|
أعتقد أن من يقاتل في الجبهات ويضع خطط الدفاع أو الهجوم ويرى المشهد وطبيعة المعارك على أرض الواقع هو من له الحق الأول في تقدير الأمور وتقرير ما يجب وما لا يجب وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالتكتيك العسكري والعملياتي.
في كل الحروب لابد من التنسيق بين القيادة السياسية والقيادات العسكرية الميدانية قبل اتخاذ أي قرار متعلق بسير المعارك هذه بديهية في القرارات التكتيكية أما القرارات الاستراتيجية المتعلقة بخيار الحرب والسلم فتحتاج إلى تحرً أكثر ودراسة أدق.
وفي حال وقوع عدوان لا خيار أما م من له كرامة إلاّ خوض المعركة فالسلطة لا تملك الوطن وبالتالي ليس حق أن تقرر الدفاع أو عدم الدفاع ولكنها مؤتمنة على واجب الدفاع عنه والحفاظ على سيادته فإن لم تفعل سقطت شرعيتها وشرعية من والاها وشجّعَها في اللجوء إلى العدو التاريخي وانتقل حق الدفاع لمن هو أهلٌ له أي أن الشرعية تدور مع من يدافع عن وطنه وجوداً وعدماً !!!.
(إذا لم تكن إلا الأسنّةُ مركباً * فما حيلةُ المضطرُّ إلاّ ركوبُها)
أما من يغرد من خارج الميدان ويسوق الملاحظات والنظريات ساخراً ممن قدّموا ويقدمون دماءهم وأرواحهم فداءً للوطن نيابة عن الجميع ودافعوا عنه بكل هذه البسالة ضد عدوان هو الأعتى والأقذر والأشد قساوة وشراسة ًفي التاريخ من حيث الأساليب والأدوات والإمكانيات والمكر والخداع وفي ظروف وطنية وعربية ودولية يصعب وصف رداءتها ومستوى استهتارها بالقيم ومبادئ حقوق الانسان وضد شعب يقاتل بإمكانيات مادية لا تقارن في ضآلتها بما تواجهه من إمكانيات مادية خيالية في ضخامتها تشارك في حشدها أقوى الدول في صناعاتها العسكرية وتقدمها التكنولوجي والفني والعسكري ودول يقال عنها عربية هي الأغنى مالياً يتصرف حكامها المعتوهون بثروات شعوبها كما يحلولهم لأنهم قد رهنوا أنفسهم وإمكانيات شعوبهم وثرواتها الحاضرة والمستقبلة إشباعاً لطموحاتهم ونزواتهم ومغامراتهم الطائشة وسلَّموا أنفسهم جهاراً نهاراً لمن يديرهم أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني لتنكشف عنهم ورقة التوت التي كانت تغطي سوآتهم .
لا شك أن على من في الميدان أن يتلمس بطريقته المناسبة الآراء التي تفيد وأن يوائم بين القواعد النظرية ومتطلبات وظروف المعارك .
أما السياسيون فلا بد أن يكون حرصهم على منجزات الميدان وتضحيات الشهداء والمجاهدين نصب أعينهم وفي عقولهم وقلوبهم دائما لأن أي خطوة سياسية لا تتمثل هذا الحرص خيانة ستكون طعنة في الظهر لأنها ربما تمكن العدو من الوصول إلى ما عجز عنه من خلال كل هذا التدمير والخراب والمجازر المروعة.
لقد أبدى الوفد الوطني المفاوض قدرة فائقة على التفاوض والتماسك وبذلت جهود مشكورة ساعدت على فضح الطرف الممثل للعدوان ولكن مطلوب دائماً مزيد من الحرص ومزيد من اليقظة لأن هذا الطرف تسيِّره قوى ماكرة وخبيثة وغير مهتمة سوى بتحقيق أهداف العدوان بمختلف الوسائل والطرق وتدرس كل خططها دراسة فاحصة ،أما الأدوات والمرتزقة فلا يهمهم سوى عائد الإرتزاق ولهذا وجدناهم غير قادرين على إخفاء القلق والخوف من احتمال انتهاء العدوان الذي وصل إلى طريق مسدود دون أن يحقق أهدافه المعلنة بفضل هذا الصمود الأسطوري للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية !.
من بيده القرار لابد أن يستمع لكل الآراء بما فيها الآراء الحادة في نقدها المؤيدة والمعادية البناءة والهدامة، وبغض النظر عمن صدرت منهم والتعامل معها بوعي وانتباه ثم اتخاذ القرار المناسب.
هناك تخوفات كثيرة من اتفاق السويد خاصة ما تعلق بإعادة الانتشار المتبادل للقوات كما جاء في الاتفاق وأكد عليه قرار مجلس الأمن المبني على المشروع البريطاني فقد ساوى الاتفاق والقرار بين قوى العدوان التي هاجمت الحديدة وتريد اقتحامها وتدميرها واحتلالها وبين من هو فيها يدافع عنها ويحميها ويؤمِّنها من الإرهابيين والفوضى المشابهة لما حدث ويحدث في عدن وغيرها من المدن التي احتلتها قوى الغزو الإماراتية والسعودية أدوات أمريكياً وبريطانياً والكيان الصهيوني.
وأساس التخوفات أن قوى العدوان لها سيطرة جوية وبحرية قد تمكنها بعد ما أسمي إعادة الانتشار إذا ما شمل نقاط قوة الدفاع عن المدينة من المهاجمة البحرية والجوية بعد ذلك لاعتقادها أن احتلال الميناء حينها سيكون سهلاً وبهذا يكون العدوان قد حقق بالخديعة والتفاهم ما عجز عن تحقيقه بالقتال !.
هذا تخوف مشروع ومع هذا فإن الرجال الذين صمدوا بذكائهم وبأسهم الشديد وتضحياتهم خلال أربع سنوات في أكثر من ثلاثين جبهة على امتداد الساحة اليمنية قادرون على دحر كل المحاولات وهزيمة العدو، والله غالب على أمره وهو نعم المولى ونعم النصير.
لا تخف
لا تساوم ولا تتردد
وقل للعميل الأجير الجبان:
خَسِئْتَ
إنّ دمِ الشرفاء
ستُنبِتُ قمحاً وورداً
تملأنا عنفواناً وبأساً
تعززنا بالكرامة
في الثلاثاء 01 يناير-كانون الثاني 2019 06:04:45 م