|
ما يجري في غزة من عدوان صهيوني، وإبادة، وتجويع، وحصار، وسط صمت عربي مخزٍ وفاضح، يجعل الإنسان يخجل من كونه عربياً، ويعيش في هذه الخارطة العربية.
قد نتغاضى عن الصامتين الخائفين من سطوة الكيان الصهيوني وتخويفه لهم، لكن كيف نتغاضى، وكيف يتغاضى التاريخ والإنسانية عن العرب الذين وقفوا مع الصهاينة في قصف غزة، واشتركوا مع بني إسرائيل في سفك دماء الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين؟
أي وجوه يمتلكون، وأي وقاحة وقبح يحملون بداخلهم، وأي عروبة يدَّعون الانتماء إليها، وأي دين يتعبَّدون الله به، رغم أنهم يرون أنفسهم أنهم المركز الإسلامي العربي، وأعني السعودية وتليها الإمارات، وثالثة الأثافي دويلة البحرين التي لا أدري ولا يدري أحد كيف يصف وقاحة الأقزام الذين يتطاولون بكل عقد نقصهم؟
أدهشت اليمن العالم بوقوفها مع غزة، رغم الحصار والعدوان الذي ينصبُّ عليها منذ ثماني سنوات ولم يتوقف إلى اليوم، فاليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي اجتمع شعبها وحكومتها قلباً وقالباً على نصرة غزة، والوقوف بوجه الصهاينة وقصف مستعمراتهم، واحتجاز سفنهم وحصارهم حتى يتوقفوا عن عدوانهم على غزة. وقد ترك هذا الفعل أثراً وضرراً كبيراً على الكيان الصهيوني، وجعله يتخبط في ليله الدامس. لكنَّ ما قامت به اليمن قد أزعج بعض الجيران الذين بادروا إلى مدِّ جسور برية عبر الأردن لإيصال الإغاثة والغذاء والدواء واللحوم والخمور، وكل مستلزمات الرفاهية من أجل إيصالها إلى الكيان الصهيوني، لأنهم لن يستطيعوا أن يناموا والصهاينة محاصرون ومحرومون من هذه الرفاهية، كأنهم ينفذون وصية سابع جار، ويطبقون الحديث الذي يقول: والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع!
مادامت السعودية والإمارات تدخل الغذاء إلى الصهاينة فلماذا لا يقومون بإدخال الدواء إلى غزة، باعتبار أنهم أبناء جلدة واحدة، ودين واحد؟
لن يسقط هذا العار عن الخليج إلى يوم القيامة، وسيبقى وصمة في جبين أجيالهم المتلاحقة الذين يربونهم على حب اليهود والغاصبين، وكراهية إخوانهم العرب.
أما البحرين التي حشرت نفسها في التحالف لقصف اليمن، لأن اليمن يحاصر “إسرائيل”، فهي أتفه من أن يتم البصق عليها. وسيدفعون جميعاً ثمن هذه الفاتورة الباهظة، وسيبقى اليمن شامخاً إلى آخر الدهر، كما هو شامخ منذ الأزل.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 19 فبراير-شباط 2024 03:43:41 ص