|
اولاً اتفاق السويد لم يشمل وقف العدوان وفك الحصار على الشعب اليمني بشكل عام وإنما اشتمل على ثلاثة بنود في مقدمتها ملف الأسرى وتهدئة لم تتم بشكل كلي إلى حد الآن في الحديدة وكذلك تعز وبقيت العمليات العسكرية كما هي في مختلف الجبهات بل ان التصعيد العسكري من جهة العدو تفاقم أكثر من السابق وكذلك الحال بالنسبة للتحليق المكثف لطائرات العدوان الحربية والتجسسية في مختلف المحافظات، لهذا لم يكن هناك أي خيار آخر أمام الجيش واللجان الشعبية في مواجهة هذه الغطرسة العدوانية إلا مواصلة مشوارهم الجهادي في التصدي للعدوان بمختلف الوسائل وعلى اكثر من صعيد.
وكما يعلم الجميع في الداخل والخارج الأصدقاء والأعداء ان الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه يسعون بكل جهدهم منذ بداية العدوان وخلال هذه الأيام بشكل خاص الى تحقيق السلام في اليمن بشكل شامل وان هناك توجه جاد وصادق يجمع عليه الشعب والقيادة وجميع الأحزاب والمكونات المناهضة للعدوان ولكن مع استمرار الاستفزازات العسكرية من قبل العدوان ومرتزقته في مختلف الجبهات لا يمكن ان يسمح الشعب اليمني والجيش واللجان للعدو ان يصل الى أهدافه مستغلاً حرص الجميع على تحقيق السلام
لهذا، العمليات العسكرية النوعية التي حصلت خلال هذه الأيام في صرواح وفي نهم وصعدة وفي غيرها من الجبهات بقدر ما هي رسائل عسكرية قوية للعدوان ومرتزقته هي ايضاً رسائل سلام ولتوضيح هذا الموضوع بشكل اكبر فهمنا من هذه العمليات النوعية في هذه المرحلة وبعد اتفاق السويد وقرار مجلس الأمن ان الجيش واللجان الشعبية يريدون أن يضعوا حداً لخروقات واستفزازات العدوان ومرتزقته وأن يثبتوا لهم أن هناك جهوزية عالية لمواجهة أي تصعيد عسكري قد يقدمون عليه هنا أو هناك بل إن الموضوع لن يقتصر على معركة الدفاع فقط بل سيشمل معركة الهجوم والتحري والسيطرة كما حصل في صرواح وكذلك الحال بالنسبة لإسقاط الطائرة في صعدة هي رسالة من الدفاع الجوي التابع للجيش واللجان مفادها نحن نرصد كل تحليق تقوم به طائراتكم ولن نقف مكتوفي الأيدي وخذوا العبرة مما حصل لطائرتكم في صعدة وهناك المزيد من العمليات اذا لم يترك العدوان ومرتزقته فرصة للسلام أن يتحقق
وما على العدوان أن يدركه اليوم هو أن صبر الشعب اليمني وضبط النفس الذي يتمتع به رجال الجيش واللجان الشعبية خلال هذه الأيام ليس ضعفاً بل هو حرص حقيقي على إعطاء فرصة للسلام أن يتم وأن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد وأن يخلق ذلك مناخاً إيجابياً للمشاورات القادمة التي من المزمع أن تنعقد في يناير المقبل، وهذه العمليات التي حصلت ليست إلاّ رسائل تحذيرية للعدوان ومرتزقته مضمونها اتركوا عجلة السلام تمضي إلى الأمام مالم فإن ما ينتظركم لن يكون كما تشتهون ولا كما ترغبون بل سيكون وبالاً عليكم.
في الأربعاء 26 ديسمبر-كانون الأول 2018 06:33:23 م