|
المرتزقة فضحوا أنفسهم عندما تحركوا فجأة ضد عاصمة اليمنيين (صنعاء)، فقد أزعجتهم عمليات الإذلال التي تعرض لها سادتهم الأمريكيون على أيدي الجيش اليمني الباسل، كما أزعجهم التضامن الشعبي اللا مسبوق مع فلسطين؛ ولكن أكثر ما أزعجهم هو رسائل الحب والتأييد والفخر والعرفان التي تصل إلى اليمن من كل بقاع العالم، بسبب الموقف الذي يعتبر من أشرف المواقف التي ساندت ودعمت الشعب الفلسطيني في مواجهة المحرقة التي تجري هناك منذ أكثر من ثلاثة أشهر... وهذا طبعا يزعج الأذناب الذين اعتادوا أن يهانوا ويداسوا تحت الأقدام!
يقول أهل اليمن: «ما يعز الله هيِّن»، وهذا فعلا ما نراه اليوم في موقف أنظمة العمالة العربية، وفي موقف مرتزقتهم المحليين رخيصي الأجر؛ فبدلا من شعورهم بالفخر، أو على الأقل الارتياح وهم يرون من يذلهم وهو يذل، ومَن يدمر ويحاصر فلسطين، وهو يعوي من شدة الوجع، فإذا بهم يعرضون أنفسهم للذل مجددا حين يقفون ضد اليمنيين، رغم الهدنة المعلنة منذ أكثر من سنتين، حتى يشغلونا عن نصرة فلسطين!
لا أريد أن أقول ما لا يليق، حتى وإن كان أسوأ ما يخطر ببالي لا يوفيهم حقهم من الإهانة والشتم؛ ولكن أقل ما يمكن أن يقال أنهم صاروا صهاينة بالفعل؛ يتصرفون فيما يصب في مصلحة الصهاينة، ويتكلمون مثلما يتكلم الصهاينة، ويعادون من يعادي الصهاينة، ويخدمون من يساند الصهاينة، فبماذا نسميهم؟! إن كان الله سبحانه وتعالى قد قال في موقفهم هذا: «ومن يتولهم منكم فهو منهم»، فكيف نأتي نحن لنبرئ هؤلاء الأذناب؟!
من لم يدرك أهمية الموقف اليمنـــــي فليبتلـــع لسانـــه ويسكت، وقريبا ستجـــدون أشخاصاً حول العالم يتشبهون ويقلدون اليمنيين في ملابسهم وتصرفاتهم ولهجتهم، ويتمنون لو كانوا يمنيين، وسيصرخون كاليمنيين... وأما هؤلاء الإمعات التافهون، الذين يلبسون ويتكلمون مثل مشغليهم بمناظرهم المضحكة والغبية، فسيظلون كمشغليهم بلا هوية ولا كرامة ولا دين، وحتى الصهاينة لن يرضوا بأن يعتبروهم منهم!
أما عن الموقف اليمني فهو ثابت لا يتغير، بل يمكن أن يتغير؛ ولكن نحو الأعنف، ولن تمر سفينة صهيونية ولو اجتمع العالم ضدنا، وحتى لو أضافونا إلى قائمة «الإرهاب» الكوني، ولو أشعلوا كل الجبهات، بل ولو وضعوا الشمس في يميننا والقمر شمائلنا على أن نترك هذا الأمر ما تركناه... الحل باختصار: أن يوقفوا عدوانهم على شعب فلسطين، ويفكوا الحصار عنهم. ومتى وصلتنا رسالة من أهلنا في فلسطين بأنهم راضون فسنفك حصارنا، أو فقد سمعوا ردنا الذي صدحنا به عاليا: «ما نبالي، واجعلوها حرب كبرى عالمية»!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 04 فبراير-شباط 2024 08:08:19 م