|
معين النجري*
كانت فاطمة تجري مكالمة هاتفية مع ابنها ماجد المعافى الذي يعمل في العاصمة اليمنية صنعاء، عندما قصف طيران العدوان الأميركي البريطاني منطقة زبيد في محافظة الحديدة غرب اليمن بأربع غارات متتالية.
لقد كان قلقاً في بادئ الأمر، ولذلك طلب المعافى من والدته وإخوانه الخمسة النزوح إلى صنعاء حتى تتوقّف غارات العدوان على اليمن، لكنهم رفضوا مغادرة منزلهم الريفي، مصمّمين على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي رغم استمرار الغارات.
يقول المعافى لـلميادين نت إنّ جميع الأهالي في قريته والقرى المجاورة رفضوا النزوح رغم استمرار القصف في استهداف أماكن متعددة في الجوار، مفيداً بأنه على اتصال مستمر بأهالي منطقته وقد لمس عند الجميع رفضاً مطلقاً لفكرة النزوح.
وأضاف: "هذه بلادنا ولن يجبرنا الإسرائيلي والأميركي على مغادرتها مهما بالغ في عدوانه". ويعتبر اليمنيون بقاءهم في أماكنهم نوعاً من الصمود والتحدّي للعدوان ومشاركة الفلسطينيين الظروف التي يواجهونها.
رفض للنزوح
منذ أكثر من شهر والرجل الخمسيني مسفر الرازحي يسمع أصوات الانفجارات الناتجة عن الغارات الأميركية والبريطانية على محافظة صعدة شمال اليمن، لكن ذلك لم يغيّر شيئاً في روتين حياته اليومية.
يقول الرازحي لـلميادين نت: "حتى لو استمرّ العدوان الأميركي 100 عام، لن تتغيّر مواقفنا ولن ننصاع لرغباته"، مؤكداً أنّ تعرّض اليمن للقصف عزّز إيمان الأهالي بوحدة المصير مع الشعب الفلسطيني الذي لا يجد أرضاً آمنة ينزح إليها".
لقد شهد اليمن حركة نزوح داخلي كبيرة خاصة خلال السنوات الأخيرة نتيجة للعدوان والحروب الداخلية، لكن الوضع هذه المرة اختلف تماماً، وفقاً للرازحي الذي أضاف: "إنها المرة الأولى التي لم نشهد فيها حالات نزوح للأهالي من هذه المنطقة رغم استمرار القصف"، مفسّراً ذلك بأن "سبب العدوان وهوية المعتدي وموقف اليمن المشرّف من فلسطين جعلت المواطن أكثر اعتزازاً بنفسه وبلده، وهذا أدّى دوراً في تمسّكه بأرضه ورفض النزوح".
وكانت اليمن قد أعلنت دخول الحرب بشكل رسمي لمساندة الشعب الفلسطيني، وقصفت مواقع للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، إضافة إلى استهداف السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية التي تحاول المرور عبر البحر الأحمر.
مادة للتندّر
تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال وعائلات يمنية أثناء القصف وهم يمارسون حياتهم اليومية الاعتيادية، وعبّروا في تلك المقاطع عن فشل العدوان في إحداث أيّ تغيير في سير حياتهم اليومية.
كما تحوّلت الغارات والقصف الأميركي البريطاني على اليمن إلى مادة للتندّر والسخرية من عجزها عن تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة، ومن أبرز النكات المتداولة التي تصف هذه الغارات بأنها "تشبه غارات العدوان السعودي الإماراتي ولكنها هذه المرة باللغة الإنكليزية".
* نقلا عن :الميادين نت
في السبت 24 فبراير-شباط 2024 12:37:25 ص