|
تشير التقارير إلى أن اليمن نفذ ضربة كبيرة ضد «إسرائيل» مرتين: الأولى من خلال استهداف السفن «الإسرائيلية' أو سفن الدول الأخرى المتجهة إلى موانئها، نصرةً لأبناء غزة حتى إيقاف العدوان «الإسرائيلي» عليهم والسماح بدخول المساعدات الغذائية والإنسانية.
لكن الأهم من ذلك على المدى الطويل هو ثانيا؛ حيث قام اليمن، عبر قواته البحرية، بتدمير الحلم الامريكي - «الإسرائيلي» المشترك بتنفيذ مشروع «قناة بن غوريون»، وهي قناة بديلة لقناة السويس، وتكلفتها 55 مليار دولار وطولها 193 كيلومتراً.
ووفقاً للمخطط المعلن للمشروع، ستمتد القناة من الجنوب إلى الشمال، بدءاً من خليج العقبة، وتمر عبر مدينة «إيلات» (أم الرشراش) الحدودية، ثم تمتد لمسافة 100 كيلومتر بين جبال النقب والمرتفعات الأردنية في وادي عربة، ثم تنحرف غرباً قبل الوصول إلى البحر الميت، وتنحرف مرة أخرى شمالاً متجهةً إلى البحر المتوسط بالقرب من قطاع غزة.
بحسب مراقبين فإن هذا العمل، المتمثل بالتهديد الكبير للمشروع «الإسرائيلي»، الذي قام به اليمن ضد قناة بن غوريون، هو العامل الرئيسي في خفوت الانتقادات المصرية للعمليات العسكرية الدائرة في باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، رغم آثاره الجانبية بتقليل عدد السفن التي تستخدم قناة السويس - ولو قليلاً، وبالتالي انعكاسه على حجم الإيرادات المصرية من قناة السويس للخزينة العامة والتي بلغت 10.25 مليار دولار في العام 2023.
يرى العديد من المراقبين أن احتلال شمال قطاع غزة من قبل القوات «الإسرائيلية» وتهجير الفلسطينيين إلى جنوبه جزء من الأهداف الاستراتيجية لإنشاء القناة «الإسرائيلية» في شمال قطاع غزة، حيث وهناك مخطط كبير لإنشاء مدن صناعية وسكنية تابعة لمشروع القناة.
لكن العمليات العسكرية اليمنية أثارت قلقاً في الولايات المتحدة و»إسرائيل»، حيث تظهر أن القوة التي تسيطر على باب المندب هي من تتحكم وتؤثر على مصير مشروع «قناة بن غوريون».
وتشارك الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى دول عربية مثل الإمارات والسعودية، بالاستثمار في «قناة بن غوريون»، والتي تقدر القيمة السوقية المتوقعة للمشروع عند اكتماله بمئات المليارات من الدولارات، وسيكون له تأثير جيوسياسي كبير على العديد من دول العالم.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 24 إبريل-نيسان 2024 12:03:39 ص