|
أنظمة الخنوع والانبطاح في الجوار الفلسطيني وما حولها من دول التطبيع والانهزام العربية أقامت جسورا برية وجوية لإمداد الكيان الصهيوني بكل احتياجاته من السلع والمؤن لمجرد أنه أبدى مخاوفه من نقص في بعض الكماليات لقطعان مستوطنيه بسبب عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد سفنه وبواخره في البحر الأحمر.
-حكومات وقادة هذه الكيانات باتت تحاول غسل العار ومحو آثار الخزي الذي لحق بها جراء مساندتها للعدو بممارسات وإجراءات تثير الغثيان والاشمئزاز، على غرار رمي الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع من الجو.
-سارعت الأنظمة العميلة إلى ما تعتبره نجدة للأشقاء في غزة ممن يموتون جوعا بإنزال مساعدات تافهة وبطريقة أكثر تفاهة وحقارة، بينما تفرض إغلاقا محكما للمعابر والمنافذ البرية المؤدية إلى قطاع غزة حيث تُرك للقتلة الصهاينة فعل ما يحلو لهم بملايين الفلسطينيين وإزهاق أرواحهم وإبادتهم بنيران الصواريخ والقنابل وتجويعا وتشريدا وبكل أشكال البطش والتنكيل.
-لم يكن مستغربا من الولايات المتحدة وهي القاتل الأول للشعب الفلسطيني والمزوّد الرئيس لمجرمي تل أبيب بقنابل وصواريخ الموت والدمار أن تعلن مؤخرا انضمامها إلى دول مساعدات الجو الهزلية، إذ وجدت في هذه الطريقة المبتكرة مخرجا ربما يكون مناسبا لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها في الداخل الأمريكي إزاء مشاركتها المباشرة في جريمة الإبادة الجماعية لأهل غزة ولإيقاف تراجع شعبية رئيسها الخرف وإدارته الصهيونية والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة قبل أقل من عام على استحقاقات الانتخابات الرئاسية وبعد أن وصل الغضب والاستياء من كثير من حملة الضمائر الإنسانية ورافضي الظلم والطغيان الذي تمارسه قيادتهم ضد شعوب العالم إلى القيام باحتجاجات وخطوات غير معهودة شكلت إحراجا لدولة أصمت آذان الدنيا بشعاراتها عن العدالة والحرية واحترام الإنسان على غرار ما قام به الضابط في سلاح الجو الأمريكي أرون بوشنل الأسبوع الماضي عندما أحرق نفسه أمام سفارة الكيان في واشنطن في مشهد حي ومباشر تابعه ملايين البشر حول العالم وكانت آخر كلماته قبل أن تفيض روحه “لن أكون جزءا من جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني- الحرية لفلسطين” قبل ذلك التأكيد أن ما سيقوم به من احتجاج عنيف ومتطرّف ليس شيئا مقارنة بما يتعرض له الفلسطينيون على أيدي محتلّيهم.
-العديد من الحكّام العرب والمحسوبين على أمة الإسلام كما بات معلوما للجميع باتوا أكثر صهيونية وعداء للعرب والمسلمين من الصهاينة أنفسهم وهم لا يفوتون أي فرصة لإثبات الولاء والإخلاص لأسيادهم في واشنطن ولندن وتل أبيب ولعلهم رأوا في غزة المنكوبة بوابة مواتية لذلك فأحكموا الحصار على أهلها وراحوا يتلذذون بمشاهدة أنهار دماء الأبرياء، وسماع أنين المرضى والجوعى، وصرخات الثكالى واستغاثات الضحايا، ويسارعون إلى رمي تفاهاتهم وأمراضهم من الطائرات إلى البحر وإلى المناطق المحتلة المتاخمة لغلاف غزة حيث يصير الجياع وطالبي الخلاص أهدافا سهلة لنيران جيش الاحتلال.
-ما يؤسف له حقا أن هذه الخيانة وهذا العار لم يقتصر على الأنظمة الرسمية في تلك الدول بل بات يمتد إلى الكثير من الشعوب هناك فمضوا يعلنون جهرا تعاطفهم ودعمهم للكيان الصهيوني في ظلمه وعدوانه بحق أشقائهم في فلسطين متناسين أن العدو لا يستثني في إجرامه أحدا، وأن أطماعه ومخططاته تستهدف بلاد الأمة جمعاء.
-ستفشل محاولات غسل الفضيحة وسيبقى العار ملازما لأشباه الرجال وستنتصر غزة وفلسطين فأبناؤها يرضعون الشهادة والحرية والكرامة ويعشقون الموت كعشق أحفاد القردة والخنازير وداعميهم للحياة وملذاتها الزائفة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
*نقلا عن :الثورة نت
في الثلاثاء 05 مارس - آذار 2024 09:53:47 م