|
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (22) الشاعر الشهيد عبدالكريم المحفدي .. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعرالشهيد عبدالكريم المحفدي
أُضاحِكُ أصحابي إذا كنت فيهم
وأكتم وجدا في الحشا يتضرم
ويبدو على ثغري ابتسام ومهجتي
يمزقها جرح يفور به الدم
وأحبس أنغامي لأخفي صبابتي
وأُلجم شعرا في الحنايا يغمغم
ولكن إذا غاب الصحاب رأيتني
يبوح فؤادي بالذي كنت أكتم
وأعصر آماقي دموعا سخية
كأن بقاياها على الخد عندم
وأشرح أشجاني لحونا ندية
فيحنو الدجى الآسي عليها ويرحم
وتحملها الأنسام في رونق الضحى
فتحضن ريّاها الروابي وتلثم
وتصغي إليها الطير في وكناتها
فتوحي لها سحر الغناء وتلهم
ويستل منها الورد سرّ عطوره
ويأخذ عنها الروض ما ليس يعلم
فإن ناح طير قلت هذي قصيدتي
وهذي شجوني في صداها تدمدم
وصرت إذا مارمت أتلو قصائدي
ففي صفحات العشق شعري يرنّم
رحلة الأيام
أنا في رحلة الأيام
ألقى الله رزاقا
فليس بغير باريه
يشع الكون إشراقا
وليس لغير رب العرش
يدنو الرأس إطراقا
وليس لغير نور سناه
كان الحب خفاقا
ولي قلب إلى الأجواء
والانواء قد تاقا
أحب الخلق والأرواح
إقبالا وإشفاقا
وحُرٌ قلبيَ الفاني
على نهج الهدى راقا
كذاك الشعر كان الشعر
للأحرار مصداقا
عشقت الزهر والأشجار
أوعية وأوراقا
وفوق عروق أغصانٍ
كتبت الشعر مشتاقا
تبعت الذكر خلف خطاه
عاش القلب تواقا
لبست الورد ذا الأنداد
أردية وأطواقا
نبذت السوء والأكدار
والأحقاد إطلاقا
رعيت الفكر معطاء
ولماحًا وخلاقا
ركبت البحر ذا الأمواج
منسابًا ومنساقا
سمعت الدر في طهر
يناجي الله أعماقا
كذاك القلب حين صفا
حباه الله أرزاقا
وصار بغير أحوالٍ
معين الحب إذ ذاقا
الشاعرالشهيد / عبدالكريم محمد المحفدي
في ذكرى انتصار الثورة 21 سبتمبر 2014 م
سبتمبر الميمون
شعب السعيدة قد ثارت ثوائره
وزمجرت ــ لهبًا ترغي ــ مشاعِرُهُ
في شهرِ ( سبتمبرِ )الميمونِ قد طَلعت
شموسُهُ واختفت ــ ذُعراً ــ دياجِرُهُ
مضى بكل معاني البأس يدفَعه
للثأرِ عزمٌ يَشِلُ الهولُ بَاتِرُه
وفي يديه سلاحٌ من إرادته
عليه تبدو المنايا وهو شاهِرُهُ
تشق صيحاته الأجواء يهتف بالـ
ــحماسِ حتى لقد بُحَّت حناجره
وانقضَّ يهدر كالأمواج ، يقذفها
بحرٌ تلاطم بالإعصارِ هادِرُهُ
تُرَابُه الحُرُّ يأبى أن تُلوِّثَه
أقدامُ طاغٍ ، وقد طابت عناصره
شعبٌ جثت عنده ذُلاً لهيبته
طُغاته ــ وانحنت رُعبًا جبابِره
***
ويكره الضيم مهما كان صانعه
طبع تعوَّد لا يقوى يُغادره
لمَّا رأى المجد مقروناً بِثورته
هانت عليه فلم تصعب مخاطِره
فثار في وجه أعداءٍ له فهوَوَا
وأُسقِطَ الفردُ إذ دارتْ دوائره
وهبَّ مُنتفضاً يَسمُو لغايته
لمَّا صحا من سُبَاتِ اليأسِ ناظره
رنــا إلى الفجرِ مُختالاً بموكبه
فجدَّ في خطوة السامي يُسايره
محلقاً خَلْفَ آفاقِ العُلا يــَقظًا
في عالم شمخت ــ نصرًا مَظَاهِرُهُ
وأشرقت فيه دنيا السعد باسمة
يَزِيْنُهَا ألفُ فَجْرٍ رفَّ عَاطِرُهُ
ـ *******
فجرُ التحررِ من أغلالِ مُضْطَهدٍ
كم جرَّع الشعب ويلاتٍ ــ تآمره
فجرٌ أشعته عدلٌ وحريةٌ
والنصر والوحدة الكبرى مَنَائِره
2017 - 9 - 21 م
قال .. وهو في جبهة الحدود المرة الأولى ..
أذن الله أن انال مرادي ..
وأنال الفخار بين العباد
شاء لي أن أعيش حرًا طليقًا..
رافع الرأس رغم أنف الاعادي
فكسرت القيود قسرًا ومزقت..
عروش الطغاة في كل نادي
أنا إن ثرت فالوجود جحيم
مستديم الإبراق والإرعاد
أنا من قوة الإله جنودي
ومن الحق قوتي وعتادي
أنا بركان نقمة أنزل الويل
على كل مجرم متمادي
أسحق الظالمين في الكون سحقا
وأحيل الفساد مثل الرماد
وأبيد الجناة عن تربي الطاهر
من كل كافر بالمبادي
عشت دهراً بين الظلام أناجي
حلمي كل لحظة وأنادي
وجرعت الشقاء والبؤس ألوانا
وأذعنت للخطوب الشداد
بين ظلم وشدة وبلاء
وصراخ وشقوة واضطهاد
يعبث الحاكمون فيَّ ويقضي
كيف شاء الطغاة في إخمادي
وتدوس اللصوص مجدي وتمتــ
ــص دمائي مقاصل الجلاد
ثلث قرن من الزمان وحقي
ضائع والحمام بالمرصاد
ثلث قرن من الزمان وصوتي
خافت لايحيد عن أورادي
ثلث قرن قدمته أطلب الفجـــ
ـــر واشتاقه بقلبٍ صاد
ثلث قرن وجحيم الثأر
يرغي مزمجراً بفؤادي
كان مر العذاب فيه شرابي
وسياط الجلاد قوتي وزادي
هيأ الله لي على طول ظلمي
نخبة جددت عهود الضاد
وقفت في الوغى لتنبذ أغلالي
وهبت تصول كالآساد
وطوت دولة الفساد وزجتـــ
ـــها وراء الوجود والآباد
وإذا الله شاء إحياء شعب
حاطه من بنيه بالأمجاد
قال .. قيل لي في إحدى المواطن من أنت ؟
فأجبت:
أنا دنيا زعازعٍ ورياحِ
لاتسل عن تمردي وجماحي
من هدير الرعود قصف أناشيدي
ومن خفقة البروق جناحي
ما الأعاصير غير أنفاسي السُّحم
وما النار غير نفث جراحي
لا أبالي الخطوب تزأر حولي
وتصب المنون في كل ساحِ
ألتقي الهول مزدهيَ البشر جذلانا
فينأى عني مهيض السلاح
وتخر الهموم تحتي إذا ما
رُمنَ إطفاء بسمتي ومراحي
والرزايا إذا عوت في دروبي
أخرستها إيماءة من رماحي
أنا أمضي على شفار. المنايا
والظلام الرهيب ملقي الوشاح
تفزع الليل ومضة من يراعي
وتفيق الدنى على إصباحي
أنا غَذَّيت بالصواعق أنغامي
ولوَّنت باللهيب صداحي
وترامت من مزهري صرخة الثوار
قد رتلت نشيد الكفاح
يعلم البغي ماقصيدي إلا
حممٌ لعلعت وزأر رياح
يعلم الظالمون أن صداحي
حين يدوي عصفُ القضاءِ المتاح
صغت من موجة اللظى نُغُمَ البأس
وأغرودة العلى والفلاح
مَن الآتي ؟؟
سأكتب في الهوى نظمًا
وأرسله إلى صحبي
وأرسل باقةً تُحيي
صباباتي وأشواقي
فهل يُبقي الهوى صحبي
وهل تبقى صباباتي
وهل تدري
بما يجري
لكي تنسى ملاقاتي
لكي تنسى صداقاتي
لكي تنسى محاكاتي
إذاً فاسمع رواياتي
لأنك صاحبي حقًا..
ونعم الصحب أبياتي
لذا هل عشت أبياتي ؟
وهل تدري
بما في النظم من روحٍ
تناجي كل أوقاتي ؟
مَن الآتي ؟؟
لعلي لا أرى أني
أُأجج نار صبواتي
وأحفر في جدار الشوق آهاتي وأنّاتي
لذا فاسمع منجاتي
فأنت الشوق حين هما
وأنت سلو اوقاتي
فما سر الهوى قل لي
لعلك سر نبضاتي
من الآتي ؟!
وقال في استشهاد المنشد الشهيد علي غراب
أنت من؟
ياكياناً فرَّ من قيد الزمن
يا ملاكاً ملَّ محدود البدن
يانقاءً لم يصفّد في كفن
ياشموخاً للذُرى
ترتوي منه السموات العلى
مااحتواك الكون ياروح الدُنى
ياضياء صار بدرًا للملا
هدني الشوق إليك
وانطوى قلبي أسيرًا في يديك
هل تراني ارتقي عزاً إليك ؟
أم منالُ العز مقصور عليك؟
يامنارًا للدروب
ياسراجًا ضاء في عمق القلوب
ياسنانًا زان أفلاك الحروب
ياعليًا صار فخرًا للعلا
ياضياء شع في عمق الفضاء
هل قضيت ؟
هل حواك اللحد في جلباب ميت ؟
هل طواك الدهر فيمن قد طوى ؟
هل نعاك الكون بدراً للنوى ؟
ألف لا .. ألف لا
قالها الباري تعالى للملا
أنت حي في مدى الأعلى علا
في سبيل الله أثبتّ الولاء
يا ربوع الكون صيحي : قد أتى
للجنان الغرِّ في الحُسن فتى
فاتقوا… لاتحسبوه … ميّتًا
إنه حي بفردوس الخلود
عند رب الكون يرقي في صعود
أنت يا نجل غراب سيدي
لاتلمني إن رجعت القهقرى
قد عجزت اليوم أن أرقى الذرى
واعتليت الأفق ملكاً للورى
لم أقل..
إنني قد صغت شعرًا بالقلم
عن شهيد بات فخرًا للأمم
بل نشيداً في قراطيس الألم
صغته بالقلب أورادا ودم
ما ظننت الشعر يجدي أو يفيد
أو سلاح الدمع من عجزٍ يذود
فالمنادى لا نهائي الوجود
إنه يا كلُّ دنيانا الشهيد
*نقلا عن : المسيرة نت
في السبت 03 فبراير-شباط 2024 10:17:43 م