|
من يدعي الإنسانية هو من يذل ويهين الإنسان، من يدعي حماية الحقوق والدفاع عنها هو من يفرط فيها، من يدعي أنه يقدم المساعدات ومن يناشد الدول والمجتمعات تقديم العون والتبرعات لإنقاذ الشعوب التي تشهد حروباً وتتعرض لعدوان هو من يستفيد من هذه المساعدات وهذه التبرعات والمنح والمساعدات.
هذا هو حال المنظمات الإنسانية العالمية والتي تتبع هيئة الأمم المتحدة، فهذه المنظمات تقوم بجمع المليارات من الدولارات بهدف تقديم مساعدات للشعوب المنكوبة والتي تتعرض لحروب وعدوان عسكري ولكن هذه المبالغ للأسف الشديد لاتصل كاملة إلى المستهدفين بل إن معظمها يتم انفاقها في دورات تدريبية وورش عمل وأجور نقل وأجور تخزين ومرتبات للموظفين العاملين في هذه المنظمات ويبقى الفتات والذي لا يتعدى 25%من اجمالي المبلغ، والذي يتم تقديمه على شكل معونات غذائية بعد أن يتم أخذ معلومات عن الأسر المستهدفة والتي لا يحق لأحد أخذها والاطلاع عليها سوى الدولة بزعم عمل استراتيجية مستقبلية لبناء المشاريع وتقديم الخدمات التي تلبي متطلبات المرحلة القادمة، وهذا هو حال المنظمات الإنسانية العالمية التي تعمل في اليمن، والتي تنادي وتحذر من حدوث كارثة إنسانية ومجاعة إذا لم يتم جمع المليارات من الدولارات لإنقاذ ملايين اليمنيين من الموت جوعا ً،نعم اليمن يتعرض لعدوان وحرب ظالمة وحصار اقتصادي غاشم من قبل تحالف العدوان العالمي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد منذ أربعة أعوام، ويحتاج إلى العون والمساعدة ولكن كان الأحرى على هذه المنظمات العالمية والتي تدعي الإنسانية أن تقوم بالضغط على دول العدوان بوقف الحرب والعدوان وفك الحصار على اليمن، وعندها لن يكون اليمن بحاجة إلى مساعداتهم.
كفاكم متاجرة ًبإسم الإنسانية!
ليس هذا وحسب بل إن من يشاهد الآلاف من أبناء الشعب اليمني وهم يقفون طوابير طويلة ولساعات بين حرارة الشمس وزمهرير البرد امام مخازن التجار الذين تعاقدت معهم هذه المنظمات منتظرين أن يحصلوا على سلات غذائية من قبل هذه المنظمات، يشاهد الشيخ المسن والعجوز المسنة والمرأة الارملة والطفل الصغير والرجل المعاق والكفيف وهم يقفون من الفجر الباكر في مشهد مهين ومذل لا تجيزه الشرائع ولا تجيزه القوانين، علهَّم يحصلون على معونات ومساعدات المنظمات الانسانية، وكذا الطوابير الطويلة امام شركات ومحلات الصرافة ينتظرون صرف المعونات النقدية المقدمة من منظمة اليونيسف لحالات الضمان الاجتماعي والتي لا تتعدى 30دولارا ًكحد ٍأقصى، وترى البعض لا يجد اسمه في الكشوفات والآخر سقط سهوا ًوثالث يقولون له ارجع غدا ً،ورابع اسمك ليس موجود لدينا وربما يكون عند شركة صرافة اخرى .. وكل هذا التعب والإهانة والمذلة التي يتعرض لها ابناء اليمن الكرماء مقابل أن يحصلوا على الفتات الذي لا يكفيهم وأسرتهم سوى إيام قلائل.
لا تهينوا أبناء الشعب اليمني الكريم والعزيز بطوابيركم الطويلة واشتراطاتكم التعجيزية مقابل الفتات عليكم أن تعلموا أن ابناء اليمن لن يقبلوا عيش الذل والمهانة لأنهم اعزاء وكرماء، فلن يبقوا في طوابير ينتظرون لقمة العيش تأتي من الأعداء، ممن يقتلونهم ليل نهار بطوائرهم وصواريخهم وقنابلهم ومجنزراتهم منذ أربعة أعوام، بل إنهم سيدافعون عن أرضهم وشرفهم وكرامتهم ليعيشوا كرماء اعزاء.
فإما حياة بعز وشرف وكرامة أو موت وشهادة في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة.
وعاش اليمن حرا ًأبيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.
في الجمعة 01 فبراير-شباط 2019 08:24:40 م