|
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (32) الشاعر علي النعمي.. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعر علي النعمي
(القدس تجمعنا)
رغم الأسى والظروف المرة الأقسى
فشعبنا لم يزل يستلهم القدسا
قضيـة بالـدم الغالي نعـمدهـا
في كل يوم ولا نبكي ولا نأسى
زادت حضورا لدينا حين شاء لها
تحالف الشر من أفكارنا طمسا
وسوف يبقى لنا تحريرها هدفا
نسعى لتحقيقه رغم العدى رأسا
ولن نساوم في الأقصى ولو حشدت
قوى النفاق علينا الجن والإنسا
جراح صنعاء ما كانت لتنسيها
قضية القدس أو تحني لها رأسا
صنعاء تقصف يوميا وليس لها
ذنب سوى أنها للقدس لا تنسى
فتلك صنعاء فوق القصف شامخة
وتحتها أصبح العدوان منبسا
وتلك صنعاء من تحت الحصار ومن
أنقاض كل ركام أشرقت شمسا
والقدس من جفوة الدنيا بأجمعها
فينا ترى الأهل الأنصار والأنسا
ونحن موت لإسرائيل متجه
حتما اذا لم يُصبّح دارهم مَسّا
في موقف مبدئي واضح .. قيم
فينـا مقدسـة لا تقبـل المسـا
هوية يمن الإيمان يحملهـا
في كل منطلق كانت لنا أسا
مع الأعــزة من أحـرار أمتنـا
صفا نقاتل حتى ندخل القدسا
والقدس يا أمة الإسلام تجمعنا
حتام تبقون صما عندها خرسا
قد أفلح اليوم من زكى بموقفه
وخاب يا أمة الإسلام من دسى
وسوف يخسر من والى اليهود ومن
تنصلوا ثم لم نسمع لهم هجسا
يا أيها العلما فيم السكوت أفي
جهاد صهيون ذو علم يرى لبسا !!
لا ينفع العلم الا بالجهاد فمن
ساح الفدى عمليا قدموا الدرسا
ممن تخافون ..أمريكا ومن معها
عذاب ربي على تفريطكم أقسى
ولتنهضي يا شعوب المسلمين الى
متى وكم تقبلون الذل والبؤسا
الى متى يا شعوب المسلمين وكم
تستصرخ القدس لم تسمع لكم حسا
الى متى تعبد الحكام أمتنا
وكم تطيع عجول الخسة الخرسا
هذي الجلالات أصنام وآلهة
صهيون قد غرستهم عندنا غرسا
هم تحت أقدام إسرائيل أحذية
وفوق أمتنا قد عربدوا حُمْسا
سحقا لها من حكومات مسارعة
نحو اليهود ألا تعسا لهم تعسا
بالدين والقدس ضحوا ثم ما ربحوا
الا الندامة والخسران والرجسا
وطالبو السلم إسرائيل هل حصلوا
على السلام ولكن حصلّوا الدوسا
وزائد وسعود طبعوا معها
ليدفعوا جزية التطبيع والمكسا
وتعلن القدس اسرائيل عاصمة
ونجد تجهد في تسويقا بخسا
أضحت سعود سعودا لليهود كما
على فلسطين والأقصى غدت نحسا
تلبسوا الدين بالمقلوب فاتجهوا
ببغضهم والولا في أمتي عكسا
ماذا تبقى وقد صلى السديس على
رجس اليهود لدى هولوكسهم خمسا
لأنهم إخوة قد نافقوا علنا
هم العدو الذي في الأمة اندسا
كم أنفقت نجد في عدوانها سرفا
والقدس لم ينفقوا من أجلها فلسا
بل إن صهيون قد جاءت تحاربنا
بهم وقد جعلتهم دونها ترسا
فهم يريدون أن نبقى لها تبعا
والله يأبى لنا والعزة القعسا
جاءوا لتحرير صنعا يزحفون لها
واليوم صنعاء جاءت تبتغي القدسا
القدس أقرب من صنعاء ساعتها
حانت وجئنا رجالا قوة بأسا
قل لليهود وأمريكا وساستها
وزايد وسعود حسبكم هلسا
قامت قيامة إسرائيل واقتربت
وكلكم سوف يلقى حتفه دهسا
لبيك يا قدس إنا قادمون على
رغم العدى قد نكسنا حلفهم نكسا
لبيك يا قدس والقرآن منهجنا
بذلك النور نجلو الظلمة العمسا
لبيك والسيد الكرار قائدنا
يمضي بنا قدما لا ضعف لا يأسا
قوم بنا في زمان الارتداد أتى
رب السما وأتينا خزرجا أوسا
يجاهدون بحب الله قد ثملوا
وفي رضاه نذرنا المال والنفسا
لا نرهب الموت أصلا فهو يرهبنا
فنحن نلقاه في ساح الوغى عرسا
سندخل المسجد الأقصى نتبر ما
علو ونرحض من باحاته الرجسا
وسوف نسحق من في دربنا وقفوا
سحقا ونكبس من والاهم كبسا
نحن اليمانون والتأريخ تعرفنا
أيامه السود والضراء والبأسا
وأرضنا من قديم الدهر مقبرة
لكل غاز حفرنا في الثرى رمسا
أرض اذا وطء المحتل تربتها
ثارت عليه فما أضحى ولا أمسى
سلوا تحالف نجد عن عروبتنا
هل واجهوا عربا أم واجهوا فرسا
سلوا عواصفهم عنا فمذ عصفت
من الرواسي رأت أقدامنا أرسى
وسائلوا أمريكا عن ملاحمنا
ألم ندس كبريا إبرامزها دوسا
تهلوس الحرب إن شبت بنادقنا
ويأكل الموت أرواح العدى همسا
والموعد القدس يا أحرار أمتنا
ومن تولى بني صهيون فليخسا
أيا أمة الإسلام فيم التربص
وشيطان نجد عن مآسيك ينكص
وغزة للأشلاء والدم موسم
ونجد على أشلاء غزة ترقص
وفي نجد للترفيه كالحج موسم
لياليه حمر للفجور تخصص
إلام سعود للعروبة تدعي
وتحت غطاء الدين كم تتقمص
سواء سعود واليهود هكذا
فلسطين دوما للحقائق تفحص
أيها الراكضون نحو الكراسي
أنظروا كم ورائكم من مآسي
وأصيخوا الى أنين الليالي
وصراخ الأيام كل الحواس
يا لها من أمانة أشفقت من
حملها الأرض والسما والرواسي
فاحملوها بقوة أو دعوها
واعشقوا الحق خدمة للأناسي
طاح في السلطة الألى عشقوها
في هواها ضحوا بدين وناس
ملأوا الأرض باطلا وفسادا
نكسوا بالشعوب أي انتكاس
ظلموا الناس قصروا وأساؤوا
واستغلوا ذاك المقام الرئاسي
حسبوها سياسة وذكاء
إنما المتقي النزيه السياسي
عاشق المال والمناصب يطغى
يتمادى في سطوة واختلاس
فاتقوا الله دائما واحذروه
إن تقوى الإله خير لباس
إن رب السما عليكم رقيب
فاتقوا الله واعملوا باحتراس
واستعينوا بالله دوما فما من
مستحيل أمام أهل الحماس
أبدعوا في أدائكم وتفانوا
في مهماتكم ومن دون ياس
أقتلوا اليأس فالحياة جهاد
ومع الله فارفعوا كل راس
بلد طيب ورب غفور
وأولو قوة وعلم وباس
فاصنعوها حضارة لا تضاهى
بهدى الله فالهدى في الأساس
حسبكم خيبة فكونوا رجالا
وأفيقوا يا كل ساه وناسي
أيها الراقدون ما من مجال
لذوي العجز والونى والنعاس
أيها الفاسدون طال مداكم
فاذهبوا للجحيم يا كل خاسي
شعبنا اليوم بالمسيرة يسمو
لم يعد (عرطة) لأهل الكراسي
معنا قائد عظيم حكيم
ورحيم بشعبه ومواسي
ومع ابن النبي منا رجال
ولديه شعب شديد المراس
يابن طه فسر بنا في شموخ
يا قرين القرآن يا تاج راسي
(بردة يمانية جهادية)
مالي وللريم واستذكار ذي سلم
ٳني بغير العلا والمجد لم ٲهم
تلك المهى العين قناصات أفئدة
تموهت للغوى في زي محتشم
تموضعت باحتراف في مواقعها
باتت على شبكات النت لم تنم
وعبر جوالها جالت تهاتف من
تهافتوا معها في المرتع الوخم
كيف الغزال غزا ليث النزال فتى
محاربا من سراة القوم ذا همم
ألفيته وله في حبها وله
والدل يدليه في التدليه والسقم
فقلت وهو بلا حس يهيم بها
حسب الهوى قلبك الموجود في العدم
جنى جنى وجنتيها من جَنانك ما
جنى وشفك رشف المبسم الشبم
راحت بروحك راح الراح تلك ومن
يرو الفؤاد بريا الرائمات ظمي
والنفس أمارة بالسوء جامحة
فقف أمام هواها راسخ القدم
بعها من الله تسلم من غوايتها
وابغ الشهادة تدرك غاية الحلم
وعذ ولذ بٳله الكون ملتمسا
منه الهداية بالقرآن والعلم
وٱسلك طريقة رشد لا تشك بها
وألزم النفس تقوى الله وٱلتزم
وما أبرئ نفسي بل أجاهدها
كما أجاهد أمريكا بلا سأم
ٳني انطلقت مع الرحمن مبتغيا
رضاه والعفو عن ذنبي وعن لممي
في فتية من بني الٲنصار من يمن
هم الرجال رجال الحرب والسلم
يستبشرون اذا داعي الجهاد دعا
تقدمي يا جنود الله واقتحمي
سل عنهم الحرب هل غذوا بنادقهم
الا بأفئدة الأعداء واللمم
وجبهة تذهل الأبطال حامية
عززتها من بني قومي بكل كمي
ودونها للغواني جبهة كسرت
ٲجفانها لاقتناص العزم والهمم
تناعمت وهي قوات مسلحة
أشد فتكا من الغارات والحمم
حرب الضلالة والإفساد هجمتها
تقضي على الدين والأخلاق والشيم
لها أساليب إبليس الرجيم لها
خيل ورجل وجيش غير محترم
تسبي النهى تمسخ الإنسان تسلخه
من آدميته من إرثه القيمي
حتى تحوله كلبا وتمسخه
قردا وتجرفه في سيلها العرم
عبر الأثير وعبر النت قد عبرت
الى النفوس وفي الترفيه والنغم
ودست السم في معسول منطقها
واستعمرت دولة الأفكار والقلم
تجتاح كل بلاد فهي حاضرة
في كل حاضرة في الحل والحرم
حربان تستهدف الإسلام قادهما
لوبي صهيون في مشروعه الأثم
ما في العواصم منجى من حبائلها
الا لقلب بحبل الله معتصم
أشد لطفا وعنفا جبهتان معا
يا خاتم الرسل أدرك خاتم الأمم
إني تخلصت منها بالنبي ومن
لجا اليه نجا من سطوة النقم
به تمسكت بالثقلين معتصما
بالله منتميا للمصطفى العلم
يا نفس هذا رسول الله فاحتفلي
تزودي بالزكا والطهر واتسمي
واستعبري يا عباراتي به فرحا
ويا ثنايا الثنا بالبسمة ارتسمي
هذا حبيبك يا قلبي فصل على
طب القلوب جلاء الهم والغمم
هذا ضياؤك يا عيني لطلعته
تطلعي صفحات النور وانسجمي
وٲنت يا روح هذا الرَوح فانتعشي
طوفي بحضرة روح القدس واستلمي
محمد هو نور الله رحمته
للعالمين تمام الفضل والنعم
محمد دامغ الإفساد مزهقه
محمد دافع التضليل والدهم
جاء النبيون للدنيا بمولده
مبشرين به بالاسم والسيم
محمد جاء بالقرآن ينقذنا
من واقع جاهلي مظلم خصم
للنور من ظلمات الجهل يخرجنا
يتلو الكتاب هدى يُهدى لكل عمي
محمد جاء جذريا يغير ما
ألقى الضلال من الإفساد والوخم
صبحا وغيثا به الدنيا صحت وربت
فأشرقي بالهدى يا أرض وابتسمي
يا سيدي يا رسول الله جئتك من
صنعاء من يمن الإيمان والحكم
اليك رأسا تجاوزت الزمان وكم
بيني وبينك من عجل ومن صنم
وجئت محتفيا بالنور محتفلا
بدينه رغم دنيا الظلم والظلم
جثوت بين يدي ذكراك ملتمسا
منك الهداية بالقربى وبالرحم
في أمة من بني الأنصار يربطهم
بك انتماء تليد غير منفصم
هنا اليمانون من تأريخهم وفدوا
يحدوهم الشوق من سهل ومن أكم
هنا اليمانون مثل الوحي قد نزلوا
بالفتح والنصر مثل النجم والقلم
لأنهم آية الإيثار معجزة
من معجزاتك في حرب وفي وسلم
تميزوا بالولاء المحض وانفردت
جموعهم بالرسول المفرد العلم
هذي الملايين في ساحاتك احتشدت
رغم العنا ومآسي الحرب والألم
تبيدنا الحرب تفنينا فتبعثنا
ذكراك رغم قوى العدوان من عدم
باتت لها تسبق الأجساد أفئدة
بغير حبك لم تنبض ولم تهم
في فرحة تغمر الدنيا معطرة
بطيب ذكرك محمودا بكل فم
تفاعل غير مسبوق يدل على
جلال ذكرى رسول الله والعظم
في مشهد نبوي لا نظير له
في الكون بين شعوب العرب والعجم
معبر عن هوانا والهوية وال
إيمان والحب والأخلاق والقيم
اليك نحن سبقنا العالمين ولم
نزل على العهد والميثاق والذمم
عدنا غداة حنين والرسول لنا
وغيرنا انصرفوا بالشاء والنعم
هذا الحضور رسالات مدوية
أرى مشاهدها تغني عن الكلم
الى قوى الشر والطاغوت يسمعها
لوبي صهيون مليونية الرقم
لبيك يابن رسول الله فامض الى
أهداف ثورتنا في منهج أمم
يا سيدي نحن فوضناك عن ثقة
وجه بما شئت من حرب ومن سلم
وادمغ عتاولة الإفساد مقتلعا
جذوره من قوانين ومن نظم
بالله والشعب للتغيير سر قدما
واحسم بنا صولة العدوان تنحسم
ثم الصلاة على طه وعترته
أهل الهدى والتقى والعلم والكرم
(من وحي عاشوراء)
أقـول لعاشـوراء حيـن أقابلـه
وقد فجع الدنيا ونائت كلاكله
أقم في شغاف القلب مدرسة الفدى
وعــزز معانيها بمـا أنـت حامــله
ففي وحي عاشورا دروسٌ وعبرةٌ
ومـدرسـةٌ كبـرى فـمن ذا يسائـله
وحسبك في النهج الجهادي قدوة
ًحسينٌ ومن ذا في الشموخ يطاوله
وماذا جرى في الطف أي فجيعةٍ
وأي مصـــاب بـالطفــوف نقابـله
وأيّــة مـأســـاة لآل محــــمـدٍ
بها طُمسَ الإسلام وانهار كاهله
بوحشيةٍ لم يعرف الكفر مثلها
ولا اشتملت يومًا عليها شمائله
تغيـر وجـه الديـن بعـد محـمدٍ
وفي يوم عاشورا أصيبت مقاتله
خـليلي هل مـن ناصــرٍ لمحمدٍ
وعتــرته إن الكثيـر لخـــاذلـه
وهل لرسول الله يا صاح منصفٌ
ببعض احترامٍ في بنيه يعامله
أتحت غطاء الدين يُقتل سبطه
وفي ساحة الإسلام تُسبى عوائله
وهل ترتجي منه الشفاعة أمةٌ
برأس حسينٍ في المعاد تقابله
وما كان من جرمٍ لدى السبط إنما
قــرابتــه مـن جــده وفضــائــله
هنا عبرة للمسلميــن وعَبـــرة
تجود بها الأيام وهي ثواكله
هنا الظلم والطاغوت والرجس والخنا
أحاطت بأولاد النبي جحافله
هنا أمة ضلت بُعيدَ نبيها
وحسبك من نهج الضلال دلائله
بأمر الدعي ابن الدعي تحركت
جيوشا الى سبط النبي تقاتله
وتسقي يزيد الخمر من كل كرمة
إلى فـمـه عــلًّا ونهـلًا تنـاولـه
وما سمحت لابن النبي بشربةٍ
من الماء يوم الطف وهو يحاوله
وقد أخذت في كربلاء بكظمه
ومن قبل كانت بالقدوم تراسله
كأن لم يكن فيها نبيٌّ ولا هدىً
ولا أتحفتها من علي محافله
فلا كان من دهر على آل أحمد
وعترته الأطهار دارت نوازله
ولا كان من ماض تمادت ولم تزل
على آخر الأجيال تجني أوائله
لماذا نغض الطرف عن يوم كربلا
ولم تغض عن قتل الرضيع حرامله
وحتام نبقى في الضلال وعندنا
رصيدٌ من الأحداث تغلي مراجله
ونبقى حيارى عندنا ألف كربلا
وألف يزيد كربلتنا قنابله
ونحمل نفسيات من سمع الهدى
فأعقبه تفريطه وتخاذله
فأصبح يومًا والضلال يسوقه
إلى كربلا نحو الحسين يصاوله
وحتام نجثو عند مأساة كربلا
بكيًّا ولا يجدي من الدمع وابله
إذا بقيت أسبابها ودروسها
وعبرتها الأمر الذي نتجاهله
ونحن نعيش اليوم أسباب كربلا
يخاتلنا تأويلها ونخاتله
فيا أمة الإسلام هل من دراسة
لتأريخنا إن الكثير لجاهله
لنزداد إيمانا ووعيا وحكمة
من الذكر والأحداث فهي مناهله
ونسأل ماضينا وحاضرنا الذي
نعايشه من أين جاءت مشاكله
فما كان يوم الطف ناتج صدفة
فتطويه من بعد الشروق أصائله
ولكنْ نتاجٌ للسقيفة لم تزل
على أمة الإسلام تجري غوائله
وأمتنا تدري بمن سبب الشقا
ولكنها تغضي له وتجامله
لقد مددوها في السقيفة إذ غدا
يمد يد الفوضى الى تيم عاهله
ولولا انحرافات السقيف لما أتى
يزيدٌ ولا دالت عليها دوائله
ولا قال من بعد الحسين تشفيًّا
ألا ليت أشياخي ببدرٍ تعادله
وكل ضلال كان أو هو كائنٌ
تراه من التفريط كانت مداخله
لقد آن أن نسعى لتصحيح وضعنا
فذلك وضع لا تطاق نوازله
ونخلع أسباب الشقا عن ظهورنا
ليسقط عجل السامري وجاعله
وإن الذي مازال منا مفرطًا
متيحًا لأمريكا المجال تخاذله
لأسوأ ممن هيأ الساح آنفًا
ليحكمها يومًا يزيدٌ وعامله
وأسوأ ممن قاتل السبط ناظر
(موديلًا) من الأحداث جهرًا يقابله
ومن لم يكن للحق فيه تحركٌ
يحركْه جنديًّا لصهيونَ باطلُه
أرى كل من والى أمية طوحت
به تحت أقدام اليهود رذائله
ومن زاغ عن آل النبي محمد
وأعرض عنهم فاليهود بدائله
ومن لم يكن للأرتقاء مشمرا
تراجع مذموما وقل تفاعله
ومن حاد عن درب الجهاد فإنه
سيصبح مفعولا وصهيون فاعله
ومن لم يكن في أمره ذا بصيرةٍ
أضلته أمريكا وتاهت مراحله
ولا سيما أن النفاق تطورت
أساليبه في خبثها ووسائله
وما الناس الا مؤمن أو منافق
صريح على كلٍ تدل فعائله
وهذا زمانٌ للحقائق كاشفٌ
فحتام نبقى بالظنون نجادله
يُلام لدينا خاذل السبط يومها
وما زال في الأجيال يُلعن قاتله
ونحن نعيش الوضع والحالة التي
تحلى بها رامي الحسين وخاذله
نشاهد يوميًّا حسينًا وكربلا
على ساحة الإسلام تجري مقاتله
خذلنا حسينًا ألف عامٍ فلم يمت
ولا خضعت للضيم يومًا قوافله
وتالله ما مات الحسين وإنما
تدفق صبحًا واستمرت مشاعله
فمن كربلاء الطف شعّت سيوفه
ومن كربلا مرّان شبّت جرامله
سقى دمه أرض الفرات فأقفرت
وأثمر في الشعب اليماني وابله
إباءً ومشروعا شموخا وثورةً
ونهجا على إثر الحسين نواصله
وروحية في روح كل مجاهد
تهز عروش الظالمين زوامله
مع السيد ابن البدر نمضي وشعبنا
على الوعي والإيمان يشتد كاهله
بمشروع دين الله تعلو جباهنا
ويشقى بمشروع الصهاين حامله
ألا قل لأمريكا وصهيون قل لهم
وبلغ سعودًا ما أنا اليوم قائله
مضى زمن التفريط والذل وانقضى
وهذا زمان النصر نحن عوامله
صحا يمن الإيمان وعيًا وحكمة
وثارت على نهج الحسين قبائله
فلا أمريكا تستطيع احتلاله
ولا حلف نجد والزناد معاقله
وهيهات منا الذل ذلك مطلب
يموت على ساحاتنا من يحاوله
*نقلا عن : المسيرة نت
في الخميس 22 فبراير-شباط 2024 08:17:05 م