|
بمناسبة حلول رمضان خذوا مني هذه النصيحة: لا تتأملوا خيراً من مسؤول لديه حاشية تعظمه وتقدسه وتمدحه ليلاً ونهاراً.
هذه النصيحة عن تجربة، والله، وأنا أضمن لكم أنها من أحكم النصائح التي ستسمعونها في حياتكم.
وبما أنني عايشت عدداً من هؤلاء وأصبحت أعرفهم حق المعرفة، فسأكتب لكم مواصفات المسؤول غير الجدير بالثقة:
- لديه حاشية لا يتخلى عنها أبداً، وكلما تم تعيينه في مكان جديد أخذ حاشيته معه.
- هذه الحاشية تحاول أن تفرض عليك تقديسه وتعظيمه، ويجب عليك أن تقتنع بأنه أكمل الناس إيماناً وحكمة ووعياً، وإلا فأنت من المغضوب عليهم.
- مواقفه وتصرفاته غير منسجمة مع الدين والقرآن، برغم أنه يتحرك باسم القرآن ويعشق توجيه المواعظ للآخرين.
- بعد أن يتم تعيينه في أي مؤسسة، يتعرض كادرها الأساسي للإقصاء أو التطفيش، حتى يخلو الجو لحاشيته وأصحابه المقربين.
- أول شيء تستولي عليه هذه الحاشية هو مستحقات الكادر الأساسي، فتبدأ السرقة وأكل حقوق الموظفين.
- أي مؤسسة يتولى إدارتها تفشل وتتدهور بشكل سريع، حتى لو كانت في قمة النجاح قبل أن يتم تعيينه فيها.
- أخيراً وهي أهم نقطة، ستلاحظ أن هذا المسؤول وأصحابه دائماً يزايدون عليك في إيمانك، ويطعنون في إخلاصك، ويشككون في انتمائك للمشروع القرآني.
سيقول البعض إنني أصبحت أحب الانتقادات والتذمر.
أنا لا أحب الانتقادات، ولكن من يسكت ولا ينتقد هذه التصرفات فليس إنساناً.
لا يجوز أن نسكت ونحن نرى من يمارس الظلم باسم المسيرة القرآنية، فهذه خيانة لله ولرسوله وللعلم القائم.
تخيلوا أنني أعرف أشخاصاً تُنهب رعايتهم للعام الثالث على التوالي، ومن قبل دائرة تعد منبر الإيمان والثقافة القرآنية.
والمصيبة أن نفس السيناريو يتكرر في دوائر ومؤسسات كثيرة، ثم نصيح ونستغرب: ليش ينفر الناس من المسيرة القرآنية؟ ليش فلان أصبح مرتزقا؟
الإجابة واضحة أمام أعينكم يا سادة، ممارسة الظلم باسم الجهاد والمسيرة هو السبب، فأنتم تعرفون أن نسبة الوعي والإخلاص تختلف من شخص لآخر.
البعض لا يفهم أن أولئك لا يمثلون المسيرة القرآنية بمبادئها وقيمها العظيمة، وأن تصرفاتهم معاكسة لموجهات سيد الثورة الذي ملؤوا قلبه قيحاً، فيترك الجهاد أو ينقلب ضد الأنصار بسبب ذلك التصرف.
صدقوني لو تم ترجمة موجهات ومحاضرات قائد الثورة على أرض الواقع لما بقي مرتزق في بلادنا، وستهوي أفئدة الناس للجهاد بصف المسيرة من كل الدول العربية.
قبل فترة كتبت مقالاً بعنوان “الواعي الكذاب”، فأثار المقال حفيظة عدة أشخاص وبعضهم أرسل لي رسائل لوم وعتاب.
لا أدري كيف شعر كل واحد منكم أنه المقصود بالمقال..!
المهم لا تزعلوا مني، وإن كنتم مجاهدين حقاً فاتقوا الله وأوقفوا الظلم، وتعاملوا مع الناس بإحسان كما يأمركم السيد العلم.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 12 مارس - آذار 2024 11:22:18 م