|
يصادف يوم الجمعة القادم -آخر جمعة من شهر رمضان الكريم- مناسبة يوم القدس العالمي، الذي يأتي هذا العام والقدس وفلسطين وأبناء الشعب الفلسطيني يعيشون وضعا مأساويا ومؤلما ربما يكون الأسوأ منذ النكبة التي قام أطلالها الكيان اللقيط، وأسباب ذلك كثيرة ومتعددة.
-عندما تم إقرار هذه المناسبة الجامعة في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي من قبل قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران بهدف إبقاء قضية المسلمين الأولى حاضرة في ضمير ووجدان أبناء أمة الملياري نسمة، لم تكن الأمة قد وصلت إلى هذا المستوى الذي نراه اليوم من التخاذل والصمت والتواطؤ والتماهي مع الأعداء والمتربصين، ولم تكن المصداقية الدولية قد شهدت هذا السقوط والانحلال القيمي والأخلاقي والإنساني إزاء جرائم وانتهاكات كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين ومقدسات الأمة.
-الصهاينة اليوم وقد اطمأنوا لانشغال كثير من الأنظمة العربية والإسلامية وحتى الشعوب هناك بقضايا تافهة وبالتعامل مع جرائم العدو وكأنها لا تعنيهم بل ومحاولة التبرير لأعماله الإرهابية بحق أشقائهم ومقدساتهم تمادوا في طغيانهم وباتوا يمارسون الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة وكل الأراضي المحتلة بكل أريحية وهدوء، مدعومين بمواقف دولية صارت ترى في الجلاد والمحتل ضحية وصاحب حق لفعل ما يريد، وفي الضحايا وأصحاب الأرض مذنبين ومدانين وأهل لأن ينزل بهم أشد ألوان البطش والقتل والتنكيل.
-ستة أشهر كاملة من جرائم الإبادة الجماعية في غزة قتلا وتجويعا وتهجيرا وإهلاكا للحرث والنسل وما زال العرب في غفلتهم يعمهون وما زالت بلدان الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وشعارات المدنية في عالم الزيف والنفاق تصم آذانها وتغلق عيونها في أحسن الأحوال عن سماع صرخات وأنات النساء والأطفال وعن رؤية الدماء والأشلاء، إذا لم تبادر فعليا لتزويد قتلة تل أبيب بالمزيد من قنابل الموت والخراب ودعم سياساته الإجرامية في تجويع وتشريد الملايين من الأبرياء.
– الأدهى والأمر في المأساة الدائرة على أرض فلسطين العربية الإسلامية أن غالبية الدول العربية المدجّنة تعيش حالة من اللاوعي والتوهان وكأنها بعيدة عن دائرة الاستهداف وتحاول بغباء، الضحك على نفسها وإقناعها أن الأمر لا يعنيها وأن حلفاءها في أنظمة الاستعمار العالمي ممتنون لخدمات أنظمتها المجانية وأن هذه الدول لن تستغني عنها أبدا وستبقى أسيرة لخدماتها الجليلة ولثرواتها الطائلة.
– رهان البعض من أبناء الأمة على انتصار إسرائيل والقضاء على المقاومة في غزة موقف غبي، فبقاء شعلة المقاومة في فلسطين إنما هو بقاء للأمة ودفاع عن كينونتها وذاتها، وذهابها – لا قدر الله – هو ذهاب للأمة العربية وأنظمتها وكل مكوناتها، وسيعلمون ذلك عندما تقع الفأس على الرأس وحينها لن ينفع الندم ولن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
*نقلا عن :الثورة نت
في الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2024 03:20:14 ص