|
القصرُ الرئاسي السوداني أُحيطَ قبلَ المتظاهرين بأزمات سياسيّة وأخلاقية وفساد إداري يستحيل إصلاحه، أوسعُ من ذلك أنه محاط من الداخل بكبرياء وعِناد وتشبُّث البشير بالسلطة والتمهيد لتعديل الدستور حتى يتسنى للبشير الترشحُ في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2020 فمتى سيفهمُ البشير؟ لم يكرّر أحدٌ من الزعماء القدامى الفهمَ السريعَ للرئيس التونسي زين العابدين، كذلك سيفعلُ عمر البشير، سيفهمُ متأخراً.
حتى الآن هناك أكثرُ من 20 شخصاً قُتلوا في الاحتجاجات "الثورة" أَوْ الانتفاضة السودانية، ربما يتكرّرُ الدمُ الذي نزف في 2013، قتل نظام البشير حينَها قرابةَ 200، وصحيحٌ أنه لم يسقُطْ، ولكن؛ لأَنَّ الشعبَ السوداني خَشِيَ أن يتكرّرَ في السودان ما كان وما يزالُ يحدُثُ في جاره الليبي، يختلفُ الوضعُ حالياً سياسيًّا وإقليمياً ودولياً، هذه الثلاث الفقرات الأخيرة ليست مهمة، المهم أن الشعبَ السوداني يعيشُ وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية، ويزدادُ تعقيداً رغم الوعود الخليجية.
في خطاب عمر البشير الأخير تكرّرَ خطاب القذافي وصالح، فاتّهام المحتجين "الثوار" بالخيانة لا يوقف الاحتجاجاتِ، بل تشعلها، هذا ما حصل الجُمُعة التي مضت في المدن السودانية، والتوسّع مستمرة، مع ذلك سيتأخر فهم البشير مجددا
التطور الأخير أن غوتيريش يدعو إلى التحقيق في قتل متظاهرين سودانيين شاركوا في الاحتجاجات، في حين لا تزالُ تصريحاتُ واتّهاماتُ البشير بأن ما يحدُثُ في بلاده تقفُ وراءه دول كبرى ّ!! لا تزالُ عالقةً ولم يناقشها أحدٌ، الجميعُ يريدُ من البشير أن يفهمَ، لكنه سيفهمُ مؤخراً.
في الأحد 30 ديسمبر-كانون الأول 2018 06:41:13 م