سلسلة روائع الأدب اليمني.."25" الشاعر أسدالله باشا
حسن المرتضى
حسن المرتضى

سلسلة روائع الأدب اليمني.. (25) الشاعر أسدالله باشا .. إعداد حسن المرتضى

مجموعة من روائع الشاعر أسد باشا

 
 

(مَوْلِدُ النُّور)

الشَّعبُ مُذ بُعثَ النبيُّ المصطفى

صلَّى عليهِ تشيُّعاً وتصَوُّفا

 

صلَّت سواحلُنا عليهِ وسلَّمتْ

وسهولُنا وجبالُنا مُذ شرَّفا

 

وتسابقتْ أرواحُنا ملهوفةً

للقائه كالموجِ يحملُها الوفا

 

هو نبضُنا وهواؤنا وضياؤنا

وهو السَّلامُ هو المحبةُ والصَّفا

 

هو رحمةٌ للعالمين ومولدٌ

للنورِ ” باركَهُ المُهيمنُ واصطَفَى

 

بالحقِ أُرسِلَ شاهداً ومبشّراً

في أمَّةٍ كانت تعيشُ(على شَفا..)

 

فاستبشرَ المستضعفون وهلّلوا

فرحاً” وخرّ الكُفرُ قاعاً صفصفا

 

صلُّوا على طه الحبيب وآلهِ

مَن بالهدى أحيا القلوبَ وألَّفا

 

صلُّوا على طه الحبيبِ وآله

من قارعَ المستكبرين ومن نفى

 

صلوا على طه الحبيب وآلهِ

صلواتِ نصرٍ في المعارك واقتِفا

 

صلوا على طه الحبيب وآلهِ

ماطاف قومٌ بين(مروةَ) و(الصفا)

 

هو صادقُ الوعدِ” الأمينُ مُحمَّدٌ

من حرَّرَ المستعبدينَ وأنصفا

 

لولاهُ ما نهضتْ إرادةُ أُمَّةٍ

ثَكلى” ولا بَسُمَ الزمانُ وأورفَا

 

أعرابُ نجدٍ والذين تأمركوا

باعوا المبادئَ لليهودِ تزلُّفا

 

هُمْ يحتفون ويقتدون (بناقةٍ)

والشعبُ بالمختارِ جمهرَ واحتفا

 

عبر العصورِ ولاؤنا لنبيٍّنا

وسراجُ حكمتِنا العظيمةِ ما انْطَفا…

 

إن كان فرحتُنا بمولدِ أحمدٍ

بِدْعاً” وحُبُّ الأولياءِ تخلُفا

 

فلتشهدي يا أرضُ أنّا أُمَّةٌ

خُلقت لإحياءِ النبي المصطفى.

 

(منظومة الإيحاء)

ماذا أقولُ وقد بُعثتَ مُجَدداً

وبأيِّ حرّفٍ أستهلُ المولدا

 

 وجهُ القصيدِ بدا أمامكَ خاشعاً

خرّت مدائحُهُ لوجِهك سُجدا

 

وتعطَّلت منظومةُ الإيحاءِ” في

خَلَدي الكلامُ من الذهولِ تجمّدا

 

طه” وتنصهرُ الحروفُ محبّةً

وتفيضُ عشقاً إن ذَكرتُ محمدا

 

ماذا أقولُ ومِن شذاك تعطَّرتْ

جُمَلٌ وحرفٌ من سناك تعسجدا

 

 ذابت حَنِيناً في هواكَ مشاعرٌ

والشعرُ أضْحَى ناسِكاً مُتعبّدا

ماذا أقول وفي يدَيَّ قصيدةٌ

عطْشَى تَرومُ على يدَيْك الموردا

 

ماذا أقولُ وفي الفؤادِ صَبابةٌ

منها جُنونُ العاشقين توقَّدا

 

طه” ويحتفلُ الوجودُ مُهلِلاً

ومُكبراً والأرضُ تغدو مسْجِدا

 

 بربيعِك النبويِّ تخضَرُّ الدُّنا

فلأنتَ غيثُ الكونِ ياعلمِ الهدى

 

وافيتَ والثاراتُ تأكلُ بعضِنا

بعضاً وسيفُ العدلِ يأكُلُهُ الصدا

 

وافيتَ والطاغوتُ فوقَ رقابِنا

لا شيئَ يعلو صوتَه غيرَ الصدى

 

لمكارمِ الأخلاقِ جئتَ مُتمِّماً

بالحقِ تصلِحُ والهُدى ما أُفسِدا..

 

 فأقمْتَ بالدِّينِ القويمِ عدالةً

وأزحتَ ليلاً_بالمكارمِ_أسودا

* *

ياسيداً كشفَ الإلهُ بنورِهِ

عن وجِهِ عالَمِنا الغشاوةُ فاهتَدى

 

ياسيداً مَسحَ الرحيم بكفِّهِ

عن أمتي بؤسَ الزمانِ وأسعدا

 

 ياسيداً رفعَ القديرُ بقدرِهِ

قدرَ الشعوبِ حضارةً وتمدُّدا

 

 ماذا أقولُ وقد رأيتُك أُمَّةً

والشعبُ أصبَحَ بالوَلاءِ مُحمَّدا

 

ماذا أقولُ وقد رأيتُك في دمِ الـ

 

أنصارِ بأساً للجهادِ تَحشّدا

ورأيتُ في الجبهاتِ نورَك ساعِياً

 

بالعزمِ مدَّ المؤمنينَ وأرْشَدا

 

ماذا أقولُ وقد رأيتُك صارِماً

بيدِ الرجالِ على الغزاةِ مُهنَّدا

 

 في(مأربَ)التأريخِ خُضتَ ملاحِماً…

في(السَّاحِلِ الغربي)أرديتَ الرَّدى

 

بأُولي النُّهى والبأسِ نورُكَ سيِّدي

للقدسِ شَقَّ لنا الطريقَ وعبّدا

 

 فابيضَّتِ(الأيامُ)بعد سوادِها

وتنفَّسَ الصبحُ الحزينُ وأنشدا

 

أنت الصراطُ المستقيمُ تباركتْ

أممٌ تسيرُ على مسيرِك سرْمَدا

 

طه “وسرُّ الله في أنصارِهِ

وكأنَّنا خبرٌ وأنت المُبتدا

 

 يا خاتمَ الرُّسلِ الكرامِ ولم تزلْ

أرواحُنا والنَّبضُ يهتِف أحمدا

 

 صلَّى عليك اللهُ في عَليائهِ

ما طارَ بُركانُ الإباءِ وغرًدا

 

 صلَّى عليك اللهُ في عليائهِ

ماقتَّلَ الجيشُ الغزآةَ وشرَدا

صلَّى عليك الله في عليائهِ

ما أطلقَ الشعبُ الشعارَ وردَّدا.

 

(قدوةُ الأحرار)

تفيضُ دماؤهُ عزّا ونصرا

ونتلوهُ مدى الأيام فخرا

 

 هو المصهورُ في دمنا إباءً

حليفُ الذكر أخلاقا وطُهرا

 

 رأى ليلَ الضلالةِ قد تمادى

وخلف سياجهِ الأحرارُ أسرى

 

 رأى الأعراب في الإسلام أضحتْ

تضخُّ السُّمَّ أحقاداً وكُفرا

 

وسيفُ الحقّ والقرآنُ يشكو

إليهِ الناسَ خُذلاناً و هَجرا

 

 وأُمّة جدّهِ خوفَ المنايا

تلوك الويلَ إذلالاً وقهرا

 

وجُندُ(أميةٍ)بالفُسقِ عاثوا…

وأفسدَ حُكمُهُم براً وبحرا

 

فثار إمامنا(زيدٌ) عليهِ

سلامُ الله ضد الظُّلم جهرا

 

ومدَّ ثباتهُ للحقِّ جيشاً

وعبّدَ صبرَهُ للعزِّ جسرا

 

 وهل مثلُ الإمام يطيقُ صمتاً

وهل مثل الإمام يقولُ عُذرا…؟

 

 هو العلم المجاهد ذو خصالٍ

تَجلّيها لنا عِبَراً وذُخرا

 

تُعلِمُنا الثباتَ على خطاهُ

سيوفٌ مارقاتُ الحدِّ حرّى

 

فلم نكرهْ حرارتها وإنا

أعزاءٌ بنا التأريخُ أدرى

 

ولن نخضع”وقد صلبوهُ فينا

ليبزُغ في بني الأنصار فجرا

 

 سيبقى قدوة الأحرار رمزاً…

كتاباً في يد الأجيال يُقرا

 

 كما كان الحسينُ”بكربلاءٍ

يضيءُ هدايةً ويفيضُ نصرا

 

ونحن نسيرُ خلفهما اقتداءً

لندحرَ حلف(امريكا)و(إسرا…)

 

 سنبقى نرفعُ الراياتِ خُضراً

ونحملُ همًّةً للدّين كُبرى

نتابعُ نهج قادتنا امتداداً

وننشرُ سيرةَ الأطهار عطرا

ولسنا من نذلُّ هنا ولكن

نفجّرُ ثورةً ونُعدُّ أُخرى.

 

  شُرفةِ القدرِ

(صوفيّةٌ)أشرقتْ في أجملِ الصّورِ

لكنّني شغفاً أرخصتُها عُمُري

 

أهديتُها القلبَ أزهاراً يتوِّجها

والرّوحُ أرسلتُها عِطراً مع السّحرِ

 

أسقيتها الدّمَّ حتى أسفرتْ ألقاً

ومن سما الشعرِ قد أغدقتُ بالدُّررِ

 

ماذا وقد أنهكَ التفكيرَ.. غائرُها

من أين آتي لها بروائع الفِكَرِ؟

 

وعاصفُ الوجدِّ أزماناً يُجردُنا

ربيعُهُ الحرُّ من زرعٍ ومن ثّمرِ

 

وحدي أُغني لها حزناً وعاطفةً

ويعزفُ الكونُ آهاتي على الوَتَرِ

 

ككعبةِ الله فوق الأرض حُرمتُها

وفي السماواتِ للعشاق كالقمرِ

 

واليوم أُبصِرُها ظبياً تكنّفها

قطعانُ(وحشٍ)من الذؤبانِ و(الهمَرِ)

 

أمامَ عينيَّ نابُ الوحشِ تنهشُها

والحظُّ كالنّبلِ معقودٌ على نحَري

 

و(قطعتانِ)من الألماسِ مابرحتْ

عنها مُخيّلتي يوماً من الصِّغَرِ

 

لا السّلمُ أسعفني حبلاً أرومُ بهِ

وصلاً ولاطُلتُها بالنّوحِ ياقدري

 

جوارحُ(الليلِ)كالمصلوبِ تأكلُني

حيّاً وفي القلبِ أشواقٌ إلى السّفرِ

 

لا الموت أبقى على روحي ولا أحيَتْ

موتي ابتهالاتُ(إصلاحٍ)و(مؤتمرِ)

 

ياسائلينَ لمَ الكلماتُ مبهمةٌ

وأحرُفي وجهُها مُتقلّبُ الصُّورِ

 

يُنبيكُمُ خافقي فالنبضُ ترجمةٌ

من وحي مضطَهدٍ بالآهِ والسّهرِ

 

ماكُنتُ مُعتقداً في عالمي أبداً

من بعدِ مقتلنا ألقاك ياعُمُري

 

طفلاً-بفطرتهِ- فرحاً ومنشرحاً

في مولدِ النّورِ والغاراتُ كالمطرِ

 

سُحقاً لعاصفةِ التحريرِ ياقلمي

فابعثْ لها الردَّ مقذوفاً إلى السُّررِ

 

واعصر لها مهجتي كأساً مُقددًّةً

من علقمٍ مضَضٍ أو جذوةِ السّقرِ

 

هاقد أتيتُ كما جاء(الرسولُ)هُدىً

أشفي بهِ أُمّةً تشكو منِ الضرر

 

أُحيِ العبادَ وقد ماتتْ ضمائرُها

فلتتقي دولُ البترولِ من خطرِ...

 

حرفي الصواريخُ حاشاها إذا انطلقتْ

تُبقي الشظايا لأهلِ الشّر من أثرِ

 

والشّعرُ قنبلةٌ نوويّةٌ صُنعتْ

من عزمِ شاعرها المصهورِ بالظّفرِ

 

من بأسِ ألويةٍ وكتائبٍ خُلِقتْ

الحقُّ في دمها كالسمع والبصرِ

 

من أُمّةٍ ذرفتْ كالغيثِ عبرَتها

فاستجمعتْ همماً أقوى من الحجر

 

دعها فقدْ جَلَبتْ للخزي ساستَها

عواصفُ الحقدِ ترمينا بلا حذرِ

 

جاءت مُعجرفةً تُلقي ضغائنها

والموتُ يرصدُها من شُرفةِ القدرِ.

 

*نقلا عن : المسيرة نت

 
في الإثنين 05 فبراير-شباط 2024 09:26:41 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12352