|
يفاوِضُون لاستمرارِ العدوان على بلدهم وشعبهم، ونفاوض لإنهاء العدوان ووقف إطلاق نار كامل.
ويفاوِضُون لاستمرار الحصار براً وبحراً وجواً، غير عابئين بوفيات الفشل الكلوي والكوليرا وسوء التغذية وجرحى مجازر تحالف أربابهم بحق أطفال اليمن ونسائه ومَدَنييه وعماله وفلاحيه. ونفاوض لرفع الحصار عن حبّة الدواء وحبة القمح وكُرّاسة المدرسة ووقود المصنع والمشفى والحرَّاثة وسيارة النقل والمدفأة والمطبخ، وتمكين الجرحى والمرضى والطلبة والمسافرين لشتى المعايش ومناشط الحياة المشروعة، من منافذَ آمنة جوية وبرية وبحرية، كحَقٍّ أصيلٍ يسمى حق الانتقال والسفر وفق نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تصم جلبة الاحتفال بذكرى توقيعه آذان المحرومين والمستضعفين والمهروسين بجنازير الاستكبار الكوني الأمريكي، ولا ولم تطرح مضامينه ثمرة ناضجة واحدة في أكواخهم.
يفاوِضُون باسم حرية الـ «إف 16، وتايفون وتورنيدو» في تلبيد زرقة سمائنا بأدخنة الكراهية والموت، وتعبيد التراب بأشلاء ضحايا غاراتها، وبردم وركام المشافي والمدارس والبيوت والمنشآت الخدمية التي تقوضها صواريخها فوق هياكل قاطنيها ونزلائها ليل نهار طيلة نحو نصف عقد من شبق القتل لوجه القتل. وعلى الضفة الأُخْرَى نفاوض لاستعادة زرقة السماء وحرية العصافير والنوارس في الطيران والتحليق غدواً ورواحاً في فسحتها آمنة من أن أجنحتها لن تعلق في محركات ومراوح وأشداق وحوش الجوّ. ونفاوض باسم نجوم سماء يحاولون سرقتها لصالح فنادق الـ «5 نجوم».
في السويد وفي كُـلّ جولات التشاور السياسيّ قبلها، كنا ولا نزال نمثل صوت الحياة وهجس المسحوقين والمعذبين وأحلام الأطفال وريشات كراريس، ورسومات نتنفس هواء المستقبل الطلق من رائحة ونزق ووداعة خربشاتها، بينما كان وفد تحالف «الشر» ولا يزال يمثل شهيق وزفير صدور القتلة الكونيين، وهي تفور بشبق افتراس اللحم البشري والأنفس المحرَّمة والالتذاذ بالإصغاء لموسيقى تقطيع الأوصال وخشخشة مناشير القصابة وهي تشق طريقها في عظام الطريدة.
صواريخنا وبنادقنا والنفوس الزكية التي نبذرها في تربة الوطن بالآلاف، كانت ولا تزال موقوفة لوجه تحرير لقمة البشر المفقرين، ورواتبهم، من أشداق القراصنة وسُرَّاق الأقوات المتخمين، وفك رقاب الأسرى بمن فيهم معتقلو خصومنا المخفورون في السجون السرية «للتحالف» برسم تسلية ضباط وجنود الاحتلال، وتوفير مسرح بشري موقوف على هوسهم في مزاولة الاعتداءات الجنسية دفعاً للضجر ورتابة الوقت وإيقاع «النوبتشيات المكرور».
أضحى جلياً للعيان المحلي والعالمي اليوم، أن مستوى الألم المتفاقم الذي ألحقناه ونلحقه بـ«تحالف قوى العدوان الأمريكي»، هو ما يرغمه على الجنوح لمشاورات الحل السياسيّ، كما أضحى جلياً أن خشية أدواته المحلية من فقدان مزايا الإقامة الفندقية برواتب مقدارها «100 مليون دولار» لما يسمى حكومة «الشرعية»، هو ما يحول بين اليمنيين وبين رواتبهم ومعايشهم وأمنهم وسكينتهم وبلوغهم ضفة السلام والاستقرار في كنف تسوية سياسيّة كانت ممكنة بالأمس ولا تزال كذلك اليوم لولا خلطة عملاء عجزت في أن تجعلَ من الوطن فندقاً، فقايضته بفندق وكشف رواتب ملكية مخصومة من ثروات الجمهورية اليمنية.
في السبت 15 ديسمبر-كانون الأول 2018 08:42:50 م