|
تتسارع الأرقام في العبور مع كل لحظة وجع وقصة غياب تخوضها المرأة الفلسطينية هذه الأرقام تختزل أرواحا فقدت ابتداء بالزوج والأخ والأخت ومرورا بالأباء والأبناء وانتهاء بالأسرة كاملة، من الصعب وصف صمود وثبات المرأة الفلسطينية في سطور لأنها في معركة يومية ممتلئة بالغياب والفقد والفراق أنه الألم الذي أوجده العدو الصهيوني دفعا بالتقسيط ولكن التحدي والثبات يأتي دفعة واحدة.
وهاهي عملية طوفان الأقصى عرفت العالم من تكون الأم والزوجة والأخت والبنت الفلسطينية ..
المرأة الفلسطينية وتاريخها العريق وبالأخص منذ 74 عاماً تعيش حالة صمود وثبات لم تتغير إلى يومنا هذا ، فها هي تثبت كل مرة أنها هي المجاهدة والواقفة وقوف الجبال الرواسي في مظلوميتها، ومظلومية شعبها وأرضها، فلولا وعي وإيمان المرأة الفلسطينية تجاه عدوها الحقير (الاحتلال الصهيوني) لما صمدت يوما واحدا.
وها هي عملية طوفان الأقصى أثبتت وعرفت العالم من تكون تلك الأم، والزوجة، والأخت، والبنت الفلسطينية.
الغزاوية مدرسة الفداء
إن دور المرأة الفلسطينية الداعم لـ«طوفان الأقصى» يبرز على أكثر من مستويات حقيقية ناتجة عن صبر وتضحية هذه المرأة العظيمة، فأولها يتمثل في مرحلة التجهيز والإعداد، فلم يعد هناك أي شك في إعدادها عسكرياً من ناحية التدريب على استخدام السلاح والمشاركة في المناورات ' أو حتى اكتساب القدرة على التخفي والمواجهة إن لزم الأمر، ولكنه قبل ذلك هو إعداد تربوي ونفسي وإيماني بقضيتها الأساسية.
إن هؤلاء النسوة تربين منذ نعومة أظفارهن على عدم الخضوع أو الخنوع أو الاستسلام، والقبول بالأمر الواقع.
فٍقد ترسخ في دمائهن كل معاني الصمود، والمقاومة، وحب الوطن، والاستعداد للفداء والتضحية.
*المرأة الفلسطينية المدرسة الكبرى
للمرأة الفلسطينية خواص ومميزات لا تشبه أحدا فيها - وهي أنها لا تترك لمشاعرها المرهفة أن تتسلل إلى نفوس المقاومة وعناصرها، فتفت في عضدهم، وتضعف من حماسهم، وتزيدهم تمسكاً بقضيتهم، والسعي للنجاة بالنفس، فكانت هي الطاقة الهائلة الغير محدودة التي تدفع بأبناء المقاومة للإقبال بلا خوف على صنع الانتصارات والبطولات تلو البطولات في معارك العز والكرامة التي لن تتوقف إلا عندما يعود الوطن حراً.
*دور المرأة الفلسطينية في «طوفان الأقصى»
اعتادت المرأة الفلسطينية على أن يعقب كل عملية عسكرية لاستهداف الاحتلال رد فعل منه.
الأمر الذي يستلزم الاستعداد النفسي والمعنوي والعسكري، فيتجلى دور الفلسطينية في كل مرحلة، وآخرها وأقواها هي عملية" طوفان الأقصى" الذي اتخذ أشكالاً متعددة يجدر بكل شكل منها أن يكون نبراساً مضيئاً لكل النساء في كل أنحاء المعمورة.
على الجانب الإيماني - يندر أن نجد امرأة فلسطينية وخصوصاً غزاوية يائسة أو منهارة، أو غير واثقة بالله.
ومن جانب آخر نجد أبطال المقاومة، وثبات رجال الرجال - الذين سطروا من أول يوم في طوفان الأقصى أقوى التضحيات، والتنكيل بالكيان الصهيوني -الذي ظل إلى يومنا هذا متخبطاً غير مصدقاً أن المعركة تلك هي على أرض الواقع وليست حلماً.
ومن الصمود الأسطوري للغزاوية: هو ما أن تعلم باستشهاد ابنها أو زوجها أو أخيها أو أبيها أو أي أحد من ذويها حتى يعلو صوتها بالحمد، والرضا والفخر بالشهادة.
هذه المنزلة الراقية التي لا ينالها إلا الصادقون مع الله من أبناء أمتنا العربية والاسلامية، والتأكيد على الرضا بقضاء الله سبحانه.
*تضحيات لا مثيل لها
للجوع وللبطون الخاوية حكاية في غزة مع عدو متخما بالكره والحقد والتلذذ بمشاهدة الأطفال والنساء وكبار السن يتضورون جوعا وعطشا ، والبحث عن كسرة الخبز وقطرات الماء مهمة صعبة اثقلت كاهل الأم والأخت والزوجة.
لنترك الحديث مع الأخوات الفلسطينيات للشرح أكثر عن معاناة المرأة الفلسطينية بشكل عام والمرأة الغزاوية بشكل خاص:
ومن أرض الصمود، ومن الأرض الموجوعة غزة - تحدثت إلينا عبير أبو عمرة من قطاع غزة مدينة دير البلح وهي تتقطع ألماً على أسرتها التي استشهدت جميعها في بداية هذا العدوان الإرهابي، ولم تبقى إلا هيا، حيث قصفوا منزلها وهم نائمون، وبقي واحد من إخوتها لم يجدوا جثته، وتحولت بقية أسرتها إلى أشلاء.
ووصفت عبير مأساتها حيث تابعت بالقول إنه منذ بداية العدوان البري على قطاع غزة كانوا يرحلون من منازلهم إلى المدارس - لأن المدارس هي المكان الوحيد الآمن بالنسبة لهم، وعند شروق الشمس في الصباح الباكر يعودون إلى منازلهم إذا لم تكن قد استهدفت من قبل الاحتلال الغاصب.
وبالنسبة لمعاناتهم الغذائية في الطعام والشراب فقد كان أغلب سكان قطاع غزة لا يستطيعون شراء الطحين لأن أسعاره خيالية جداً اما الخضار فلأتوجد على الإطلاق، والبقوليات قد نفذت من السوق، ولا توجد مياه صالحة للشرب أصلا. حتى المياه للاستخدام العادي غير موجود. نحن نعاني كثيرا من هذا الوضع السيئ والمخيف.
أما إذا تحدثنا عن الأطفال وماذا يأكلون؟! فقد لزم على الأم أن تدبر طعاما لأطفالها، ولا يتحمل الأطفال الصبر على الجوع - خصوصاً أن الأجواء باردة ولا يوجد ما يأكلونه أو يشربونه لتدفئة أجسادهم الصغيرة والضعيفة. بالمختصر.. لا يوجد شيء من مقومات الحياة.
ورسالتي لأهل اليمن والشعب اليمني- أننا نشكرهم شكرا لا نهاية ڵـهٍ ، هم الوحيدون من العرب الذين وقفوا معنا في كل شيء.
نشكر موقفهم النابع من مشاعرهم الصادقة فعلا -هم إخوان العرب وأسيادهم.
وكلمتي الأخيرة بدنا نعيش بسلام.
وجمعنا الحديث أيضا" مع د. تمارا حداد أكاديمية وباحثة سياسية في الشأن الفلسطيني.. حيث تشرفت بإخوانها وأخواتها اليمنيين، وعمل لقاء في وكالة رسمية كوكالة سبأ للأنباء.
بداية أشادت الدكتورة بمواقف اليمنيين المشرفة، وما يحدث الآن من احتجاز للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر من قبل القوات البحرية اليمنية، ومساندة اليمنيين للمقاومة الفلسطينية، وإن هذه المواقف العظيمة من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ورجاله الشجعان سيخلده التاريخ، وسيعلم أجيالهم بأن اليمن وقيادته الإيمانية وقفت مع فلسطين في الوقت الذي لم تقف معها أي دولة متمكنة بالمال والسلاح.
وهنا شرحت لنا الدكتورة تمارا عن وضع المرأة الفلسطينية بشكل عام والغزاوية بشكل خاص جراء العدوان الصهيوني عليها، وقالت إنها تعيش واقع صعب جدا، ومؤلم، وظالم، ومظلم في قطاع غزة.
فهي تعاني ظروفا صعبة لم يسبق لها أن عانت مثلها، ولا يوجد هناك أدنى مقومات الحياة نتيجة القصف الجوي واتباع سياسة التجويع التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي بحق قطاع غزة وقد أثر كثيرا على النساء والأطفال.
وتابعت تمارا بالقول: قرابة سبعين بالمئة من الضحايا والشهداء هم نساء وأطفال نتيجة وجودهم داخل المنازل - والاحتلال يقوم بقصف هذه المنازل على رؤوسهم، وهكذا تعاني النساء من عدم توفر المنازل أو المساكن نتيجة قصف الاحتلال لها، وهي تعيش الآن خارج منزلها، والبعض يعشن في مراكز النزوح وهي عبارة عن مدارس ومؤسسات تتبع منظمات الأمم المتحدة، وهناك بعض النساء إلى هذه اللحظة يعشن تحت الخيام، وهذه الخيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الإنسانية - بمعنى توفر المراحيض وغيرها.
ومن الجانب الصحي - هناك نساء عندما تأتيهن الولادة- لا تستطيع الذهاب إلى المستشفى نظرا لأن هذه المستشفيات قد تم قصفها على أرض الواقع -لذلك النساء الحوامل اللواتي ولدن أطفالهن في فترة العدوان - يلدن في مخيماتهن التي لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الخاصة بالولادة، حتى قطعة المنديل لا تتوفر في قطاع غزة نتيجة الحصار وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الغذائية والصحية، وان دخلت تدخل بشكل شحيح جدا- لا تكفي إلا لمجموعة بسيطة جدا جدا.
أما بالنسبة للمرضعات فهناك نساء لا يستطعن أن يرضعن أولادهن بشكل طبيعي - نظرا لعدم توفر الطعام والشراب.
ومن الجانب الغذائي والزراعي تحدثت الباحثة في الشؤون الفلسطينية على أن الاحتلال الصهيوني الغاصب قام بإحراق الأشجار لكيلا تتمكن المرأة الغزاوية من الطهي بتلك الأشجار- لأن العدو الاسرائيلي يعلم أنه لا وجود للغاز والوقود في هذه المخيمات لطهي الطعام، هذا إن وجد الطعام.
لذلك سوف تتجه المرأة إلى الأشجار لتطعم اطفالها.
كما واصلت الدكتورة تمارا بأن الجانب العائلي للمرأة الغزاوية مؤلم وموجع فهناك نساء كثيرات قد استشهد أزواجهن وأصبحن بلا معيل، وليس لهن القدرة على إعالة أطفالهن، وهناك نساء قد استشهد جميع أفراد عائلتهن، وقتل أطفالهن أمام أعينهن. ومن هنا المرأة الغزاوية تعاني الأمرين -الضغط النفسي من الأحداث المؤلمة فقد أصبحت متعبة نفسياً، والشي الآخر الوضع المعيشي - فحالها سيئ جداً وهي لا تعيش الفقر فحسب وإنما حرمان من كل شيء بسبب الآثار الكارثية لهذا العدوان.
قطاع غزة عدد سكانه قرابة مليونين وثلاثمائة مواطن، وعندما تمت عملية النزوح داخل قطاع غزة إلى المنطقة الجنوبية - أصبح قرابة مليون وثمان مائة نازح يعيشون في مراكز إيواء ومراكز النزوح.
وختاماً إخواني وأخواتي اليمنيون مهما تحدثت عن واقع المرأة والطفل الغزاوي ومعاناتهما لن تكون كافية ولن أوصلها بالشكل المأساوي الحقيقي والمفجع. بالمختصر المرأة هناك في سباق مع الموت.
كما كان لنا فرصة الحديث وختاما مع الإعلامية الفلسطينية رهام منصور رشيد القيق .. تحدثت لنا قائلة: المرأة الفلسطينية بشكل عام قدمت الكثير خلال فترة النضال، والمقاومة ضد الاحتلال - فهي مصنع للرجال وهي من ربتهم على حب الوطن، والدفاع والقتال من أجل التحرير، وكانت مشاركتها منذ بدء انطلاقة الثورة جنبا إلى جنب مع الرجل بالإضافة إلى دورها التربوي وفي الحرب الأخيرة على غزة.
ووصفت الإعلامية رهام وضع الأسرة الغزاوية بسبب العدوان الجاري على غزة - فقد تعمد الاحتلال الغاصب على إبادة الأسر الفلسطينية في قطاع غزة كاملة ثم تحول إلى إبادة مربعات سكنية كاملة دون سابق إنذار مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء بشكل يومي ومخيف.
وتابعت القيق وصف المرأة الغزاوية - طبعا هناك المرأة الشهيدة سواء الطفلة أو الأم أو الزوجة، وكان هذا سببا للتأثير على المجتمع، ولن أتحدث هنا عن الوضع النفسي للمرأة سواء من فقدت زوجها أو ابنها أو رضيعها أو بيتها فجميعكم يعلم كم هذا الأمر صعب، ولكن أثبتت المرأة قوتها، وصمودها برغم الألم النازف فهي تحاول الحفاظ على ما تبقى من أسرتها وتناضل من أجل حمايتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية التي أصبحت غير موجودة بل معدومة بسبب الاحتلال. فمنذ اليوم الأول للحرب تم قطع الكهرباء والماء، ونجد هذه الفلسطينية تمشي لمسافات طويلة من أجل جلب الماء وحمل الجلاكن سواء أكان الماء صالحا للشرب أو للاستخدام المنزلي، ونجدها تذهب لأماكن كي تشحن البطاريات، وهناك من تقف طابورا طويلا من أجل الخبز أو الماء ...الخ وهناك من توقد النار من أجل طهي الطعام وإعداد الخبز لأسرتها، فالحياة اليومية في ظل الحرب متعبة جدا جدا، وتارة اخرى خوفها الدائم على فقدان أطفالها، ومهمتها التخفيف عنهم في ظل هذه الحرب المسعورة.
وتابعت الإعلامية حديثها عن دور المرأة حيث قالت: هناك من تعمل في مجال الصحة وتعالج المرضى، وهناك من تعمل في مجال الإعلام وتقوم بفضح جرائم الاحتلال، وهناك من تقوم بدورها الطبيعي كأم في ظل الصعوبات التي تعاني منها. لا يوجد هناك امرأة لا تعمل - جميعهن لهن دور في ظل هذا العدوان المدمر.
وتابعت القيق: بأن هناك ارتفاع شديد في الأسعار يصل إلى عشرة أضعاف السعر الحقيقي، وهذا صدقاً أحدث أزمة - خصوصا إن أغلب سكان غزة فقدوا عملهم ولا يوجد لديهم دخل -خاصة أنهم عمال بالمساومة، ومنهم من يعيش على المساعدات التي دخلت، ولا تكاد تكفي لسد الاحتياجات - بسبب الأعداد المهولة للنازحين الذين بلغ عددهم حسب توثيقات وكالة الغوث 1900000مواطن.
تختتم سطور سبأ جولتها بجملة لكاتب يقول في كتابه "نجري نحو الرصاص لأننا نحب الحياة، وندخل السجن لأننا نحب الحرية" فكرة عصية على فهم السجان ولكن ما لا يفهمه الطغاة هو أن السعي من اجل الحرية والحياة ليس خيارا للشجعان وإنما مسار لا بد من السير فيه .
وهاهي عملية طوفان الأقصى عرفت العالم من تكون الأم والزوجة والأخت والبنت الفلسطينية ..
المرأة الفلسطينية وتاريخها العريق وبالأخص منذ 74 عاماً تعيش حالة صمود وثبات لم تتغير إلى يومنا هذا ، فها هي تثبت كل مرة أنها هي المجاهدة والواقفة وقوف الجبال الرواسي في مظلوميتها، ومظلومية شعبها وأرضها، فلولا وعي وإيمان المرأة الفلسطينية تجاه عدوها الحقير (الاحتلال الصهيوني) لما صمدت يوما واحدا.
وها هي عملية طوفان الأقصى أثبتت وعرفت العالم من تكون تلك الأم، والزوجة، والأخت، والبنت الفلسطينية.
الغزاوية مدرسة الفداء
إن دور المرأة الفلسطينية الداعم لـ«طوفان الأقصى» يبرز على أكثر من مستويات حقيقية ناتجة عن صبر وتضحية هذه المرأة العظيمة، فأولها يتمثل في مرحلة التجهيز والإعداد، فلم يعد هناك أي شك في إعدادها عسكرياً من ناحية التدريب على استخدام السلاح والمشاركة في المناورات ' أو حتى اكتساب القدرة على التخفي والمواجهة إن لزم الأمر، ولكنه قبل ذلك هو إعداد تربوي ونفسي وإيماني بقضيتها الأساسية.
إن هؤلاء النسوة تربين منذ نعومة أظفارهن على عدم الخضوع أو الخنوع أو الاستسلام، والقبول بالأمر الواقع.
فٍقد ترسخ في دمائهن كل معاني الصمود، والمقاومة، وحب الوطن، والاستعداد للفداء والتضحية.
*المرأة الفلسطينية المدرسة الكبرى
للمرأة الفلسطينية خواص ومميزات لا تشبه أحدا فيها - وهي أنها لا تترك لمشاعرها المرهفة أن تتسلل إلى نفوس المقاومة وعناصرها، فتفت في عضدهم، وتضعف من حماسهم، وتزيدهم تمسكاً بقضيتهم، والسعي للنجاة بالنفس، فكانت هي الطاقة الهائلة الغير محدودة التي تدفع بأبناء المقاومة للإقبال بلا خوف على صنع الانتصارات والبطولات تلو البطولات في معارك العز والكرامة التي لن تتوقف إلا عندما يعود الوطن حراً.
*دور المرأة الفلسطينية في «طوفان الأقصى»
اعتادت المرأة الفلسطينية على أن يعقب كل عملية عسكرية لاستهداف الاحتلال رد فعل منه.
الأمر الذي يستلزم الاستعداد النفسي والمعنوي والعسكري، فيتجلى دور الفلسطينية في كل مرحلة، وآخرها وأقواها هي عملية" طوفان الأقصى" الذي اتخذ أشكالاً متعددة يجدر بكل شكل منها أن يكون نبراساً مضيئاً لكل النساء في كل أنحاء المعمورة.
على الجانب الإيماني - يندر أن نجد امرأة فلسطينية وخصوصاً غزاوية يائسة أو منهارة، أو غير واثقة بالله.
ومن جانب آخر نجد أبطال المقاومة، وثبات رجال الرجال - الذين سطروا من أول يوم في طوفان الأقصى أقوى التضحيات، والتنكيل بالكيان الصهيوني -الذي ظل إلى يومنا هذا متخبطاً غير مصدقاً أن المعركة تلك هي على أرض الواقع وليست حلماً.
ومن الصمود الأسطوري للغزاوية: هو ما أن تعلم باستشهاد ابنها أو زوجها أو أخيها أو أبيها أو أي أحد من ذويها حتى يعلو صوتها بالحمد، والرضا والفخر بالشهادة.
هذه المنزلة الراقية التي لا ينالها إلا الصادقون مع الله من أبناء أمتنا العربية والاسلامية، والتأكيد على الرضا بقضاء الله سبحانه.
*تضحيات لا مثيل لها
للجوع وللبطون الخاوية حكاية في غزة مع عدو متخما بالكره والحقد والتلذذ بمشاهدة الأطفال والنساء وكبار السن يتضورون جوعا وعطشا ، والبحث عن كسرة الخبز وقطرات الماء مهمة صعبة اثقلت كاهل الأم والأخت والزوجة.
لنترك الحديث مع الأخوات الفلسطينيات للشرح أكثر عن معاناة المرأة الفلسطينية بشكل عام والمرأة الغزاوية بشكل خاص:
ومن أرض الصمود، ومن الأرض الموجوعة غزة - تحدثت إلينا عبير أبو عمرة من قطاع غزة مدينة دير البلح وهي تتقطع ألماً على أسرتها التي استشهدت جميعها في بداية هذا العدوان الإرهابي، ولم تبقى إلا هيا، حيث قصفوا منزلها وهم نائمون، وبقي واحد من إخوتها لم يجدوا جثته، وتحولت بقية أسرتها إلى أشلاء.
ووصفت عبير مأساتها حيث تابعت بالقول إنه منذ بداية العدوان البري على قطاع غزة كانوا يرحلون من منازلهم إلى المدارس - لأن المدارس هي المكان الوحيد الآمن بالنسبة لهم، وعند شروق الشمس في الصباح الباكر يعودون إلى منازلهم إذا لم تكن قد استهدفت من قبل الاحتلال الغاصب.
وبالنسبة لمعاناتهم الغذائية في الطعام والشراب فقد كان أغلب سكان قطاع غزة لا يستطيعون شراء الطحين لأن أسعاره خيالية جداً اما الخضار فلأتوجد على الإطلاق، والبقوليات قد نفذت من السوق، ولا توجد مياه صالحة للشرب أصلا. حتى المياه للاستخدام العادي غير موجود. نحن نعاني كثيرا من هذا الوضع السيئ والمخيف.
أما إذا تحدثنا عن الأطفال وماذا يأكلون؟! فقد لزم على الأم أن تدبر طعاما لأطفالها، ولا يتحمل الأطفال الصبر على الجوع - خصوصاً أن الأجواء باردة ولا يوجد ما يأكلونه أو يشربونه لتدفئة أجسادهم الصغيرة والضعيفة. بالمختصر.. لا يوجد شيء من مقومات الحياة.
ورسالتي لأهل اليمن والشعب اليمني- أننا نشكرهم شكرا لا نهاية ڵـهٍ ، هم الوحيدون من العرب الذين وقفوا معنا في كل شيء.
نشكر موقفهم النابع من مشاعرهم الصادقة فعلا -هم إخوان العرب وأسيادهم.
وكلمتي الأخيرة بدنا نعيش بسلام.
وجمعنا الحديث أيضا" مع د. تمارا حداد أكاديمية وباحثة سياسية في الشأن الفلسطيني.. حيث تشرفت بإخوانها وأخواتها اليمنيين، وعمل لقاء في وكالة رسمية كوكالة سبأ للأنباء.
بداية أشادت الدكتورة بمواقف اليمنيين المشرفة، وما يحدث الآن من احتجاز للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر من قبل القوات البحرية اليمنية، ومساندة اليمنيين للمقاومة الفلسطينية، وإن هذه المواقف العظيمة من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ورجاله الشجعان سيخلده التاريخ، وسيعلم أجيالهم بأن اليمن وقيادته الإيمانية وقفت مع فلسطين في الوقت الذي لم تقف معها أي دولة متمكنة بالمال والسلاح.
وهنا شرحت لنا الدكتورة تمارا عن وضع المرأة الفلسطينية بشكل عام والغزاوية بشكل خاص جراء العدوان الصهيوني عليها، وقالت إنها تعيش واقع صعب جدا، ومؤلم، وظالم، ومظلم في قطاع غزة.
فهي تعاني ظروفا صعبة لم يسبق لها أن عانت مثلها، ولا يوجد هناك أدنى مقومات الحياة نتيجة القصف الجوي واتباع سياسة التجويع التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي بحق قطاع غزة وقد أثر كثيرا على النساء والأطفال.
وتابعت تمارا بالقول: قرابة سبعين بالمئة من الضحايا والشهداء هم نساء وأطفال نتيجة وجودهم داخل المنازل - والاحتلال يقوم بقصف هذه المنازل على رؤوسهم، وهكذا تعاني النساء من عدم توفر المنازل أو المساكن نتيجة قصف الاحتلال لها، وهي تعيش الآن خارج منزلها، والبعض يعشن في مراكز النزوح وهي عبارة عن مدارس ومؤسسات تتبع منظمات الأمم المتحدة، وهناك بعض النساء إلى هذه اللحظة يعشن تحت الخيام، وهذه الخيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الإنسانية - بمعنى توفر المراحيض وغيرها.
ومن الجانب الصحي - هناك نساء عندما تأتيهن الولادة- لا تستطيع الذهاب إلى المستشفى نظرا لأن هذه المستشفيات قد تم قصفها على أرض الواقع -لذلك النساء الحوامل اللواتي ولدن أطفالهن في فترة العدوان - يلدن في مخيماتهن التي لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الخاصة بالولادة، حتى قطعة المنديل لا تتوفر في قطاع غزة نتيجة الحصار وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الغذائية والصحية، وان دخلت تدخل بشكل شحيح جدا- لا تكفي إلا لمجموعة بسيطة جدا جدا.
أما بالنسبة للمرضعات فهناك نساء لا يستطعن أن يرضعن أولادهن بشكل طبيعي - نظرا لعدم توفر الطعام والشراب.
ومن الجانب الغذائي والزراعي تحدثت الباحثة في الشؤون الفلسطينية على أن الاحتلال الصهيوني الغاصب قام بإحراق الأشجار لكيلا تتمكن المرأة الغزاوية من الطهي بتلك الأشجار- لأن العدو الاسرائيلي يعلم أنه لا وجود للغاز والوقود في هذه المخيمات لطهي الطعام، هذا إن وجد الطعام.
لذلك سوف تتجه المرأة إلى الأشجار لتطعم اطفالها.
كما واصلت الدكتورة تمارا بأن الجانب العائلي للمرأة الغزاوية مؤلم وموجع فهناك نساء كثيرات قد استشهد أزواجهن وأصبحن بلا معيل، وليس لهن القدرة على إعالة أطفالهن، وهناك نساء قد استشهد جميع أفراد عائلتهن، وقتل أطفالهن أمام أعينهن. ومن هنا المرأة الغزاوية تعاني الأمرين -الضغط النفسي من الأحداث المؤلمة فقد أصبحت متعبة نفسياً، والشي الآخر الوضع المعيشي - فحالها سيئ جداً وهي لا تعيش الفقر فحسب وإنما حرمان من كل شيء بسبب الآثار الكارثية لهذا العدوان.
قطاع غزة عدد سكانه قرابة مليونين وثلاثمائة مواطن، وعندما تمت عملية النزوح داخل قطاع غزة إلى المنطقة الجنوبية - أصبح قرابة مليون وثمان مائة نازح يعيشون في مراكز إيواء ومراكز النزوح.
وختاماً إخواني وأخواتي اليمنيون مهما تحدثت عن واقع المرأة والطفل الغزاوي ومعاناتهما لن تكون كافية ولن أوصلها بالشكل المأساوي الحقيقي والمفجع. بالمختصر المرأة هناك في سباق مع الموت.
كما كان لنا فرصة الحديث وختاما مع الإعلامية الفلسطينية رهام منصور رشيد القيق .. تحدثت لنا قائلة: المرأة الفلسطينية بشكل عام قدمت الكثير خلال فترة النضال، والمقاومة ضد الاحتلال - فهي مصنع للرجال وهي من ربتهم على حب الوطن، والدفاع والقتال من أجل التحرير، وكانت مشاركتها منذ بدء انطلاقة الثورة جنبا إلى جنب مع الرجل بالإضافة إلى دورها التربوي وفي الحرب الأخيرة على غزة.
ووصفت الإعلامية رهام وضع الأسرة الغزاوية بسبب العدوان الجاري على غزة - فقد تعمد الاحتلال الغاصب على إبادة الأسر الفلسطينية في قطاع غزة كاملة ثم تحول إلى إبادة مربعات سكنية كاملة دون سابق إنذار مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء بشكل يومي ومخيف.
وتابعت القيق وصف المرأة الغزاوية - طبعا هناك المرأة الشهيدة سواء الطفلة أو الأم أو الزوجة، وكان هذا سببا للتأثير على المجتمع، ولن أتحدث هنا عن الوضع النفسي للمرأة سواء من فقدت زوجها أو ابنها أو رضيعها أو بيتها فجميعكم يعلم كم هذا الأمر صعب، ولكن أثبتت المرأة قوتها، وصمودها برغم الألم النازف فهي تحاول الحفاظ على ما تبقى من أسرتها وتناضل من أجل حمايتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية التي أصبحت غير موجودة بل معدومة بسبب الاحتلال. فمنذ اليوم الأول للحرب تم قطع الكهرباء والماء، ونجد هذه الفلسطينية تمشي لمسافات طويلة من أجل جلب الماء وحمل الجلاكن سواء أكان الماء صالحا للشرب أو للاستخدام المنزلي، ونجدها تذهب لأماكن كي تشحن البطاريات، وهناك من تقف طابورا طويلا من أجل الخبز أو الماء ...الخ وهناك من توقد النار من أجل طهي الطعام وإعداد الخبز لأسرتها، فالحياة اليومية في ظل الحرب متعبة جدا جدا، وتارة اخرى خوفها الدائم على فقدان أطفالها، ومهمتها التخفيف عنهم في ظل هذه الحرب المسعورة.
وتابعت الإعلامية حديثها عن دور المرأة حيث قالت: هناك من تعمل في مجال الصحة وتعالج المرضى، وهناك من تعمل في مجال الإعلام وتقوم بفضح جرائم الاحتلال، وهناك من تقوم بدورها الطبيعي كأم في ظل الصعوبات التي تعاني منها. لا يوجد هناك امرأة لا تعمل - جميعهن لهن دور في ظل هذا العدوان المدمر.
وتابعت القيق: بأن هناك ارتفاع شديد في الأسعار يصل إلى عشرة أضعاف السعر الحقيقي، وهذا صدقاً أحدث أزمة - خصوصا إن أغلب سكان غزة فقدوا عملهم ولا يوجد لديهم دخل -خاصة أنهم عمال بالمساومة، ومنهم من يعيش على المساعدات التي دخلت، ولا تكاد تكفي لسد الاحتياجات - بسبب الأعداد المهولة للنازحين الذين بلغ عددهم حسب توثيقات وكالة الغوث 1900000مواطن.
تختتم سطور سبأ جولتها بجملة لكاتب يقول في كتابه "نجري نحو الرصاص لأننا نحب الحياة، وندخل السجن لأننا نحب الحرية" فكرة عصية على فهم السجان ولكن ما لا يفهمه الطغاة هو أن السعي من اجل الحرية والحياة ليس خيارا للشجعان وإنما مسار لا بد من السير فيه .
* نقلا عن :سبأ نت
في الأحد 28 يناير-كانون الثاني 2024 03:03:53 م