شاعر الصمود .. تَنَافُس القصيدة الشعبية على الإبداع والصمود
وليد الحسام
وليد الحسام


  في هيئتها المختلفة ونَفَسِها اليمنيّ الأصيلِ المُفعمِ بالصمود والمُتَجَددِ في الأسلوب والخطاب والخيال تتنافس القصيدة الشعبية اليمنية على تحقيق التميّز والإبداع في تظاهرةٍ مثالية نظمتها (مؤسسة دمون الثقافية) وتبثه قناة اليمن الفضائية _من اليمن _ وتتجسد تلك التظاهرة الشعريّة اليمانيّة في البرنامج المسابقاتي الرمضاني ((شاعر الصمود)) الذي يواكب بعنفوان شعرائه وشلّالات نتاجاتهم المتدفقة بالخيال الشعريّ ما تعيشه اليمن من حالة صمود وثبات وانتصار في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي .

  ربما تظهر ملامح الثورات الحقيقية في صور هذه الفعاليات المتسقة تماماً مع المراحل والظروف التي تمثل نوافذ وطنيّة لتقديم إنموذجاً فعليّاً لإثبات المواقف الوطنية المُشَرِّفة والأنشطة التوعوية الهادفة التي تُسهم بدورها في بناء وعي أفراد المجتمع وإيصال رسالة الوطن إلى الشعب بأسلوبٍ جذّاب زاخر بالتشويق والترفيه .

   كنتُ حاضراً في الإعداد أيام التسجيل قبل العرض والبث المباشر، وكنتُ أرى الحماس يغمر وجوه الشعراء المتوافدين من مختلف المحافظات اليمنية واللّهفة تملأ نفوسهم للتسجيل والمشاركة ، وحديثهم العام يبدو لوحة أو يافطة مكتوب في رأسها عبارة كأنها العنوان أو الغاية «جئنا للمشاركة من أجل اليمن » كان الشعراء يهمسون لي بالحديث دون استدراجٍ بأنّ هدفهم من المشاركة هو إيصال أصواتهم الحُرّة إلى تحالف العدوان عبر الأثير الإعلامي ليعرف العالم أنّ الشاعر اليمني يمثل جبهة قوية في وجه العدوان الحاقد ، وهأنا اليوم من خلال متابعتي للبرنامج أجد اليمن هي العنوان الأول للشعراء ، ولا أحتاج هنا أن أتحدث عن الشعراء وإمكانياتهم الإبداعية لأنهم يقدمون أنفسهم من خلال أعمالهم ربما بصورةٍ أجمل وأكمل مما لو حاول أن يقدمهم كبار النّقاد، فما يقدمونه من نصوص بما تتمتع به من قدرات فنية تجديدة تستحق أن تُجمعَ في ديوان واحد وتُطبع وتُنشر وتستحق كذلك أن يُكَرّس جهابذة النُّقاد أقصى جهودهم لتقديم دارسة شاملة فيها .

  لا أنسى أن أُنوّه هنا إلى تميُّز لجنة التحكيم وكفاءة أعضائها التي تظهر من خلال قراءاتهم وأرائهم في النصوص بصدق وجرأة الناقد المتكمن ، وما لفت انتبهي _أيضاً_ أنها تبدو تشكيلةً فريدةً لأساتذة أكاديميين من محافظات يمنية مختلفة إذ نجد فيها حضوراً للشمال والجنوب والمناطق الوسطى دون تفريق ، وهذا ما يجعلني أشعر بأن الوحدة اليمنية متجذّرةً في عمق روح الإنسان اليمني في كل الظروف والمراحل .

  أهنئ اليمن بهذا الزخم الإبداعي المكتنز ، وأهنئ كل المشاركين بابتهاج شعبنا واعتزازه واحتفائه بما أنتجته خيالاتهم المتفرّدة ،، أحيي (مؤسسة دمون) على اهتمامها وتنظيمها لهذا العمل الذي يسجل خطوةً بارزة لمؤسسة ثقافية رائدة .. وأشكر كلّ من ساهم وشارك في سبيل إنجاح هذا البرنامج الذي يُعد نافذة عطاء يمانيّ ومتنفساً شعريّاً لإبداعات الشعراء .



في السبت 25 يونيو-حزيران 2016 12:12:05 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=125