|
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (21) الشاعر عبدالقوي محب الدين .. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعرعبدالقوي محب الدين
(تنطق في دمي "الزهراءُ)
فاض السنا والعاشقون ظماءُ
رشفت كؤوسَ مناهم الظلماءُ
غصّت حلوق الحرف حين تحدثوا
وأنا تُحدّث لوعتي الحوراءُ
وأنا بباب الله حرفٌ ذابلٌ
روحي ضفافٌ والأحبة ماء
سأظل أقطر عند باب أحبتي
وتظل تطرق بعدي الأشلاءُ
حتى يشكلني دنو أحبتي
مني ويفتح خافقي لقاءُ
لتهب أنسام الجنان وتحتفي
رئة المحب وتُزفر الأعباءُ
ويزيح عن صدري الشعابَ عبيرُ مَن
حضروا ويشهق بالضياء "كساءُ"
وأذيب روحي تحت ترب نعالهم
فتراب نعل "الطاهرين" سماءُ
***
يااا رب هذي الأمنيات أنافقل:
كوني لتخلقني حقيقة : جاءوا
و "أنا" -هنا- فرد يبوح بأمة
تهوى ويهتف باسمها الشعراءُ
وأخاف من حرفي الخجول فكلما
همهمت تنطق في دمي "الزهراءُ"
فبها دعوتك باسم كل مرتل
خشعت لصدق ولائه الهيجاءُ
يسعى بدربك واثقاً ومؤملاً
والموت في قاموسه إسراءُ
يمضي بأمرك نحو كل مؤمرك
يوحي فيصغي للفنا الأعداءُ
يا رب فاكرمنا "بسرّك" إننا
نهمي وقادتنا همُ الشهداءُ
"بالكوثر" "المظلومة" امددنا بها
نصراً تضج لوقعه الأرجاءُ!
(أذكى الرحيل حرائق الأكبادِ)
أذكى الرحيل حرائق الأكباد
لا نوح أصدق من نحيب بلادي
لو فاضت الأكوان دمعًا -علّها
تطفي- فلن تقوى على الإخماد
لكن ضماد المؤمنين يقينهم
"أنّا إلى الله" الصبور الهادي
زرع الإباء الشعب حتى أينعت
أغصانه بالصالح الصمّادِ
فمضى يوزع في الربى آياته
ويوتد الأمجادَ بالأمجادِ
****
لكأن روحك يا أبا الفضل التي
لبت نداء المكرماتتنادي:
حي على الخير الذي لا ينتهي
ها قد بلغت -بما بذلت- مرادي
إني سلكت دروب من شاءوا وها
أنا ذا أجوب الخلد باستشهادي
(صدحوا بصرخة عزّنا فأضاءوا)
صدحوا بصرخة عزّنا
فأضاءوا
عمراتوزع نوره الأصداءُ
زرعوا ضفاف الليل-رغم جفافه-
صبحا
لتثمر بالسنا الأنحاءُ
صرخوا فكانوا
والشعار هويةٌ
ونوافذٌ
منها إلينا جاءوا
جاءوا وصوت المشتهى يحدوهم
جاءوا
لتسمعه المنى الصماءُ
من كل سنبلة تدلّوا ثورة
ورؤوسنا ورؤوسها شماء
هم نحن في أسمى أمانينا
بهم
فقنا الذي شئنا
وسوف نشاءُ
هم نحن
والتاريخ يكتبنا بهم
ضوء
ويُحني رأسه الإمضاءُ
فجرا سيعجز أن يجيئ بمثله
آتٍ
ويخجل أن يُقص وراءُ
صرنا بهم
والله نبض عروقنا
والنصر وعدٌ صادقٌ ووفاءُ
****
لن ننثني مهما أسال جفوننا
غاز,
وسالت للمضيّ دماءُ
إنّا انتصرنا مذ صرخت
وزادنا
نصرا وتعدادا -هنا- الشهداءُ
"الله أكبر"
والطغاة تفتتوا
وغدا تردد صوتنا الأنباء
(نحتوا دروب الوقت أعيادا)
رسموا أماني العائدين وباتوا
يتلون أو تتلوهم الآيات
نحتوا دروب الوقت أعياداوما
زالواإلى أن تعبر الأوقات
حقنوا عروق المستحيل بعزم من
شاءوافشاءت للوصول جهات
وسعوا إلى الحتف الذي تحيا به
أمم وتردي القاعدين حياة
زرعت تضاريس الفدا أرواحهم
حتما ستحصد نصرنا الغايات
تغبر أجساد الذين تعفروا
عشقا بأرض ذكرها صلوات
نحني لتقبيل التراب رؤوسنا
وخطى الرجال لدى الثرى هامات
****
لا عيد إلا أن تعود كرامة ال
شعب الذي غدرت به الحيات
العيد صبر وانطلاق قالت ال
أعياد : عيد المؤمنين ثبات
لا عيد إلا أن يهل النصر من
أفق الصمود تزفه الجبهات
(وجه النصر)
يــا ربّ! والنصر المبين مشيئةٌ
قُضيتْ وآياتي بها تنســــابُ!
***
لكن وجه "النصر"- في الدرب الذي
أسعى إلى إكماله- خلاّبُ!
***
وأخاف من نفسي على نفسي
ومن دربٍ دخيلٍ حولها يرتابُ!
***
وأخاف أن أحكي فيبتلع "الصدى"
صوتي ويحجب ضفتيّ سراب!
***
وانا ابن هذا النهر هل يُظمي فمي
تيهٌ وشلالُ الهدى سكّابُ؟!
***
يــا ربّ بالمختار والآل الألى
يــــــــــــا ربّ وانفتحت لنا الأبوابُ!
*نقلا عن : المسيرة نت
في الجمعة 26 يناير-كانون الثاني 2024 11:05:48 م