|
أمريكا للسعودية: لا توقعوا أي اتفاق مع الأنصار!
السعودية: لقد ماطلنا كثيرا، فالمفاوضات مستمرة منذ أكثر من عام، ولم نعد نستطيع المماطلة أكثر، كما أن الهدنة أفضل لنا من استئناف الحرب بكل المقاييس، خاصة مع التطور العسكري اليمني، وعودة الحرب ستعيدنا إلى مربع الخسائر المتتالية. ولا تنسوا أن أمن منشآتنا النفطية والغازية يخدمكم جدا، لاسيما في مرحلة الحرب الروسية الأوكرانية.
أمريكا: أجلوا التوقيع إلى بداية العام 2024!
السعودية: ثم ماذا؟!
أمريكا: سيصدر تصنيف للجماعة، وهذا سيوفر لكم مبرراً قانونياً لعدم التوقيع، وبالوقت نفسه تستمر حالة اللاحرب واللاسلم وتستمر الهدنة بدون اتفاق، فتحققون مكسبين: الأول: أمن وسلامة السعودية، والثاني: التملص من الالتزامات التي كانت ستكون ملزمة لكم في حال وقعتم الاتفاق . السعودية: سمعاً وطاعة؛ ولكن قد يتحرك الأنصار في إطار السياسة الخارجية لبناء علاقات دولية مع الدول المحايدة والدول التي لديها خصومة معكم، بل ولا نستبعد حتى التواصل مع المعارضين لحكم بايدن داخل أمريكا، فالأجواء مهيأة لهم جدا بعد موقفهم الأخير مما يحدث في فلسطين!
أمريكا: لا تقلقوا بهذا الشأن إطلاقا، فالأنصار رغم أن مبدأهم بخصوص العلاقات الدولية هو إقامة علاقة ود واحترام متبادل مع كل دول العالم باستثناء «إسرائيل» (الكيان الصهيوني) إلا أنهم لم يترجموا هذا المبدأ بزيارات وارتباطات وتواصلات مع أيٍّ من دول العالم، بل إنهم لم يحاولوا حتى تعريف دول العالم بأهدافهم ومشروعهم ورؤيتهم، والعالم لم يعرفهم حاليا إلا من خلال موقفهم تجاه فلسطين، ولم يعرفوهم سابقا رغم أن ما حدث في أرضهم ووطنهم خلال أعوام الحرب عليهم لم يسبق أن حدث في أي زمان ومكان، وهذا دليل فشلهم السياسي وكذا الإعلامي، وكان ولا يزال لنا اليد الطولى في تجميد وإفشال الجانبين (الإعلام الخارجي والعلاقات الدولية).
السعودية: رائع جدا! دهاؤكم وخبثكم يطمئننا، صدق من سمّاكم رأس الشيطان. لكن ماذا عن الالتفاف الشعبي بعد أن كنا قد تمكنا من ضرب الحاضنة الشعبية للأنصار وتشويه المسيرة من خلال أيادينا في الداخل عبر تفشي الظلم والفساد، وذهب كل ذلك هباء وعاد الشعب من جديد للالتفاف حول الأنصار والمسيرة بسبب موقفهم وإجراءاتهم بشأن فلسطين؟!
أمريكا: يا قرن الشيطان، عليكم أن تفهموا أنه طالما الظلم والفساد مستمر في الداخل فلن يستمر الالتفاف كثيرا. كما أننا نعمل على إفشال المرحلة إداريا وتدمير العمل المؤسسي من خلال أيادينا في الداخل، وذلك يتم بعدة وسائل، أهمها تنصيب فاشلين وفاسدين في مناصب حساسة، وتهميش وإقصاء الكفاءات والمخلصين وكل من يمكنهم تحقيق انتصارات ونجاحات إدارية تحسن الوضع المعيشي والخدمي وتحقق العدالة.
السعودية: لكنهم على وشك تنفيذ تغييرات جذرية وتصحيح داخلي!
أمريكا: معركة التصحيح وتمكين الكفاءات هي أكبر معركة نخوضها ضد الأنصار، وإذا فعلوها الآن بالشكل الصحيح سنخسر كل ما بنيناه؛ لكننا نعول على بعض الفئات لإفشال وإعاقة التصحيح، وهم:
أولا: فئة من يغلبون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، وتابعيهم من المطبلين، وفئة الأغبياء وعديمي الكفاءة، وهؤلاء سيخدموننا دون أن يشعروا.
وثانيا: فئة الحاقدين على المسيرة والأنصار لأسباب عنصرية أو لأي سبب كان.
وثالثا: فئة المخترقين، وهم أشخاص ينفذون توجيهاتنا، فمهمة عملائنا ليست رفع الإحداثيات فقط، فإعاقة التصحيح ونخر مؤسسات الدولة وإنهاك وقهر المواطن ونهب المال العام أيضا ضمن مهامهم، وقد تمكنا من زراعة كثير من العراقيل في طريق حكومة الكفاءات، وما زلنا مستمرين في زراعة المزيد منها، وطالما استمر التعليم في حالة التدهور فهذا يضمن استمرار الفشل لأجيال قادمة.
الشرفاء والمخلصون والكفاءات في الجيل الحالي قاب قوسين أو أدنى من الإحباط الكلي واليأس والجنون أو الموت بالجلطات من شدة القهر، والجيل القادم سيكون فاشلاً؛ فمن سيبني اليمن؟!
السعودية: لكنهم ناجحون في الجانب العسكري!
أمريكا: البندقية وحدها لا تكفي لبناء وطن، أم نسيتم أننا تمكنا من تدمير الاتحاد السوفييتي وهو في أقوى مراحله العسكرية؟!
انتهى الحوار، وهو عبارة عن تنبيه خلاصته: أسرعوا في التصحيح الداخلي وحسم المفاوضات وتحركوا في إطار العلاقات الدولية.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 28 يناير-كانون الثاني 2024 09:30:30 ص