|
كلهم يدّعون الإيمان، وكلهم يقول بأنه يعبّر عن المشروع الثوري الجهادي التحرري، وكلهم في شهر رمضان المبارك يتحلقون حول الشاشات لسماع هدى الله على لسان سيد الثورة أبي جبريل أيّده الله... نعم، كلهم بلا استثناء؛ ولكن هل انعكس هذا الهدى على سلوك مسؤولينا هؤلاء وأخلاقهم وقراراتهم وتوجهاتهم العملية؟! هل سمعتم أن أحداً من مسؤولينا في حكومة التصريف أو في سواها بعد أنْ سمع محاضرات السيد المولى سيد الثورة عن اليوم الآخر بما فيه من أهوال وحساب وجزاء وجنة ونار، قام بإصلاح ما أفسد بجهله وعبثيته وتغابيه واستهتاره من أمور متعلقةٍ بحياة الناس في حاضرهم ومستقبلهم؟! هل سمعتم أن أحدهم سعى لإنصاف مظلوم من نفسه أو من حاشيته والمقربين منه وخاصةِ أهله؟! هل ثمة شخصٌ من بين أصحاب المعالي والفخامة بادر لتنفيذ توجيهات سيد الثورة بإنصاف فلان من الناس ورد اعتباره بعد أنْ ذاق على امتداد سبع من السنوات الأمرين على يد أحد المحسوبين على الثورة والثوار، ولكنه يختلف عنهم في بنيته وتركيبته النفسية التي هي مزيجٌ من إبليس وفرعون؟!
إنهم بعيدون كل البعد عن هذا، وليسوا بمورد الاستجابة لله ولرسوله؛ كونهم لا يملكون القابلية والاستعداد لاستيعاب هدى الله، ووعيه وعي علم ودراية وحركة، وبالتالي القيام بتغيير أنفسهم وبنائها على ضوئه، فيسهّل عليهم ذلك عمليةَ تغيير الواقع من حولهم، فينمحي الشر ويزول الفساد والظلم، ويعم الخير جميع الناس، ويرى المجتمع برمته العدالة وهي تحكم حياة وحركة الفرد والمجتمع والكبير والصغير والقوي والضعيف والغني والفقير والمسؤول والمواطن البسيط.
وقبل الختام، لا بأس في إعطاء شاهد من واقعنا على وجود النفسيات التي هي مزيجٌ من نفسية إبليس وفرعون كما سبقت الإشارة إلى ذلك في بداية الحديث، إن هذا المزيج الماسخ، والتركيب الخطير، قد لمسته في شخص أحد عالي الجناب ورفيعي المقام، بل هو من أكثر الناس حديثاً عن العدل والإنصاف، في الوقت الذي يمارس فيه أشد وأقسى وأبشع أنواع الظلم، ولما استطاع المظلوم إيصال مظلوميته وشكواه إلى سيد الثورة أيده الله، بادر هذا الظالم قائلاً: "والله لأجعلنّ فلاناً الذي اشتكاني إلى السيد القائد يأكل من برميل القمامة!". هكذا بكل عنجهية وعلو واستكبار؛ إذ يرى نفسه كل شيء، أما الذي ظلمه، ونكل به، ودمر حياته، فهو بنظره لا شيء، لذلك مَن هو حتى يشكوه إلى سيد الثورة؟!
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 25 مارس - آذار 2024 12:52:40 ص