الصوت الأقوى
وديع العبسي
وديع العبسي

فيما تتصاعد عمليات القوات المسلحة المساندة للشعب الفلسطيني، تتعالى أصوات الساحات اليمنية بصورة منقطعة النظير.
أكثر من (30) ساحة احتضنت أمس الأول، أفواجاً من الناس لا يكلون ولا يملون في الإقبال، ومنذ أكثر من أربعة أشهر يتسابقون ليعبّروا عن رفضهم واستنكارهم هذه السلبية التي عليها الموقف الدولي، تجاه ما يحدث في فلسطين من مجازر يندى لها الجبين.
الكيان بلا رادع، يستمر في ممارسة ابتكاراته للقتل والتنكيل بالأبرياء في غزة، مراهنا على الدعم العسكري الأمريكي والبريطاني وحماية المنافقين له من التدخلات ونجدة الفلسطينيين، ولا يبدو أنه في وارد الكف عن هذا الطيش غير الأخلاقي وغير الإنساني بمحض إرادته، رغم ما قد ارتكبه من أعمال لم يشهدها التاريخ.
مع ذلك لا يبدو أن الأمر سيبقى على ذات الحال، والقصف الدنيء قبل أيام على المدنيين الفلسطينيين، من الباحثين عن المعونات الغذائية سيكشف بلا شك الغطاء عمن تبقى من المنافقين الذين يقولون ما لا يفعلون، ومن ينظرون إلى الدفاع عن الأرض والكرامة نوعاً من التخلف، على قاعدة أن التماهي مع التوجهات الغربية كيف ما كانت هي دليل على الحضارية والرقي، وأن ذلك هو ما سينجيك من الاستهداف والتضييق.
وعلى غير هذه الرؤية الأحادية والقاصرة، يريد اليمنيون أن يكونوا، فمعايير الحداثة لدى الجهلة، لا تعني هذا الشعب الأبي، ولا يمكن تمريرها والتسليم بها كقواعد ثابتة في هذه الحداثة التي يعنوها، فلهم معاييرهم للتطور وسيفرضونها أو على الأقل سيثبتونها كقواعد مع باقي الأمم الحرة التي لا تعترف بأن عباءة الغرب هي المعيار الأوحد للتقدم.
ولذلك يأتي الخروج المليوني المستمر ليؤكد أن الشعب اليمني لن يرضخ للطريقة التي يراد له أن يعيش عليها ويتعامل بها مع قضايا العالم.
الثوابت الإنسانية والأخلاقية لا تزال هي معاييرهم ودوافعهم لإفشال مساعي تبليد المشاعر والأحاسيس تجاه قضايا الأمة، وقد شهد العالم مع العمل البربري الصهيوني الجديد كيف أظهر اليمن حيوية في تصاعد التعبير عن توجهاته وثوابته، مع علمه بأن هذا التحرك سيزيد من مساعي العالم الجاهل لعزله وإقصائه والتعامل معه كإنسان لا يزال يعيش خارج التاريخ، بينما هو بمعنى أصح خارج اطار الهيمنة الغربية التي تتزعمها الشيطان الأكبر امريكا.
ومع التحرك اليمني الشجاع، شهدت العمليات تصاعدا كان لها الأثر الواضح في تحريك كبرياء ما تسمى بالقوى العظمى لتدارك صحوة هذا المارد اليمني، وذهبت هذه القوى تحاول نزع مصادر قوته، لكنه كان في كل مرة يدرك أن العدو إنما اعتاد على معالجة آثار الصفعات، حتى لا يبدو مهزوما، فيراكم عوامل سقوطه الذي سيكون دفعة واحدة لا يقوى بعدها على النهوض، وماهو قادم من مفاجآت- كما أعلن السيد القائد- يبدو أنه سيكون له الأثر البالغ والأكبر.
قد لا نشهد حينها السقوط المنتظر، إنما بلا شك سيعزز هذا القادم، حضور المارد اليمني وصعوبة التعامل معه بلغة النار أو سلوك الغطرسة والاستكبار.
أمريكا تسقط أخلاقيا وعسكريا، وكي تخرج من هذه الورطة التي أقحمت نفسها فيها، عليها أن توجه كل جهد العدوان للتفكير في كيفية وضع الرؤية العقلانية والسليمة في التواصل مع الشعوب والتقارب من أجل الحصول على الحلول المناسبة، على أن يضع قادتها في ذهنهم وأمام أعينهم، جملة الثوابت التي لن تحيد عنها صنعاء وباقي الأحرار، بأن تتوقف أعمال البلطجة ضد العرب والمسلمين والتعامل بنديّة كاملة بلا نقصان، وعدم استباحة المنطقة وثرواتها، بالتفاهم أو بالمواجهة.

*نقلا عن :الثورة نت


في الثلاثاء 05 مارس - آذار 2024 08:09:08 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=12786