بايدن يضُر بمصالح أمريكا بدعمه الأعمى للعدو الصهيوني في عدوانه المستمر على غزة
عبدالعزيز الحزي
عبدالعزيز الحزي

من المؤكد أن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الداعم لكيان العدو الصهيوني دعماً مُطلقاً، وانحيازه الكامل للكيان الغاصب في عدوانه المُستمر على قطاع غزة، يتسبب في الإضرار بمصالح بلاده في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء هذا الدعم الأعمى من قبل واشنطن في وقت كانت تسعى فيه إلى استعادة كفة النفوذ التي مالت بقوة لصالح الصين وروسيا في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية.

ويخضع موقف إدارة بايدن من العدوان الصهيوني المُستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي للدراسة والتقييم من جميع الأطراف حول العالم، فيما يشن جيش العدو الصهيوني بدعم أمريكي وغربي مُطلق، حملة من القصف الهمجي المتواصل على قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وبلا شك فإن الدعم المتواصل من واشنطن وحلفائها الغربيين بشأن ما يصفونه بأنه (حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها) واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أي تهديدات، وإظهار التزام أمريكا العميق تجاه حليفها الصغير "كيان العدو الصهيوني" بما يشمل الدعم المالي والمساعدات العسكرية والأمنية وحشد الدعم العالمي للعدوان الصهيوني المستمر على غزة يعُرض مصالح الأمن القومي الأمريكي للخطر في المنطقة.

وتدرك واشنطن أن السابع من أكتوبر الماضي يمثل لحظة مفصلية لسياستها في الشرق الأوسط وعلاقتها بحلفائها في المنطقة، فبالرغم من التحديات الاستراتيجية التي تواجهها أمريكا في أكثر من منطقة حول العالم ومواجهتها لكل من الصين وروسيا، ومع ذلك، فإن الشرق الأوسط سيتطلب من واشنطن الاهتمام والتركيز المستمرين، وستتجه واشنطن إلى تعزيز تحركاتها في المنطقة، بعد أن كان الشرق الأوسط يبدو بعيداً عن أولويات إدارة بايدن.

وبالرغم من تجاهل واشنطن لمصالحها المعُرضة للخطر في منطقة الشرق الأوسط، لكنها تُركز في الأساس على ضمان دعمها القوي وحلفائها الغربيين لكيان العدو الصهيوني فيما أسموه (حقه في الدفاع عن نفسه).

وفي هذا الإطار، قدمت أمريكا منذ بدء العدوان في الثامن من أكتوبر الماضي دعماً هائلاً لكيان للعدو الصهيوني من خلال مواصلة تأكيد رفضها لأي محاولات لوقف إطلاق النار، بالرغم من الأعداد الضخمة من الشهداء المدنيين، وبخاصة الأطفال والنساء، والأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، بسبب استهداف المستشفيات وحملة التجويع والعقاب الجماعي.

وقد قوضت واشنطن أيضاً الجهود الدولية الرامية إلى كبح جماح استخدام كيان العدو الصهيوني للقوة الغاشمة في غزة، بما في ذلك التصويت ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى "هدنة إنسانية" لتوصيل المساعدات.

وتُصر واشنطن على عدم وقف إطلاق النار لضمان أن ينهي كيان العدو الصهيوني عدوانه إلا وقد استطاع القضاء على قدرات حماس الهجومية إلى حد كبير، وبمعنى آخر خروج الكيان الصهيوني من الحرب وهي صاحبة اليد العليا، وضمان أن واقع ما بعد الحرب يختلف جذرياً عما سبقها.

وتظُهر واشنطن التزامها العميق تجاه حليفها الصهيوني، وذلك عبر تقديم المساعدات المباشرة له لتعزيز قدراته على تحقيق أهدافه في العدوان على قطاع غزة، مع الاستمرار في تجديد المخزون العسكري الصهيوني وضمان عدم افتقاره إلى المعدات الحيوية لتحقيق أهدافه العسكرية، خاصة الصواريخ الاعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية" والقنابل الموجهة، فضلاً عن إرسال قوات خاصة أمريكية لتقديم المشورة للقوات الصهيونية خلال التجهيز للعمليات البرية.

كما قامت واشنطن بحشد الدعم الدولي لكيان العدو الصهيوني، وتظهر الصورة الأكثر وضوحاً للجهود الأمريكية لتحقيق هذا الهدف في البيان المشترك الصادر عن رئيسي الولايات المتحدة وفرنسا، والمستشار الألماني، ورئيسي الوزراء البريطاني والإيطالي، والذي تضمن التزاماً صريحاً بضمان حصول كيان العدو الصهيوني على الوسائل اللازمة "للدفاع عن نفسه".

وتسعى الإدارة الأمريكية التي وضعت مجموعة من الاعتبارات للالتزام بها في إطار دعمها الأعمى لكيان العدو الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة إلى احتواء الصراع ومنع تحوله إلى حرب إقليمية واسعة قد تؤدي إلى تورط القوات الأمريكية بشكل مباشر في القتال.

ولكن يبدو مع توسع العدوان الهمجي الأمريكي على اليمن والعراق وسوريا فإن هذا العدوان الأخرق قد يفجر الصراع في المنطقة وستكون له عواقب وخيمة على واشنطن ومصالحها وستكون هي الخاسر الأكبر في هذا الصراع.

* نقلا عن :سبأ نت

 
في السبت 03 فبراير-شباط 2024 09:08:48 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12309