|
يُعرف الشعر الحميني برقَّة ألفاظه ومقاصده المتعددة التي تبدأ بالدعاء والتوسل في بداية القصيدة، ثم الانتقال إلى التغزُّل، لتنتهي القصيدة بالصلاة على النبي، كما هو السائد في معظم قصائد الغناء الصنعانية.
وقد كان هذا من سمات القصيدة الغنائية، ولا علاقة له بأي أيديولوجيا أو توجُّه ديني أو سياسي. وبقيت هذه السمة سائدة وطاغية لمئات السنين على الشعر الحميني، سواء تم غناء القصيدة أو بقيت على الورق.
وبالتأكيد لم تكن كل القصائد الغنائية تبدأ بالتوسل والدعاء، وتنتهي بالصلاة على النبي، فقد بدأ ابن فليتة قصيدته: “لي في ربا حاجر غزيِّل اغيد”، دون أي دعاء أو توسل، رغم أنها أول قصيدة كُتبت في الشعر الحميني، كما يقال.
هذا النوع من الشعر كان يكتبه كل شاعر متمكن، وليس صحيحاً أنه كان محصوراً في فئة معينة، فقد كان القضاة والحكَّام يكتبون هذا النوع من الشعر، وقد اشتهر منهم: القاضي محمد بن عبدالله شرف الدين، والقاضي عبدالرحمن الآنسي، وابنه القاضي أحمد عبدالرحمن الآنسي، والقاضي علي العنسي، ولولا هؤلاء الأربعة العمالقة لما كان لدينا فن غنائي بهذه الكثرة والجودة.
وبالتأكيد لم يكن الشعر محصوراً في هذه الطبقة، فقد كان هناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا قصائد حمينية ولانزال نسمعها إلى الآن بأصوات الفنانين اليمنيين والعرب، وماتزال هذه القصائد تتضوَّع كأنها بخور تجاوز الانطفاء.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 01 إبريل-نيسان 2024 03:25:31 ص