|
من حسنات العدوان السعودي الامريكي على اليمن ، أنه أظهر الوجوه القبيحة - لبعض القوى الحزبية - التي جعلت من الوطنية مكياجا تتزين به لتستر قبح وجوهها وندوب عمالتها للسعودية وخصوصا المؤلفة جيوبهم وبطونهم من القوميين والرفاق .
على سبيل المثال : بعد أن سقط الرفيق جار الله عمر شهيدا - على يد أحد خريجي جامعة الإيمان - في احتفالية نظمها حزب الإصلاح ودعا اليها الشهيد، أبشمنا الاشتراكيون بأحاديثهم وخطبهم عن الأخذ بالثأر لدمه واختصروا ثأرهم بتروسية صحيفة الثوري تحت صورتة بالقول : لن يمروا ! وأنتظرنا كل هذه المدة لنرى كيف سيكون مصير قتلة جار الله عمر، لكن القتلة مروا ومروا وداسوا على كرامة الرفاق وانوفهم بعد أن أكل الرفاق وشربوا وحلّوا على موائد حميد والآنسي وملئت بطونهم وجربوا قات تجار الإصلاح وظروفهم المليئة بدّية جار الله التي استلموها بالتقسيط قيمة عزومات غداء وقات ومصروف جيب يومي .
ومرّ الرفاق الى الرياض بعد أن خانوا دماء جار الله وماجد مرشد وغيرهم الكثير، كما خانوا رفاقهم كالعادة : ماركس ولينين وعبدالفتاح اسماعيل ، خانوا المبادئ الاشتراكية ، والاطروحات البروليتارية وقواعد الحزب فرداً فردا ، خانوا الوطن وفرطوا بالوحدة ومروا مع الإصلاح الى عيال سعود لأخذ ما تيّسر - هكذا أصبح تفسيرهم لليسار أخذُ ما تيسّر - من فُتات موائد الكبسة وما تيّسر من مصروف شهري أواخر كل شهر هجري .
الخيانة تجري في دم الرفاق من زمان وذلك لأنهم مثقفون اولاً ويجب أن ينطبق عليهم وصف نبيهم لينين القائل :( المثقفون هم اقدر الناس على ارتكاب الخيانة لأنهم اقدر الناس على تبريرها ) .
وكذلك يٌفهم من سلوك الرفاق أن شرط الانتماء الى حزب الكادحين أن تخون العمال والفلاحين في اي وقت تحتاج فيه الى تحسين ظروفك المعيشية- عن طريق الظروف المليئة بالمال - وتشعر فيه بالخطر على حياتك وبالتالي يجب أن تضحي بالآخرين من أجل نفسك ، هكذا يقول سلوك الرفاق ، فكم يا رفاق كانوا رفاقاً نهاراً وعسساً ومخبرين بالليل ومعظم ضحايا الرفاق من رفاقهم ، فالرفيق الحقيقي كي يكون كذلك ومحل ثقة الرفاق يجب أن يخون الرفاق ، هذا هو المدخل الحقيقي لفهم خيانة الرفاق لمبادئ الحزب وكوادره وكنادره في الرياض ، بدون ذلك لا نستطيع ان نفهم تحّول الحزب من أقصى اليسار الى أقصى اليمين ، من لينين وماركس الى محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا ومن مواقف تشي جيفارا الى بصائر على محسن ومن مقولات ماتوسي تونج الى تنظيرات الزنداني واليدومي ومن أخذهم للصور في الساحة الحمراء الى المقيل في صندقة حميد .
مع كل التقدير والاحترام لبعض الرفاق الذين ظلوا أوفياء لمبادئ الحزب ولم يدخلوا صندقة حميد حتى اليوم .
في الأحد 26 يونيو-حزيران 2016 12:31:16 ص