|
بالتزامن مع توجّه أميركي لإغلاق حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب بذريعة غرق السفينة البريطانية «روبيمار» التي تحمل مواد كيميائية، أول من أمس، قبالة مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر، كثّفت قوات صنعاء البحرية، خلال الساعات الماضية، هجماتها ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية والأوروبية، واستهدفت هذه المرة سفينة عسكرية إيطالية. وقالت مصادر ملاحية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن البوارج والمدمّرات الغربية حذّرت السفن التجارية التي حصلت على إذن المرور الآمن من مركز تنسيق العمليات الإنسانية اليمني «HOCC»، المشكّل أخيراً من قبل صنعاء، والمخوّل التواصل مع السفن التجارية في البحر الأحمر، من عبور باب المندب.جاء ذلك في وقت اعترفت فيه روما، أمس، بتعرّض إحدى بوارجها لهجوم من قبل قوات صنعاء في البحر الأحمر. وقالت وزارة الدفاع الإيطالية، في بيان، إن هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف الفرقاطة «دويليو»، متحدّثة عن إسقاط إحدى تلك المسيّرات على مقربة من السفينة. وتعدّ إيطاليا ثاني دولة أوروبية تؤكد تعرّض سفنها الحربية لهجوم يمني، بعد استهداف البارجة الألمانية «هيسن»، أواخر الأسبوع الماضي، خلال اشتباك بحري بين قوات صنعاء والبحريّتين الأميركية والبريطانية.
وفيما يترقّب الشارع اليمني المزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، بدأت الولايات المتحدة، أمس، حملة لإغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الدولية. واستغلت القيادة المركزية الأميركية غرق السفينة البريطانية «روبيمار» على بعد 11 ميلاً بحرياً من مدينة المخا، لوقف الحركة الملاحية؛ إذ حذرت، في بيان، أمس، السفن من عبور البحر الأحمر، قائلة إن غرق السفينة البريطانية يهدّد السفن التي تعبر في أهم ممر ملاحي في المنطقة، في إشارة إلى احتمال اصطدامها بالسفينة الغارقة، على رغم أن مصادر ملاحية قالت، لـ«الأخبار»، إن «روبيمار» غرقت خارج المسار الملاحي الدولي، وإن محاولات أميركا وبريطانيا استغلال غرقها لإعاقة الملاحة الدولية، هي عمل ممنهج. وتتهم صنعاء، واشنطن، بشن عدة هجمات جوية على السفينة المهجورة، مساء يوم الجمعة الماضي، للتعجيل بإغراقها، بعد استهدافها قبل نحو أسبوعين في خليج عدن، إثر رفض طاقمها الامتثال لنداءات البحرية اليمنية.
هدّدت صنعاء بإغراق المزيد من السفن البريطانية وحمّلت لندن مسؤوليّة أيّ تداعيات أو أضرار
وتوضح مصادر مطّلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن السفينة البريطانية المتقادمة التي يبلغ عمرها 27 عاماً، كانت تعمل في نقل الحبوب، وتم تحميلها بنحو 21 ألف طن من سماد الأمونيا في هذه الرحلة، ما يثير عدة تساؤلات حول دوافع ذلك. ويضاف إلى ما تقدم، أن الشركة الوسيطة المشغّلة للسفينة تعاملت مع استهدافها وإغراقها ببرودة، وقلّلت من خطورة الشحنة التي تحملها، وهو ما قد يشير إلى أن بريطانيا حاولت استخدامها كذريعة لإثارة سخط العالم ضد عمليات «أنصار الله»، وأيضاً استثارة مخاوف اليمنيين من حدوث تلوّث بحري واسع. وبدا هذا واضحاً في أعقاب الإعلان عن غرق السفينة، إذ شنت وسائل إعلام الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، حملات واسعة ضد عمليات قوات صنعاء البحرية، داعية إلى «وقفها كونها تشكل خطراً على البيئة البحرية اليمنية». كما أن الإعلان عن غرق السفينة، جرى من قبل الحكومة المشار إليها، وليس من قبل الشركة المالكة لها، وهي مجموعة «بلو فليت»، ومقرها في لبنان، فيما تزامن الإعلان مع لقاء بين رئيس حكومة عدن، أحمد بن مبارك، والسفير الأميركي في اليمن، ستيفن فاجن.
في المقابل، توعّد نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، أمس، بإغراق المزيد من السفن البريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، محمّلاً، في منشور على منصة «إكس»، المملكة المتحدة مسؤولية أي تداعيات أو أضرار، ومؤكداً أن «أيّ أضرار ستتم إضافتها إلى فاتورة بريطانيا باعتبارها دولة مارقة تعتدي على اليمن، وتشارك أميركا في رعاية الجريمة المستمرة بحق المدنيين في غزة». وقدّم عضو «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، محمد علي الحوثي، بدوره، أمس، عرضاً جديداً لبريطانيا بعد غرق «روبيمار»، بالسماح لها بانتشال السفينة مقابل البعث برسالة ضمانة ممهورة بتوقيع عضو البرلمان الجديد، جورج غالاوي، بإدخال شاحنات إغاثية إلى غزة. من جهتها، أكدت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن غرق السفينة لن يكون له أيّ أثر على عمليات القوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي ردّت على ذلك فعلياً بعملية تحذير نارية لسفينة جديدة. وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، قد أعلنت أنها تلقت بلاغاً بتعرّض سفينة شحن تجارية غرب ميناء المخا لهجوم على بعد 15 ميلاً بحرياً من باب المندب، أثناء محاولة اختراقها الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية
في الثلاثاء 05 مارس - آذار 2024 10:32:18 م