|
على رفاة هيبتهم التي اغتالها الطوفان الفلسطيني بعد ان بلغوا بها من العمر ستة وسبعون عاما اشعلوها حرب لا تبقي ولا تذر على غزة نقطة ضعفهم،
التي لطالما تسببت لهم بانكى الهزائم، شعاراتهم المعلنة استعادة الرهائن والفتك بمن فتك بهم وقزم حجمهم من المقاومين الذين ثاروا غضبا على أرض تغتصب و مقدسات تدنس وتغلق بوجه شعب بات غريبا على وطن لم يعد له فيه إلا قليلا تزاحمه عليه المستوطنات الصهيونية، بينما نواياهم المبيتة القتل والتهجير وجعل غزة خاوية على عروشها ومن ثم بسط النفوذ والاستيطان وعليها أعانهم الغريب البعيد الذي لولا دعمه منذ النشأة لما كان للصهاينة كيان تذكر ولا سلاح يفتك بمن يعارض مشيئته واحتلاله وبه اليوم تذبح غزة من الوريد إلى الوريد في ظل خذلان القريب الشقيق لولاه لما كان للصهيونية جرأة في اجتزاء الأرض واحتلالها وأسر مقدساتها، الا مارحم ربي من العرب الأقحاح الذين كانت فلسطين محور اهتمامهم وباتوا شركائها في مصاب غزة !!
وعلى ذات الغارة التي سقطت على غزة فاحت رائحة الموت إلى كل شوارع الأرض وازقتها وسالت الدماء وبلغ غبار الدمار والدخان عنان السماء، لم يسلم أحد في غزة من خبث هذه الحرب التي اغتالت الحياة بمن فيها من اطفال قبل أن يأخذوا شهقتهم الأولى بالحياة لم تظلمهم اقدارهم بل قضاء وقدر امريكا التي تدعم حق الصهاينة في الدفاع عن أنفسهم والانتقام حتى من خدج حاولوا التشبث بالحياة داخل حاضنات لم يخرجوا منها إلا جثثا هامدة.
غير أن غزة المثقلة بالمأساة والخذلان حتى اخمص الروح استطاعت ان توصل أنينها إلى مسمع الإنسانية في كل الأرض وجعلتها تستفيق لتتبرأ من جرم تاييدها كيان للصهانية على انقاض دولة فلسطين،
غير أن هذه الحرب التي مر عليها أشهر خمسة دون تحقيق أي إنجاز يذكر سوى قتل الأبرياء بما فيهم الرهائن الذين كانت رصاصات الباحثين عنهم اسرع اليهم من اياديهم،
فسلطوا الجوع على غزة كسلاح مميت أصابها بمجاعة وجعلها مسرحا للموت اللئيم اغتال الكثير كما اغتال الكثير من الدعم للكيان الصهيوني ممن أسائتهم بشاعة الجريمة، وجعل بعض العرب على خجل يهرعون بمظلات محملة بالغذاء،
منها ما سقط في البحر والبعض سقط بالقرب من السياج الفاصل الذي يتمركز عليه جيش الإحتلال والبعض منها سقط على رؤوس طالبيه وقد كان بامكانهم إيصالها عبر معابرهم التي اغلقوها بوجه غزة، ولم تكن مساعداتهم التي اسقطوها بطريقة مهينة لهم قبل المستهدفين بها الا بمثابة كمائن للباحثين عما يسد رمق أطفالهم اغتالتهم رصاصات الصهاينة قبل أن يصلوا إليها.
وكذلك فعل بايدن الذي احس بالخطر على كرسي الرئاسة بسبب تورطه في حرب غزة وباربع طائرات محملة بالغذاء سارع إليها معترفا بمظلومين كثر طالتهم الحرب ليأتي فيما بعد بقرار إنشاء ميناء بغزة لأمداد سكانها بالمساعدات وكأن مشكلة الجوع فيها ازمة معابر لا ازمة قرارات يذبحها الفيتو الامريكي على طاولات مجلس الأمن.
وهاهي الحرب تدخل شهرها السادس الذي يصادف شهر رمضان ولا تزال غزة شامخة ومتكئة على بطولات ابنائها المرابطين في ثغور الجهاد وجبهات اعدوا لها مايسوء العدو الذي بات يترنح على عكاكيز الهزائم و ودمار يوشك ان يسقطه الإختلاف بين اعضاء حكومته ومظاهرات شعبها المطالب بإقالتها وحل سياسي ينهي الحرب ويعيد الرهائن.
نقلا عن : السياسية
في الأحد 17 مارس - آذار 2024 03:06:17 ص