|
إنني وجدتُ قائدًا شجاعًا يقودُهم وأوتيّ من كُـلّ شيء وله عقل حكيم، وجدته وقومه يرفعون شعار الولاء والبراء للعلن، ويحملون رخصة سلاح يجولون بها بحار العالم، نعم! وجدتهم يملكون شرعية -مطلقة – لفعل أي شيء دون توجسّ أَو خِيفة من أحد، وصواريخهم تتصيد السفن الأمريكية والإسرائيلية واحده تلوى الأُخرى، ومُسيَّراتهم لا تخطئ الأهداف -القصوى- رصدًا وقصفاً.
وجدتُهم يؤمنون بالله وحده؛ لا تحالف بريطانيا مع الولايات قد أرعبهم، ولا قرارات مجلس الأمن والفيتو قد أعاقهم، لا وحدة عربية -مستعصية- تثنيهم عن مواقفهم، ولا تطبيع الحكام العرب يزعزع من ثقتهم بإيمانهم، شعارهم الموت لأمريكا مع “إسرائيل”، وأفعالهم تؤكّـد كُـلّ ذلك عين اليقين.
وجدتهم وسيدهم باسطيّ نفوذهم على البحار شرقًا وغرباً، وعلى المحيطات أسيوياً وإفريقياً، فتارةً يستولون على السفن التجارية، وتارةً أُخرى يدمّـرون البارجات الحربية.
وجدتهم يستمدون قوتهم من إيمانهم الإلهي، وعزمهم من سلاحهم الذاتي، ليسوا في حاجة لترخيص أممي ليعبروا البحار السبعة، ولا لأذن مجلسي ليدمّـروا كُـلّ السفن والبوارج الحربية.
وجدتهم أحراراً يجولون بسلاحهم من مضيق باب المندب، امتداد بحريّ الأحمر والعربي، وبالانحدار الاستوائي إلى خليج عدن والمحيط الهندي، ومن ثم عبورًا من قارة أسيا مضيقًا وبحرًا، إلى قارة إفريقيا محيطاً ورأس الرجاء الصالح باحثين فيه عن صيد.
وجدتهم وسيدهم يأخذون كُـلّ يوم سفينة صهيونية غصباً، ويدمّـرون كُـلّ بوارجهم عنوةً وقهرًا وجبراً، نفوذهم باسط ذراعيه بالمضيق، لا يغادرُ سفينة تجارية -أَو متعددة الجنسية- إلا وأحصاها رقيب يماني، ولا سفن حربية أَو أساطيل بحرية إلا ودمّـرها تدميرًا، وأحصاها عدًا ورصداً، ولو اطلعت عليهم سفن الكيان وأساطيل الأمريكان لولت منهم فرارًا ولملئت منهم رعباً.
وجدتهم وسيدهم -طلقاء السراح- لا وصاية عليهم، ولا تبعية إذعانية لأي غربيًّ منهم، لا يهابون قوة أمريكا مع “إسرائيل”، ولا يخافون بأس بريطانيا مع الأعراب المطبِّعين، لا الإمبراطورية الخِتيارِية أرعبتهم، ولا الولايات المتحدة وربيبتها أعاقتهم.
قالوا لن نصدقك يا هذا إلا بعد أن تُرِيَنا كُـلَّ ذلك جهرةً، أَوَلَمْ تؤمنوا بعد كُـلّ ذلك؟! قال الذين في قلوبهم كفر ونفاق، وجبن ورياء، وتخاذل وكبرياء، سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين، قالت أمريكا يا أيها الملأ -بريطانيا و”إسرائيل”- إن المؤمنين إذَا دخلوا معركة حسموها، وإني مرسلة إليهم بطائرات الشبح تجوب في سمائهم -لتدمّـر منصات صواريخهم وقواعد مُسّيرِاتهم- فناظرة بما يرجع الطيارون.
قال القائد الهُمام أيضربوننا بطائراتهم، ارجع إليهم أيها الطيار الخاسر، فوَاللهِ لنأتيَنَّهم بصواريخ ومُسّيرِات -عابرة للقارات- لا قِبل لهم بها، وينادي القائد على الملأ -القوة الصاروخية- أيكم يأتيني بسفينة تبحر الآن في المحيط الهندي قبل أن يأتوني صاغرين، قال عفريت من الفرط صوتي أنا آتيك بها قبل أن تنطفئ نيران سابقاتها، فلما نظروا إليها وهي تشتعل خروا صاغرين، اليوم آمنتم بضرباتنا بعدما أدرك سفنكم الغرق في ظلمات البحر؟ قالوا لم نكن نعلم بأنكم تملكون من الإيمان ما لا نملك!! ومن السلاح ما لا نقتدر عليه.
إذن عمّ يتساءلون اليوم؟ عن النبأ العظيم، وعن القائد الحكيم! وعن ماذا أيضًا؟ عن النصر المبين لا محالة! ولماذا الكل في ترقب مُستمرّ!!؟ للبيان الصادر،! وللصاروخ العابر!! وللمُسيّر الهادف!! وعن ماذا يتحدث العالم اليوم؟ عن الجنون المفرط الذي أصبح مطلق السراح!! حر التجول! يحمل رخصة سلاح، عابر للقارات! بِحارها مع المحيطات، وعن ماذا أَيْـضاً اخبروني؟
عن النفوذ الذي امتد شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا، بحراً وجواً، آسيويًّا وإفريقيًّا.
والسؤال المحير الذي أصبح -اليوم- الشغل الشاغل للصغير والكبير والعدوّ والصديق والتحالف والقطيع: كيف يؤتى كُـلّ هذا لرجل يقطن في دولة نامية -معزولة- تكالب عليها الأعداء من الداخل قبل الخارج؟! وكيف يخرج كُـلّ هذا النور من ظلام مطبق من الحروب والدمار والمعاناة؟ وكيف يتجلى هذا الإيمان الإلهي من دهاليز مظلمة، وأجواء ضبابية معتمة؟!
إذن إننا اليوم أمام حَدَثٍ تاريخي هو في ذاته آية وكرامة لصاحبه.
والقضية اليوم -موقف عالمي- تعود لتطرح نفسها من جديد رغم أنف الإلحاح العدواني -الثلاثي- الجهير!! وغدًا بلا شك ستأتي أمريكا مع حلفائها -لصرحِنا صاغرة- لتكشفَ عن ساقها خضوعًا وذُلاً وانكساراً وهزيمةً، وأما إسرائيل -ربيبتها- فقد بانت اليوم عورتَها، وبريطانيا -معها- قد ظهرت للعالم شيخوختها.
ونحن أبناء هذا الزمان سوف نشهد هذه الخاتمة، ونرى بأعيننا انهدام هذا الهيكل الأُسطوري لكثرة ما سال من دم، لترتفع جدرانه عالية؛ فعمر الباطل مهما طال هو -في عُمر الأبدية- مُجَـرّد ساعة.
*نقلا عن : موقع أنصار الله
في الإثنين 25 مارس - آذار 2024 12:59:11 ص