يجب أن نصل في وعينا لنعرف كيف نتحدث مع الآخرين عندما ينطلقون ليثبطونا
من هدي القرآن
من هدي القرآن

قل للآخرين قل لهم ما قال الله في كتابه من وعيد لمن يقعدون لمن يتخاذلون، لمن يسكتون وما وعدهم به من أجر عظيم، ومن جزاء حسن في الدنيا وفي الآخرة، إذا ما انطلقوا يعملون ذلك الجزاء العظيم الذي يجعل كل خطر من جانب الآخرين لا شيء، كلم الناس بهذا، ذكر الناس بهذا، الذي يقول لك: عملك هذا خطير، قل له: لكن أنت سكوتك أيضاً هو خطير، وتعال نجلس معا أنا وأنت، نعرض سكوتك ونعرض عملي على كتاب الله، فننظر أيهما أشد خطراً، وحينها سنسلِّم أنا وأنت، ونحن مستعدون إلى أن نقف، إلى أن نمتنع، إذا كان عملي هو أكثر خطرا عليّ من جانب الله سألتزم بكلامك، وإن كان سكوتك هو الأكثر خطرا فإنه

يجب عليك أن تتحرك بحركتي، لماذا لا تقول للآخرين هكذا؟ من يقولون: (اسكتوا كلامكم خطير، عملكم هذا خطير). لماذا لا تقول لهم هذا؟ نحن ننسى.

ألم أقل قبل يومين في شرح كلام زين العابدين: ((وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)) أننا بحاجة إلى أن نكون جنودا لله، نعي كيف نتحدث مع الآخرين، نعي كيف نخاطب الآخرين. من هو ذلك الذي قد يقول مثل هذا الكلام إذا ما انطلق شخص آخر ليثبطه عن عمل ـ قد يكون القليل منا ـ ونحن ما تزال أعمالنا بسيطة، فإذا ما انطلق أحد يثبطه عن عمل تاه بفكره وسكت، من سيقول لك عملك هذا خطير قل له: سكوتك أنت أيضا خطير عليك أمام الله.

الخطورة البالغة هي في سكوتك؛ خطورة عليك وخطورة على الأمة وخطورة على الدين. لكن عملي قد يكون فيه خطورة على شخصي فقط وهو بناء للأمة وهو نصر للدين. فأيهما أشد خطورة ذلك الذي هو ضرب للدين وللأمة وللإنسان نفسه، أم هذا الذي قد يكون لشخصك لكنه نصر للأمة، ونصر للدين، وفوز لك في الدنيا والآخرة؟.

يجب أن نصل نحن في وعينا إلى أن نعرف كيف نتحدث مع الآخرين عندما ينطلقون ليثبطونا عن أي عمل، وما زالت أعمال الناس بسيطة، لنكون جنداً من جنود الله لا يستطيع أحد أن يوقفنا أبداً لا بتضليله، ولا بإرجافه، ولا بأي أسلوب كان.

كلام الرجلين ـ{قَالَ رَجُلانِ} ـ يدل على أن المجاميع الأخرى كانت متخاذلة أليس كذلك؟ أنها كانت متخاذلة. لم يقل هنا حتى قال عالمان أو قال كبيران، بل{قَالَ رَجُلانِ} وأنت انظر كما قلت سابقا ستجد إذ كنت تفترض أن

هناك مجاميع من العلماء والعباد داخل بني إسرائيل.. أين هم؟ أليسوا في ذلك الجانب الآخر المتخاذل؟ خذ عبرة من هذا، خذ عبرة من هذا أنه هكذا في كل زمان، والتاريخ يشهد أنه في كل زمان ليس العلماء جميعا يتحركون، ولا الوجهاء جميعا يتحركون، ولا المؤمنون جميعا يتحركون، ولا كل من يمتلك فما ينطق ويتحدث.. هذا هو الشيء المعروف من خلال القرآن الكريم ومن خلال التاريخ، تاريخ الأمة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله وعده ووعيده

الدرس الرابع عشر

ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 6/2/2002م

اليمن – صعدة

 

*نقلا عن : موقع أنصار الله


في الخميس 28 ديسمبر-كانون الأول 2023 10:10:13 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12169