|
عبدالكريم الشميري / لا ميديا -
هذا ليس تنجيما ولا مجرد عنوان لسياق ما سيرد في السطور القادمة، بل وإن توقع حدوثه لا يحتاج إلى أي فهم للسياسة، فكل المؤشرات توحي بزوال السلطات العربية الحاكمة العميلة، وليس كل زوال بزوال، فمصير حكام مثلهم أمر مفروغ منه وإلى مزبلة التاريخ، وبالطبع إن وجدوا في قعهرها مكان لهم أو بقعة.
نقول هذا غداة ما أحدثته عملية «طوفان الأقصى» من انعكاسات إيجابية في واقع وحال الشعوب العربية، والتي لم تقتصر نتائجها على العدو الصهيوني وجيشه الذي «لا يقهر»، كما رددت الآلة الإعلامية الغربية والصهيونية وأبواقها من الأعراب، فالشعور الجمعي العربي باستعادة الكرامة والعزة العربية في ذروته على أحسن ما تكون عليه الاستعادة بميلاد وطن عربي جديد لا علاقة له بأنظمة عربية عميلة قميئة كهذه التي جثمت على حكم الأمة لنصف قرن فارط تقريبا بصورها المختلفة وتعاقب حكامها بالكرفتة أو العقال والدشداشة، كل إنجازاتها قمع الشعوب وتكريس الخنوع والذلة، مقابل إرضاء حاكم البيت الأبيض في الحفاظ على ربيبته «إسرائيل» اللقيطة تاريخيا والملقطة من جغرافيا شتى، على إثر إعلان «وعد بلفور» اللعين المشؤوم وصاحبه في العام 1917.
قلت ومازلت عند القول بألا فرق بين هذا الحاكم في سلطات الحكم العربية العميلة المطبعة مع الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين الجريحة، والآخر، بين هذه النعجة أو الناقة، فكلهم النياق شرق، وكلهم «دوللي» النعجة المستنسخة.
وما من شك أن مجمل تنظيرات أبواق الارتزاق لجماعة الكيان السعودي والإماراتي ومامتهم أمريكا الكوبرا والكبرى لم تعد كذلك كما زعموا ونظروا هرطقتهم هولاء الجوقة، وأنها على كل شيء قادرة، ومثلهم جماعة البرغماتية القدامى الجدد، حيث ستغدو كل تلك التنظيرات والهرطقات مجرد سفخة بلدي وسفخة ريح أو جازعة وبالبلدي الفصيح، أمام وعظمة موقف الجيش اليمني مع فلسطين الحرة منذ السابع من أكتوبر المجيد.
وردت ملخصة على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالصدفة ساعة كتابتي للمقال على النحو التالي: ما تم إطلاقه من صواريخ ومسيرات الجيش اليمني في 5 أشهر إسنادا لغزة فاق ما قصفنا به السعودية والإمارات في 8 سنوات، وتتمثل في 46 عملية بـ403 صواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيرة، و2539 مسيرة في جغرافية السيادة، و76051 وقفة شعبية ومجتمعية في اليمن مناصرة لغزة، و148299 وقفة طلابية في الجامعات والمدارس، و40969 أمسية...
إن هذا الموقف وقبالة سواحل البحر اليمني وخليج عدن وإلى المحيط، وأقصد استهداف السفن البريطانية والأمريكية، والأخرى التي تتبع «إسرائيل» أو المتجهة إليها يعد التحاما بكل ما للكلمة من معنى عسكري واستراتيجي للجيش اليمني مع المقاومة في فلسطين وغزة أولا، وإلى حين يتوقف الكيان الصهيوني وجيشه عن اعتدائه على غزة ووقف قتله للمدنيين الأطفال والنساء منهم والكهول وحتى رفع حصاره عن غزة المقاومة البطلة...
إن هذا الموقف ما كان لولا إدراك قائد الثورة ومن ورائه الشعب اليمني لمعنى الصمود الفلسطيني في وجه أطول حرب يتعرضون لها، خاضتها «إسرائيل» ومعها قوتان عسكريتان غربيتان شاركتا في وجود هذا الكيان الصهيوني، بيد أن للإرادة والإيمان قولهما الحاسم والناجز من خلال تكبيد العدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح وتمريغ أنفه في وحل وعار الهزيمة منذ صاعقة عملية «طوفان الأقصى» وإلى اللحظة.
في الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2024 03:14:57 ص