|
بعد سنوات من الحرب على سوريا المقاومة والممانعة والقومية العربية المتجذرة في الأعماق ، والتي خلفت دماراً وخراباً واسعاً وتسببت في مقتل عشرات الآلاف من السوريين على يد الجماعات الإجرامية والوحشية المتطرفة التي تم حشدها من مختلف دول العالم بدعم وتمويل من الخزينة العامة السعودية والإماراتية وتسببت في أزمة إنسانية كارثية بسبب النزوح الكبير للسوريين من المحافظات والمدن السورية التي طالها قصف الجماعات الإرهابية والطائرات المعادية ، وبعد أن دمروا المصانع والمنشآت الحيوية السورية بدعم وإسناد سعودي إماراتي قطري خليجي عربي ودولي ، وبعد أن حولوا المدن السورية إلى كومة من الخراب ، نتيجة الحقد الدفين الذي أفرزوه بوحشية تجاه سوريا الدولة والشعب والقيادة تحت ذريعة إسقاط الرئيس بشار الأسد.. بعد كل ذلك عادوا اليوم لفتح سفاراتهم في العاصمة السورية دمشق ، لدى نظام الرئيس الأسد ، الذي قالوا إنهم قاموا بشن الحرب على سوريا من أجل إسقاطه .
الإمارات والبحرين وسيتبعهما بقية بعران الخليج ومرتزقة العرب سيتسابقون على إعادة العلاقات مع سوريا الأسد بعد أن وصلوا إلى قناعة بأن تركيع سوريا وإسقاط نظامها صعب المنال ، لأنهم يتعاملون مع دولة لها ثقلها ووزنها وتحالفاتها في المنطقة ، دولة تمتلك جيشاً وطنياً قوياً من الصعب اختراقه أو النيل منه أو هزيمته ، وتبخرت دعوات التحرير من ( الطاغية ) بشار الأسد ، ونظامه ( الدموي) – كما تطرح وسائل إعلام قوى التحالف العدواني على سوريا منذ بداية العدوان وحتى اليوم – وفي الأخير لا (طلع ) بشار الأسد طاغية ولا نظامه دموياً ، حيث ظهرت الحقيقة بأن العدوان على سوريا كان مؤامرة دولية كبرى قادتها أمريكا وإسرائيل ومولتها وشاركت فيها بكل سخاء وفاعلية دول الخليج وساندتها العديد من الدول العربية والأجنبية ، الهدف منها إخضاع وتركيع سوريا المقاومة ، وإسقاط قيادتها المناهضة للكيان الصهيوني ومشروع الهيمنة والتسلط الأمريكي في المنطقة ، وتأمين الكيان الصهيوني وتدمير بنيتها التحتية الصناعية الضخمة التي كانت تنافس على مستوى الشرق الأوسط ووصلت سوريا إلى مستويات متقدمة من الاكتفاء الذاتي خصوصاً بعد زراعة القمح ودخول سوريا قائمة الدول المصدرة له وهي خطوات أزعجت قوى الاستكبار والهيمنة العالمية ودفعت بها إلى الاستعانة بأدواتهم وأذنابهم ومليشياتهم لشن العدوان على سوريا من خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي التي اتضح أنها كانت عبرية عبرية ولا صلة للعرب والعروبة بها لا من قريب ولا من بعيد .
بالمختصر المفيد الفشل السعودي الإماراتي الخليجي الأمريكي الإسرائيلي في سوريا ، دفع بهم للتطبيع من جديد مع النظام السوري والاعتراف بشرعيته ، والفشل ذاته في اليمن هو من سيدفع بهم أيضاً إلى الاعتراف بالشرعية اليمنية الحقيقية التي تمثل الإرادة الشعبية المتجسدة بالمجلس السياسي الأعلى والبرلمان وحكومة الإنقاذ الوطني والتخلي عن الشرعية الدنبوعية المزعومة التي يدَّعون بأنهم جاؤوا لاحتلال اليمن وتدمير بنيته التحتية وقتل الآلاف من المدنيين نساء وأطفالا من أجل استعادتها وللدفاع عنها ، ويبدو ونحن على أعتاب العام الميلادي الجديد أنه سيكون بإذن الله عام الانتصار لمشاريع الأنظمة والشعوب التي تجسد المقاومة الوطنية العربية المقارعة للمحتلين والبغاة المعتدين ، وسنشهد فيه سقوط وتهاوي وفشل مشاريع الغزو والاحتلال وأذنابهم من العملاء والخونة والمرتزقة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الثلاثاء 01 يناير-كانون الثاني 2019 06:01:53 م