المحلل السياسي عبد العزيز أبو طالب: صمود اليمن أفشل المخطط الصهيوني الأمريكي لجر المنطقة إلى الهاوية
عبدالعزيز أبو طالب
عبدالعزيز أبو طالب

أيمن قائد – المسيرة نت: سجل الشعب اليمني على مدى 9 سنوات مضت صموداً لا نظير له في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني.

 

صمود الشعب اليمني وتماسكه على المستوى الرسمي والشعبي وجبهته الداخلية أذهل العالم وأفشل مخطط تحالف العدوان في احتلال البلد؛ حيث انصدم الأعداء بالصلابة وقوة الإرادة والعزيمة وفي المواجهة والتحدي على الرغم من حجم العدوان وجرائمه وتأثيراته التي هدفت إلى القضاء على المشروع القرآني المناهض للقضية الفلسطينية التي حملها الشعب اليمني على عاتقه ضمن مسؤولياته الدينية والأخلاقية، وكذا ضمن مساعي العدو في استهداف المنطقة بكلها.

هذا ما وضحه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- في كلمته عشية ذكرى اليوم الوطني للصمود بوجه العدوان، والذي قال إن العدوان على بلدنا هو عدوان بإشراف وتخطيط أمريكي وبريطاني وإسرائيلي في سياق مخطط لاستهداف المنطقة بشكل عام، وأن هذا العدوان أتى في إطار خطة شاملة في المنطقة لإعادة ترتيب وضعها تحت قيادة العدو الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية، وأن العناوين التي رفعها التحالف قد افتضحت وكانت تسعى لإدخال المنطقة في الحضن العبري؛ وهو ما حدث ويحدث بالفعل.

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي عبد العزيز أبو طالب إن العدوان على بلدنا هو بإشراف أمريكي وفي إطار خطة أمريكية إسرائيلية بريطانية وتنفيذ من جانب التحالف بهدف استهداف الأمة وتصفية القضية الفلسطينية، وأن يكون الإسرائيلي هو من يقود المنطقة، معتبراً الصمود اليمني أمام العدوان يعكس عظمة الشعب والقيادة في مواجهة التحديات وكافة الأخطار.

ويشير أبو طالب خلال مداخلة هاتفية له مع برنامج "إيجاز" الذي يبث عبر إذاعة صنعاء إلى أن دول تحالف العدوان ليست دول ذات استقلالية وليس لديها أي مشروع وأن دويلة الامارات أقيمت مؤخراً لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وأن السعودية هي صناعة بريطانية ومحمية أمريكية، معتبراً هذه الدول بأعمالها التخريبية هي لا تخدم سياساتها لكونها أدوات قذرة للأمريكي والبريطاني لتنفيذ مشاريع التخريب بين الشعوب بهدف ضمان استمرار إقامة الكيان الصهيوني في المنطقة.

وفيما يتعلق باستهداف العدوان للمدنيين واستخدام الحصار الاقتصادي للبلد يقول أبو طالب إن ما جرى من جرائم وحشية باستهداف المدنيين وهي جرائم محرمة في قواعد الحرب ومخالفة لاتفاقات جنيف الأربع التي تنص بعدم استهداف المدنيين ؛ فإن هذا الاستهداف هو نفس ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية للاستهدافات في العراق وفيتنام وسوريا وكثير من الدول بالممارسة بذات الآلية والأسلوب ، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تتخذ من الحصار الاقتصادي وسيلة خانقه لكل من يعارض سياستها ، سواء في منطقتنا العربية والإسلامية أو خارجها كروسيا والصين وفنزويلا وكوبا وغيرها من الدول التي وقفت بوجه المشروع الأمريكي ، معتبراً الأدوات "السعودي والإماراتي " تمارس نفس الآلية الأمريكية التي مارستها من قتل واستهداف للمدنيين في اليمن.

ويردف قائلاً " بأن آلية الاستهداف هي نفس الآلية التي يمارسها النسخة اليهودية من الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة في الكيان الصهيوني وما يرتكبه من جرائم إبادة ووحشية وسط تغييب للعدالة والحقوق والمنظمات ،مؤكداً أن هذه دلالة واضحة أن ما قام به العدوان على بلدنا نفس ما يقوم به الكيان الصهيوني على غزة باعتبار المحرك واحد وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي مولت كلا الدولتين سواء السعودي والإماراتي أو كيان العدو الصهيوني بتمويل واحد وبسلاح أمريكي، معتبراً أن كل شهيد في اليمن أو في فلسطين هو شهيد سقط بأيادي وسلاح أمريكية ،وأن لا غرابه بين الأدوات والتشابه في الاجرام والوحشية.

ويلفت إلى أن هدف العدوان هو احتلال اليمن بكلها لأنهم يعتبرونها حديقة خلفية ويريدون أن تبقى تحت الوصاية والتبعية ولكن مع وجود ثورة 21 سبتمبر فشلت تلك المحاولات وتفاجئوا بالبأس الشديد من مختلف المحافظات في مواجهة القوى الغازية لذلك فشل التحالف في احتلال اليمن بالرغم من سيطرته على أجزاء واسعه منه.

وفيما يخص نظرة السيد القائد منذ الوهلة الأولى للعدوان على اليمن بأن هذا العدوان هو أمريكي، وجاء في إطار مخطط شامل على المنطقة لتمكين إسرائيل في المنطقة ؛ يرى الناشط أبو طالب أن ذلك يعكس وعي السيد القائد بنفسيات ومخططات المشروع الغربي والصهيوني في المنطقة، لافتاً إلى أن الأعداء يريدون ذلك من خلال عدة أساليب استخدموها والتي منها أنهم هدفوا لتدمير الشعوب والجيوش القوية الذي ينظرون اليها كتهديد خطير عليهم ؛ حيث نفذوا ذلك قبل 30 عاماً في احتلال العراق وتدمير جيشه، ثم استهداف سوريا والسودان واليمن والجزائر، أما مصر والأردن باعتبارهما دولتان مطبعتان مع الكيان الصهيوني فقد تم تدميرهما اقتصادياً من الداخل حتى أصبحا مقيدين لا يستطيعان ممارسة أي نوع من المقاومة ، معتبراً أن الدول العربية المطبعة واهمة في أن تحصل على السلام من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني فالشواهد واضحة والحقائق جلية من الدروس والآيات القرآنية كذلك.

ويرى أنه ومهما ضربت هذه الأمة وتم استهدافها فإنها تنهض من جديد؛ لأنها تعيش حالة من الحياة المستمرة بوجود القرآن الكريم ، مشيراً إلى أن اليمن منذ ظهور المشروع القرآني، قد بدأت في مواجهة مشروع كيان العدو الصهيوني والغربي في المنطقة ، ومع أن اليمن بدأ في مواجهة العدو الأمريكي والبريطاني اسناداً لغزة، وجدت الكثير من المكونات انضمت إلى المحور عندما أثبتنا لهم أن أمريكا وبريطانيا ليستا بتلك القوة التي تصوروها فقوة الله هي فوق كل قوة ، كما أدى هذا الموقف إلى حياة لدى الشعوب، وأمل بأن هناك خير في المقاومة والمواجهة.

فلسطين قضيتنا

 

أما من حيث ما يعطيه السيد القائد من مساحة كبيرة للقضية الفلسطينية في خطاباته وجل المناسبات ؛ يقول أبو طالب إن هذا دليل على المسؤولية الدينية والعروبية والأخلاقية والإنسانية للسيد القائد والتي يستقيها من المشروع القرآني ، مشيراً إلى أن شعار الصرخة هو البداية الأولى في الدفاع عن القضية الفلسطينية وما يحتويه من مضامين، وأن جل محاضرات الشهيد القائد كانت تدور حول العداوة وفضح المخططات وتبني القضية المركزية فلسطين ، معتبراً موقف اليمن بعملياته الداعمة لقطاع غزة في معركة طوفان الأقصى يثبت صدق السيد والشعب بالوقوف مع فلسطين وقد أصبح لدينا شهداء وقد قصفنا كما يقصفون تماماً.

ويوضح أن السيد القائد قد اعتبر العدوان علينا بسبب موقفنا من القضية الفلسطينية، وأن العدو الأمريكي دائماً يحاول تحييد القوى التي تناوىء المشروع الصهيوني، وأنه قد استطاع تحييد بعض الدول العربية كالخليجية ومصر والأردن، لكن معضلته وجدها في محور المقاومة الذي وقف مع القضية الفلسطينية ورفض القبول بإملاءات الأعداء.

وفي قول السيد القائد إن العدوان هو بإشراف وتخطيط أمريكي بريطاني إسرائيلي في سياق استهداف المنطقة بشكل عام ونحن الآن في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر"؛ يعلق الناشط أبو طالب " بأننا لم نكن ننظر للأدوات كأعداء، وأننا لم نستخدم ورقة البحر الأحمر إلا بعد أن شعرنا بأن فلسطين أصبحت مهددة، معتبراً بأن هذه الحروب لم تكن ضمن الحرب المباشرة مع العدو الصهيوني؛ إلا بعد أن فشلت الأدوات عن تحقيق الأهداف الأمريكية والغربية، لذا حضر الأعداء من ثلاثي الشر بأنفسهم للمواجهة.

ويوجه قوله بأنه مع هذه المواجهة المباشرة مع العدو ستكون من بينها رسالة موجهة للدول العربية بأن عليهم المشاركة في هذه المعركة، لأن العدو إذا نجح -لا سمح الله- في هزيمة محور المقاومة لأنهم سيكونون الضحية القادمة وأن التاريخ يشهد ما قامت به الدول الأوروبية في فترة الاستعمار وفترة الحروب الصليبية، معتبراً أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا الاستهداف هو التمسك بكتاب الله والسير بدرب المقاومة مع تحقيق النصر.

 

لا داعي للمماطلة

وفي مخاطبة السيد عبد الملك لدول تحالف العدوان ودعوتهم لعدم المماطلة من استحقاقات السلام والتي هي من باب القوة والنصر وليس الضعف أو الاستسلام ومن أجل الحفاظ على أمن المنطقة يرى المحلل السياسي عبد العزيز أبو طالب بأن هذه الرسالة هي رسالة تحذير أخير؛ لأن السعودي والإماراتي ماطل كثيراً واستغل الظروف الإقليمية بسبب الحرب على غزة واعتقد بأنهم سيكونون بمنأى عن تنفيذ الاستحقاقات والوعود التي التزم بها ، واعتقد بأننا انشغلنا بفلسطين، وهذا سينسينا مظلومية اليمن لذا أتت هذه الرسالة ، متبعاً بأن هذه الرسالة تذكر العدو السعودي والإماراتي في مسؤولياتهم والتزاماتهم، وبأن الشعب اليمني لا يمكن أن يفرط بمكتسباته وتضحياته ويفرط في حقوقه ، لذلك ذكر السيد الكثير من الأرقام والاحصائيات المختلفة لتذكير هؤلاء فيما ارتكبته أيديهم من بشاعة وتذكيرهم بمسؤولياتهم في إعادة الإعمار وتعويض الخسائر، وأنها دعوة أخيرة وتحذير وتنبيه لهذه القوى ، مشيراً إلى أن هذه الرسالة أتت في خضم المعركة مع الأمريكي والبريطاني التي تعتبرهم الإمارات والسعودية ولي النعمة وأربابهم والممول بالسلاح وأنهم القوة التي لا تقهر ؛ ولكن اليوم نحن نقهر أسيادكم وأنتم لستم إلا أذناباً ويجب عليكم الالتزام مالم فإن القوة هي التي تجعلكم ترضخوا لتنفيذ هذه الاستحقاقات.

*نقلا عن : المسيرة نت


في الإثنين 01 إبريل-نيسان 2024 02:19:21 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=13207