|
المخمورون بزبيبة الذين تحدث عنهم سيد الثورة يحفظه الله، في إحدى محاضراته الرمضانية وقبل حوالي ستة أعوام إنْ لم تخني الذاكرة؛ كثيرون هذه الأيام، ولا تكاد تخلو منهم مؤسسة أو جهة حكومية، إنهم الذين ثبت عجزهم وفشلهم طوال سني الصبر والصمود اليماني في وجه العدوان الإجرامي الأمريكي السعودي، وبرغم عجزهم وفشلهم الذي لا يختلف عليه اثنان؛ فإنهم لايزالون يتصورون لأنفسهم مكانة ودورا كبيرين، فهم قطب الصمود اليماني ومحوره، وصناع كل هذه التحولات الكبرى، والإنجازات العظيمة التي تحققت بفضل الله على يد القائد والمجاهدين عليهم سلام الله ورضوانه، لكن هؤلاء المخمورين بزبيبة يرون أنهم هم كل شيء، فلولاهم لما كان لليمن قيادةً ومجاهدين وشعباً كل هذا الحضور المشرف في معركة الطوفان، ولولاهم لما صُنِع صاروخ، ولا انطلقت مسيرة، ولا تم إغلاق البحرين العربي والأحمر، والمحيط الهندي بعد ذلك في وجه الملاحة الصهيونية، لذلك باتت لدى هؤلاء السكارى قناعةٌ مفادها أن أي حديث عن الشعب اليمني في آلامه وآماله وتطلعاته في هذه المرحلةِ إهدارٌ للوقت والجهد في ما لا طائل من ورائه، وأن أي محاولة لتصحيح خطأ، أو تعديل مسار، أو تصويب فكرة أو نظرة، أو حل لمشكلة ما؛ دليلٌ على مدى صغار ووضاعة ومحدودية نظرة وتفكير أصحابها، وشاهدٌ حيٌ على خيانتهم للقضية الفلسطينية، وارتباطهم بمشاريع وسياسات قوى الهيمنة والاستكبار.
وها هو عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء يعبر عن هذه القناعة بكل وضوح، وذلك حينما اعتبر أن مناقشة صحيفة "لا" لقضية فرض الجامعة على طلاب مستوى رابع أن تكون مشاريع تخرجهم قائمة على التعريف بالكليات والأقسام والمراكز التابعة للجامعة، مع العلم أن هذا القرار جاء متأخراً، وبعد أن قطع الطلاب أشواطا كبيرة في مشاريعهم، وبعضهم قد أكمل مشروعه ولم يبق سوى أن يسلمه، ناهيك عن المبالغ المالية المهولة التي خسرها هؤلاء الطلاب قياساً بظروفهم المادية القاسية؛ أمراً لا يستحق الوقوف عنده، ولا التعليق عليه، وقال لزميلنا بالنص: "كنت أتوقع منكم أن تعملوا معي لقاء عن العدوان على غزة، أو عن مشاركة القوة البحرية والصاروخية وسلاح الجو الم سير في معركة طوفان الأقصى، اكبروا اكبروا شوية"!
وهو بذلك خرج عن اللياقة والوقار اللذين لا بد أن يظهرا عليه كأكاديمي، كما أكد أن مصير ومستقبل الطالب الجامعي في كلية الإعلام التي هي تحت إدارته شيءٌ لا يعنيه، إذ هو من سفاسف الأمور بالنسبة له، فهو بحسب ما يعتقد معنيٌ بالصاروخية وسلاح الجو المسير، لا بكلية الإعلام.
إن هذا الكبير قد نذر نفسه لفلسطين، لذلك لا يكاد ينطلق صاروخ، ولا مسيرة إلا بعد استشارته وأخذ موافقته، ولم يتم استهداف سفينة صهيونية أو بريطانية أو أمريكية إلا وكان له اليد العليا بالتخطيط والرصد والتنفيذ!
عقولٌ خفيفة، ونفوس عاجزة خاوية قاصرة مقصرة، تحاول الحلول محل جنود الله، بعد أن فرطت بمهمتها، ونسيت واجبها ودورها. إن هذا المسكين لم يكن يعلم أن لاء في قلب الطوفان، ولم يسبق لوسيلة إعلامية أن قامت بعشر معشار ما قامت به "لاء" في نصرة ومساندة القضية الكبرى، ولو كان فعلاً صادقاً في دعواه؛ لوجدنا قراراً بجعل مشاريع التخرج كلها لصالح القضية الفلسطينية، لا أن تكون لصالح جامعة صنعاء.
نعم لقد أخطأ العميد، وأي خطأ! فهنا بالذات كانت غلطة العميد بألف.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 19 مارس - آذار 2024 02:02:05 ص