر تدميراً على الإطلاق”.
من جهته قال مارك جارلاسكو، مسؤول دفاع سابق في البنتاغون ومحقق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة،”إنها تحول الأرض إلى سائل.. إنها تدمر المباني بأكملها».
وأفادت المعلومات- في ما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية المستخدمة- بأن الأسلحة التي أطلقتها “إسرائيل” على غزة في أغلب الأحيان كانت أمريكية الصنع، حيث يشير تحليل شظايا القنابل إلى استخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك والقنابل ذات القطر الأصغر، وفقاً لبرايان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية.


في الثلاثاء 26 ديسمبر-كانون الأول 2023 03:03:03 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12112